الفصل الثاني

56 4 0
                                    

  الغراب داخل القصر:

فُتح باب الغرفة وخرجت منه المرأة بسرعة وبكائها سبق أن استُنفذ بالداخل، خرج زوجها ورائها بسرعة ثم اقترب منها بترو،لم يختلف حاله عن حالها كثيرًا فما رائُه بالداخل ليس بالهين أبدًا بل كارثة حلت على رؤوسهم، وضع يديه على اكتافها وادارها إليه، نظرت له بحزن ثم انفجرت براكين الدموع بعينيها وكأن مخزونها بالداخل كان مجرد نقطة في بحر

قاطعهم الطبيب بخروجه من الغرفة ووجهة يحمل علامات الاسى، نظر له الزوجان بأمل عله يُخبرهم بحل لمصاب ابنتهما، ولكنه أبعد عينيه بخجل وتحدث بآسف:
_ أنا آسف لا يوجد حل طبي لأنه لا توجد علة مرضية.
ثم تركهم وغادر وفي داخله يتمنى أن تجد تلك الصغيرة حل لتلك اللعنة وإلا ستنتهي...
أما الأبوان فكانت لقلوبهم صراخات رثاء على صغيرتهم التي لم يتعدى عمرها العشرون!
نقلت المرأة نظرها لزوجها وبعينيها عتاب صارخ لما آلت إليه حالتهما وحالة صغيرتهما، عتاب مزق بداخله أي أمل للنجاة من هذه اللعنة
وكأن نظراتها لم تكن كفيلة بغرز وتد الندم بأوردته فنقله لسانها على هيئة كلمات سامة حتى وإن كانت حقيقة مرة:
_ألم أخبرك!، ها هي تدفع ثمن خطأ ليس خطأها خطأ لم  تعلم عنه شيئًا!
الانهيار والصراخ كان وسيلتها للتنفيس عن حزنها المر فأخذت تصرخ به وتحمله نتيجة اخطأه الماضية، أخطاء مر عليها أكثر من عشرين عامًا...
_ أنظر لها، هي لا تقوى حتى على الكلام كل ما تسطيع فعله هو البكاء والصراخ!، وكل هذا بسببك، بسببك أنت وجشعك للسطلة، وماذا بعد ها أنت بنفسك تترأس مسابقة لتسليم هذه السلطة الكاذبة لأخر؟!
كانت تُشير له وسط حديثها اللاذع المحمل بالحقيقة التي حملت لهم معناة كل صرخة من صرخات الماضي، لم تكتفي ولم يندثر حزنها على فلذة كبدها فاقتربت منه وجعلت يديها تسكن على قلبه ثم طببت بها عليه بهدوء ثم رفعت عينيها له المحملة بالقسوة وقالت بحقد وغضب انتقل إلى يديها في ضربات قاسية نقلت له آلامها:
_ماذا ستفعل!، أخبرني كيف ستُعيد طفلتي إلي!، أعدها لي، هيا أعدها
خمدت ثورتها وانتهت  ببكاء  متألم مزق قلب خلف الباب وُجد...
                  ________________
بداخل الغرفة وفي ركن بعيد بأخرها استوت رؤى على الأرض  وكلتا يديها تلفت حول ركبتيها وجناحيها الأبيضان ساكنة مائلة بجانبها في وضع مؤلم، رفعت رأسها من بين ركبتيها ببطء، انصتت جيدًا لصوت والدتها ومع كل كلمة كانت الدموع تفر من عينيها كالسياط تجلدها، ألا يكفيها ما وصل به ما حالها!، لماذا تستمر والدتها بفرك الملح بجروحها المتفتحة؟

كادت الشهقات أن تهرب من سجن شفتيها البيضاء ولكنها أسرعت بوضع يديها على فمها لتُعيدها إلى مسكنها وسجنها الأبدي داخل فؤادها الجريح...
ابتعلت غصة قاتلة بداخلها ثم أنزلت يديها ونظرت لهما، بيضاوين كبياض الثلج!
انتشر اللون الأبيض إلى منتصف ساعدها وتلونت مخالبها باللون ذاته، لولا لعنتها لكان هذا اللون أسود بدلًا منه أبيض

عائلة الغراب الأسود "مكتملة" جاري تعديل الأخطاء Where stories live. Discover now