الفصل 20: مسار لن يتغير

2 0 0
                                    

وقفت كارلا فجأة
لتقف معها والدتها إيزابيلا
ثم مدت هذه الأخيرة يدها وقالت:
"سيكون هذا منزلكي الجديد يا صغيرتي"
"حيث لن يكون لكي هم أبدا"
"وإن كل ما تريدينه هنا مجاب ولا حاجة للقلق بشأن أي شيء"
"و سيمكنني تعويضك عن سنوات الوحدة التي عشتها هناك"
"هيا يا صغيرتي فلم يعد عليكي مواصلة عيش هذا الكابوس"

ابتسمت ليلى وتابعت تقول:
"يبدو أننا سنكون على وفاق يا أخت العمدة"
"هيا! لا يزال هناك الكثير عليكي رؤيته!"

لكن سمع كارلا لم يكن ينصت لما يقولانه
بل إن صوتا آخر كان يخاطبها، صوت رغباته الشيطانية
"قتل رونالد أوركان وإنهاء هذه المهزلة"
"إنه أمر يقع على عاتقك"
"فلا يمكنك التهرب من هذا أبدا"

أصوات سمعتها كارلا تطن عبر أذنيها
وهذا ما جعلها تتذكر حوارها مع زيلين
"لا مكان للتراجع"
فهل سوف تتخلى عن مهمتها هكذا؟

تراجعت هذه الأخيرة بضع خطوات للخلف
وهو ما جعل إيزابيلا وليلى تستغربان من رد الفعل ذاك

نظرت كارلا في أعين الجميع مع جدية ظاهرة وقالت:
"لا"
"ليس بعد"
"ليس قبل أن ينتهي كل هذا"
"يجب أن أكمل مهمتي"
"فلا أحد سيفعلها غيري"

أعربت إيزابيلا عن انزعاجها من ذلك الكلام
فهي تعرف تماما ما تقصده كارلا بتلك العبارات
فردت عليها تقول:
"إن ذلك من الماضي"
"وإن قتل والدك لن يعود عليكي بالفائدة ولو قليلا"
"لا أحتمل فكرة أن تعرضي نفسك لخطر ذلك الرجل"
"فإن بطشه لشديد"

وفجأة مد كينتو ذراعه أمامهما
ليوقفهما عن الكلام

ثم نظر في عيني كارلا
بكل برود و حدة وقال:
"إني لا أدعم أيا من الطرفين"
"قتل والدنا من عدمه يعتبر حدثا قد مضى وقته بالفعل"
"وإني تعاهدت على نسيان الماضي والتركيز على الحاضر"
"فإنا هنا بأمان وسلام بعيدا عن يد كل شرير حقير"

"رغبتك في المواصلة سببها بسيط للغاية"
"تحقيق ذاتك بكلمات أخرى"

تغيرت ملامح كارلا الجادة عند سماع ذلك
فيبدو أن كينتو أصاب عين الحقيقة

فردت عليه تقول:
"إنها مهمتي الموكلة إلي"
"فإني لو تركتها تمر هكذا فلن أشعر بالرضى عن نفسي"
"ذاتي لن تكتمل ما لم أنجز ما علي من إلتزامات"
"و هذا هو سبب وجودي في المقام الأول"
"وإني أرجو أن تفهما موقفي يا أخي ويا أمي"

لم تعلق إيزابيلا على ما قالته كارلا
واكتفت بالصمت فحسب

وليقطع الهدوء الذي حل بالمكان
تقدم كينتو للأمام بعد ان ابتسم
وهاهو يمد يده في الهواء ويتلو بعض الطلاسم
ليظهر أمامه باب ينبعث منه ضوء خافت

The server (الخادم) Where stories live. Discover now