غرفة

33 1 0
                                    

ربع دستة ظباط

الفصل 1

الكاتبة - أسماء جمال

ف غرفه ساكته قوى الحياه فيها .. ملامحها شبه الموت بجد .. ف هدوئها المميت كإنها غرفه بين القبور مش غرفه ف مستشفى، راقد ف هدوء مميت منفصل عن العالم تماما ف عالم خاص بيه لوحده عمله لنفسه من يوم ما الكل خرج من حياته و هو كمان خرج من حياته و عمل لنفسه حياه خاصه ف عالم خاص بتاعه هو و بس ..

اه عالم مفهوش ناس .. مفهوش حركه .. مفهوش صوت .. مفهوش نور ..مفهوش وعى .. ف العالم ده من امتى او بقاله اد يه مش فارقه .. مبتتحسبش بالوقت !
عالم هوس هوس بس بالنسباله مريح .. مريح قوى .. خلاص هو إكتفى .. مش عايز .. مكتفى بالهدوء و بس !
مراد العصامى وصل و حد من الحراسه فتحله الباب و هو دخل وقف ثوانى ع الباب بعدها ميّل ع العجله جنبه شال منها بطانيه ملفوفه ب طفلين صغيرين نايمين و قفل الباب ..
راح ع السرير و نيّمهم جنبه و سكت كتير قوى ..

بعدها قام رفع طفل منهم نيّمه على بطنه على صدره بحيث صدرهم يقابل بعض و رفع دراعه حاوط بيه الطفل التانى جنبه و سابهم و شد كرسى جنب السرير و قعد يراقب حركات وشوشهم رغم ان كلهم نايمين بس فرق كبير بين نوم الاتنين .. واحد نايم مش شايل للدنيا هم و واحد نايم شايل كل هموم الدنيا ..

مراد إبتدى يتكلم زى عادته اما بيجى الغرفه دى من وقت ما إتفتحت لصاحبها: ماالك .. انا عارف إنك سامعنى .. حاسس باللى بقولهولك كل مره .. و عارف كمان يا عم إنى صدعتك و لو بإيدك كنت قومت قليّت أدبك عليا .. عارف عارف .. بس صدقنى ده يمكن عشان مفيش حاجه تانى ممكن تتعمل .. او يمكن عشان حاسس بالذنب إنى جزء من السبب اللى رقّدك الرقده دى .. يمكن لو كنت قولتلك من الاول او جنبك بشكل واضح و مباشر يمكن كانت حاجات إتغيرت و يمكن لاء .. مش عارف .. بس اللى عارفُه إنى فخور بيك و مش بس عشان مخذلتنيش، بس إنك طلعت عند حسن ظنى رغم كل اللى حصلك و رغم إنك مكنتش عارف إنى ف ضهرك من الاول ده شئ يخلينى فخور بقوتك .. ايوه متستغربش ..

انت قوى .. و قوى جدا كمان .. اللى يعيش اللى انت عيشته او يشوف كل اللى انت مريت بيه و يكمّل طريقه للاخر يبقى قوى .. حتى لو وقع منه شوية حاجات وسط الطريق .. بردوا قوى .. كونه موقعش اصلا و سند بنفسه على نفسه لحد ما وقف دى ف حد ذاتها قوه .. و يمكن عشان كده قولتلهم إنى بعتبرك احسن منى .. عشان انا يوم ما وقعت لقيت الف إيد إتمدتلى وقّفتنى تانى .. لقيت الكل حواليا و حاوطونى عشان كده مسابوش ثغره حواليا فاضيه للشيطان يدخلى منها .. لكن انت محدش كان معاك و لا جنبك و لوحدك و مع ذلك قومت من معركتك مع شيطانك كسبان ..

حتى لو خسران ناس بس كسبان نفسك و ده احسن بكتير صدقنى .. يمكن معرفش لو انا كنت إتسابت لوحدى مع شيطانى كان ايه اللى هيحصل عشان كده بقول إنك اقوى .. عشان اللى يقع و يرجع يقوم قوى لكن اللى يقع و يقوّم نفسه ده اقوى .. و اللى يطلع من حياته لأخرها محافظ على مبادئه ده قوى لكن اللى يطلع من إبتلاء بنفس مبادئه ده اقوى و اقوى ..
عشان كده لازم ترجع يا مالك .. لازم تقف من تانى .. مينفعش مع كل القوه دى ترقد بالشكل ده .. لازم ترجع ..

مراد سكت شويه و هو مركز مع ملامحه اللى كل مره تتقلّص و تضلّم بشكل مفهوش روح: طيب عارف انا انهارده جيبتلك معايا مين ؟ اللى على صدرك ده ياسين يا مالك .. ياسين مالك الهجّام .. و دى بقا يا باشا ست البنات .. هو انا صحيح معرفش سمّوها ايه .. بس انا إختارتلها إسم حلم ..
مراد كان قصد يجيب سيرة حلم عشان يثير اعصابه بس مالك إكتفى بدنيته الخاصه: هى مامتها كانت محتاره ف الاسم بس الاخر قررت تخليها حلم
عارف انهم بس اللى هيقدروا يقوّموك من تانى على رجلك .. انا اكتر واحد عارف ده عشان كده حبيت تبقى انت اول واحد يتنفسوا ف حضنه .. يمكن اما تحس ان فى حاجه تستاهل تقوم عشانها ف تقوم .. ولادنا يستاهلوا يا مالك ..

و هو انا اه صحيح مقولتش إنى جايبهوملك هنا و لا حد عارف إنك هنا بس قولت جزء من الحقيقه إنى واخدُهم يزوروا أبوهم و قولتلهم عايز ابقى معاهم لوحدنا ..
ياسين و حلم انهارده بس نوّروا الدنيا يا مالك .. اول يوم لهم ف الدنيا و اول يوم من غيرك .. من غير حضنك .. من غير وجودك .. من غير صوتك .. من غير دعمك و سندك لهم .. لازم تخليهم دعم ليك عشان ترجع تقف على رجلك من تانى و تفوق .. الحياه من غيرهم وحشه قوى .. وحشه قووى قوى يا مالك اسألنى انا .. و هما من غيرنا بيخبّطوا ف الدنيا و تلطّش فيهم لحد ما بيستووا .. قوم عشانهم .. عشان متسيبهومش لوحدهم .. بقى عندك الدافع اللى تقوم عشانه ليه مصمم تفضل كده ؟ لسه مصمم ف العالم اللى عملته لك لوحدك و انفصلت فيه عنا ؟

ياسين عيونه فتّحت من نومه و حرّك راسه بوشه و هنا وشه قابل وش مالك و طلعت منه ملاغيه رايقه شبه الضحكه برغم صغره .. فضل على رقدته بس إبتدى يعيط بصوت رقيق و جسمه بيتحرك على صدر مالك و من صوته البنوته كمان صحيت و إبتدت تعيط ..
مالك بتلقائيه ملامحه المتجمده من يوم ما رقد فكّت لوحدها و لانت .. لانت قوى بشكل خلاه شبه المبتسم رغم إنه مش ف وعيه ..

مراد إبتسم على ردة فعله بمناغشه: يلا يا عم سينا ورينا همتك .. أبوك عملنا معاه المستحيل يقوم و فشلنا فشل ذريع .. جرّب انت بقا .. بس لو قام على إيدك انا اللى هرّقده تانى مكانه غصب عنه
ــــــــــــــــــــــــــــــ

ربع دستة من الضباطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن