اَلْفَصْل اَلرَّابِعِ《مِنْ اَلْهَنَاءِ إِلَى قَاعِ اَلْمُعَانَاةِ》II

49 9 2
                                    

نزلت الجملة علي اذاني كصاعقة من المساء احرقت شهابا فرغم اني من قبل مجئي الي هنا كنت علي يقين انه مريض الا ان بداخلي صوت يرفض الامر ويكذبه والان اصبح الصوت هو الكاذب
- ما نوع السرطان
هبة: سرطان بالاعصاب ، الاورام السرطانية يكون سهل احتوائها حتي في مراحل متاخرة اما الاعصاب فيصعب تقليص الخلاليا بمكان معين للعلاج الاشعاعي.
- هل قصدك ان لايوجد علاج؟
هبة: مع الاسف لا ، ولكن الامل دائما موجود ما يلزمك هو ن تكوني بجانبه وان لا يتعرض لاي ضغوط لعل ذلك يحسن من حالته.
- ارجو ذلك ، سوف اتبع تعلمياتك وان حث شئ جديد سوف ابلغك
هبة: ارقامي متاحة طول الوقت
- لكني اريد ان اطلب منكي شيئا
هبة: تفضلي
- انا لا اريد ان يعرف مازم بمجيئي او حتي بمعرفتي بمرضه فمؤكدد ان لديه خطة ما وسوف يخبرني فيما بعد
اجابتني مع ابتسامة باهتة
هبة: وانا علي يقين من ذلك ان شاء الله
انهيت مقابلتي معها وهي طلبت من السكرتارية ان يردوا الي ثمن الكشف نظرا لاني لم اكن بحاجة الي كشف بل الي مقابلتها وحسب ، عددت سريعا الي البيت و براسي مائة فكرة لك ما يدور بعقلي حاليا ان لا وقت للحزن او ما شابه لان هذه المحاولة متوقفة علي عاملين اولهم مازن وثانيهم مراد الان قد افقد احدهم لكني لن افرط واترك الاخر
اي ان قد يكون مرض مازن واحتمالية موته امرمربك لكني علي ان لا اتجاهل وجود مراد خصوصا ان حتي في حالة انسحابي من المحاولة غهي مستمرة فهل نسختي البديلة تلك مستعدة لمجابهة ذاك التحدي؟
هل هي مستعدة للاعتناء بطفل بمفردها من دون اب؟
قد ترونه امرا هامشي او غير مهم ولكن وراء الامر شئ اخر فانا واجهت نفس المصير قد تربيت بدون اب وفيما بعد بدون ام بعد ان اهلكها المرض وهي تسعي لجلب العالم بين يداي و تراني سعيدة فانا اكثر من يعرف هذا المصير وكوني خضت التجربة يجعلني علي دراية تامة بالامر
لذلك هذا هو قرار الاخير , ان كانت حالة مازن لا عالج لها فانا سوف استمر فالمحاولة لاجل مراد
مر حاولي اسبوعين لم استطع فيهم ان اواظب علي تدريب مراد ، صحيح انه لم يشتكي ولكني لاحظت اهماله لدورسه وايضا زادت عصبيته، ومن المؤكد انه عاد لتصرفات العنف بالمدرسة لكني الان مشغولة بشئ مختلف
اردت ان اخفف من عبئ المصاريف بالبيت فعدت لي مهنتي القديمة والتي هي الاكثر كرها لقلبي وهي التفصيل والحياكة ، بعت ما تبقي من ذهب مصوغاتي واشتريت مكينة خياطة وبعض الادوات الملحقة وتدبرت حلا امر العميلات؛لم يعارض مازن واخبرته ان هذا الامر سوف يشغر فراغ وقتي وايضا مشروع ناجح.
لكن ابتعادي عن مراد اكثر ما يسبب لي القلق فتمسكي بالاستمرار في تلك المحاولة كان يتملكني شعور ان الامر خرج عن السيطرة.
رن جرس الباب ، فتحت وكان مرا يجر حقيبته علي الارض خلفه وهو يدخل وملامحه تبدو عابسة اي ان يبدو لديه مشكلة ما ، اردت سؤاله لكني سارعت بالذهاب الي المطبخ حتي اجهز له الغداء وبعدها اخذ منه الاجابات بعد ان يكون شبع.
تناول مراد الغداء بعد اصرار مني لانه قال بان لا شهية لديه لذا لجئت لمسايرته كطفل لاقناعه ان الطعام اليوم مختلف المذاق ويجب تناوله قبل ان يبرد وبعدها انعشت معدته بكوب كبير من عصير البرتقال وبدات في استجوابه بلطف
- مرادي ، اراك متضايق ما الامر يا بني؟
عبس جه مراد اكثر و اجاب بعد ان عقد حاجبيه
مراد: لا شئ يا امي انا فقط متضايقك لانك نسيتي معاد التمرين الاسبوعين الماضين.
حاولت ان اكون ذات حجة قوية لاني انا من اخطئ
- اعلم يا صغيري اننا فوتنا الذهاب الي النادي ، لكني بدأت عملي حديثا والمكان يعج بالفوضي كما ترا الان؛اعددك انني سوف احل الامر وسوف نعوض تغيبك واضف اليهم ايضا الذهاب للملاهي برفقة جودي.
ابتهج وجهه الصغير وابتسمت ملامحه البريئه
مراد: حقا يا امي؟
- اجل يا صغيري لا داعي للقلق ، هيا اذهب الي بيت جودي واذكر واجباتك برفقتها وانا سوف انهي هذه الفوضي قبل مجيئ والدك.
حمل مراد كتبه وحقيبته متجه الي الباب
مراد: حسنا يا امي ناديني عندما تنتهي.
اوصلت مراد للباب وانتظرت دخوله عند حلا واطئمنت ثم عدت الي حصار الملابس تلك لصاله شقتي حاولت ترتيب المكان ولو بنسبة قليلة و بعدها عدت الي لاكمل عملي ، قرابت الثلاث ساعات متواصلة يكاد صوت محرك المكينة ان يثقب اذاني من الازعاج و طبعا الصداع مستمر وتقريبا انتهي شعوري باصابعي وظهري لكن لايهم ، ما يهمني الان هو توصيل هذه الطلبيات الي حلا حتي تنقلها الي العميلات لتحصيل النقود لتكون مدخرا لاجل مرا فيما بعد.
نهضت عن مقعدي خلف طاولة التفصيل بعد ان اطفئت محرك المكينة تمهديا لاتمام عملي اليوم، امسكت الدفتر الموضوع بجانب المكينة وتفقدت الاسماء المكتوبة واخذت اتصل بهن تباعا حتي ابلغهن ان الاستلام بات جاهزا ، واعطيتهم معياد
ثم عدت الي المطبخ وتاكدت ان الطعام علي النار قد اصبح جاهزا والاواني نظيفة اخدت حماما دافئا حتي اتمكن من العودة للاحساس باعصابي وبعد ذلك استدعيت مراد ، كنا بعد العشاء اي حان ميعا نومه لذا راجعت مع واجباته واكل وجبته الخفيفة ثم خلد الي نومه وانا عدت الي عملي لاكمل اخر خطوات الملابس المطلوبة بضع اسوار وياقات وبعد ان انتهيت من اخرقطعة رتبتهم داخل الاكياس.
رن جرس الباب اي ان جاء مازن ، اسرعت وفتحت اليه وكان ارهاق يغلب علي وجهه لم يتناول العشاء حتي انه اكتفي بتبديل ملابسه وخلد الي النوم.
انا لم اسئله لاني علي علم انه مؤكد اما كان بكشف لدي الدكتورة هبة او باحد جلسات الكمياوي بالمشفي.
تغلبت علي تلك الدمعة المخزنة بين مقلتي واطفئت النور بالغرفة وتمددت الي جانبه حتي انام فانا ايضا اريد اهرب من هذ المحاولة البديلة ومن حياتي ايضا الاكثر بؤسا.
كان اليوم من بدايته مرهق ويمبئه التعب فاصبح الامر جزء من عادتي ان استيقظ متاخرة عن ميعاد رنين المنبه وهذا يرجع لسببين , الاول انخفاض قدرتي علي السمع بسبب صوت مكينة الخياطة والسبب الاخر الارهاق والاجهاد الذي بات ملازماني من الجلو للعمل ساعات طويلة ، اصبحت حلا شبه المتوالية لمسؤالية ترتيب وتجهيز اغراض مراد قبل ذهابه للمدرسة وايضا عند عودته تذاكر له فلم يعد لدي متسع من الوقت لذلك النوع من الاهتمام واقتصر الامر علي عنايتي بالامور المنزلية وعملي خلف المكينة.
كان اليوم يمر بنمطية و اعتياديه الي ان جاء رن جرس الباب، الوقت مبكر علي ان يعود مراد او مازن لذا ظننت ان حلا من جاءت قمت عن مكاني وذهبت لفتح الباب فكان القادم هو مراد كان اغلب ظني ان الغيت بقية الحصص او انه كان يوم رياضي مر من الباب وكان يبدو مهموما و جلس علي الاريكة قرب كومة الملابس وضوع حقيبته بين رجليه علي الارض
شعرت ان هناك مشكلة ما وراء تلك الحالة التي هو عليها لذا اقتربت منه وبدات بسؤاله بطلف
- الغيت بقيت حصص اليوم؟
مراد: لا يا امي
- اذن يوم رياضي اليس كذلك؟
مراد: كلا، لقد فصلت عن المدرسة يا امي.
وقع الحبر علي اذاني كالصاعقة من البرق ، لما قد يفصل مراد هل لانه عاد الي شغبه ام انه زاد الامر سوء؟
- ماذا؟ لما يا بني؟
اخرج كم جيبه ظرف ورقي ذو لون ابيض و وضعه بين يداي.
مراد: هذا هو جواب فصلي ومكتوب به السبب
اخذت الظرف و وضعته داخل دفتر تقيد عملي وعدت لاجلس بجانب مراد وحاولت ان اتمالك اعصابي ة اهدا واضع بداخله امل حتي لا يصيبه الاحباط ويفقد الامل
امسكت يده الصغيره و ضممته الي صدري وانا امسح علي ظهره وانا اواسيه
- لا تخف يا صغيري ، ان شاء الله سوف اذهب للمديرة غدا وسوف ترجع للدراسة وان لم توافق علي عودتك سوف تنقل الي مدرسة اخري احلى بكثير.
وهنا بدات الاحظ تغير على وجهه وارتسمت ابتسامته الصغيرة
مراد: حقا يا امي؟
- اجل يا صغيري، هيا بما انك اتيت باكرا يمكنك ان تاخد بقيت الوقت قيلولة او يمكنك ان تلعب بالعابك.
مراد: لا سوف انام الي ان يحين موعد الغداء .
- حسنا يا صغيري.
قام من بين احضاني وهو يحمل حقيبته متجه الي غرفته لينام وانا عدت عاكفة علي عملي مر الوقت وانا بين تجهيز الغداء واكمالي لشغلي وراسي ينهشه التفكير في الشان نفسه ، كيف سوف ابلغ مازن بالامر وكيف سوف احله رغم ان يقيني ان مراد هو المخطئ كعادته ، لكن بعد تفكير نصف يوم توصلت الي حل قد يريخني لوقت طويل بما ان مراد فصل من المدرسة فابمكاني نقله الي مدرسة خاصة وانا قد المبلغ الذي ادخرته ق يكون كافيا لقبول ملفه، صحيح ان هذا سوف يعيق ترتيبي للادخار لاجل رفع الكد والعبئ عن مازن طوال فترة مرضه لكني سوف اعوضه بمضاعفة عملي ، اجل قد اتخذت قراري.
مر قرابة يومين علي الامر و قد اتممت اجراءات نقل مراد ودفعت القسط الاول من رسوم قبوله ،رغم ان المصاريف بالتقسيط الا انه بمثابة فخ فاذا طقاعست او اهملت الدفع سوف يفصل من المدرسة لكن المريح بالامر اني لا ادفع المبلغ دفعة واحدة.
وطبعا تم الامر بموافقة مازن فقد اخبرته ان نقل مراد الاصلح له ولمستقبله وهذه حقيقة انا لا اكذب بها فبكل الاحوال باتت المدراس الحكومية اشبه بسجن للاطفال الذين لا يفعلو شئ غير التنمر والسب والاهانات اما بفئة المدارس الخاصة يكون مستوي الرعاية اعلي والانضباط وبما ان السداد عليى اقساط سوف يكون الامر اكثر اريحية
كان اليوم هو اول يوم لمراد بمدرسته الجديدة وفي تمام السابعة صباحا حضرت الحافلة لنقله الي المدرسة وتلك اهم المميزات ، حافلة خاصة بالمدرسة لنقل الطلبة الي داخل المدرسة برفقة مشرفة وهذا يجعلني اكثر راحة واطمئنان عليه ، وبعد ذلك خرج عمله و بعد ما قمت بمهامي الصباحية من ترتيب وتنظيف جلسة الي طاولة المكينة لانجاز المزيد من عملي المتراكم ، فبعد ان اوصلت حلا الطلبيات لعميلاتي عادت بمزيد من الطلبات وايضا لم يتبقي اي مبالغ غير محصلة وهذا ما دفعني الي المزيد من الانجاز وانا متحفزة للامر ، فمن ضمن اسبابي كرهي لعمل المشغل في الواقع هو ان المشغل يقدم الخدمة مقابل مبالغ رمزية للعملاء كونه هيئة حكومية ، مما يجعل عملنا مهدر بالاجور مقابل المجهود والتعب.
مرت ساعات النهار بين عملي وتجهيز الغداء حتي حان موعد عودة ، استقبلته اسفل البانية وكان اكثر حماسية بمدرسته الجديدة و بالانشطة المتعددة والان ايقنت اني اتخذت قرار مناسب لمصلحة ولدي مراد، وعندما صعدنا الي الشقة واعددت له سفرة الغداء تناوله مسرعا و لاول مرة اراه مقبل على المذاكرة ددون نزاع او اجبار و اصرار مني.
كان هذا كافيا لي حتي استمر بعملي بنفس المعدل والمكافاة لانجازه واجمع المال الكافي لسداد بقية الاقساط فانا الان ادركت تماما معني ان ترا ثمرة تعبك و جهدك لاجل قطعة صغيرة منك.
مضي قرابة الشهر وقد سددت القسط الثاني من المصاريف ومتبقي ثلاثة اقساط ويلزمني ان اكمل بجدية العمل حتي لا اتاخر عن ميعاد التحصيل ، ومن زواية اخري انا متابعة ذهاب مازن الي جلساته العلاجية وقد حدث تحسن بحالته و لذا عاد الي العمل الاضافي بعد ساعات العمل الاساسية وهذا اشعرني بالراحة تجاه املا ان يجد علاجا ولا نفترق ابدا.
اليوم كان المناخ جميل اشبه باجواءي الربيع الدافئ كنت مشغله الراديو اذاعة الاغاني ورتبت طاولة عملي و دخلت للمطبخ اجهز الغداء منتظرة عودة مراد من المدرسة الذي اصبح مواظب علي الحضور واداء واجباته وينتظر بفارغ الصبر حصص الانشطة سواء رياضية او فنية
بينما انا بالمطبخ طرق اذاني صوت فتح باب الشقة ؛ وهذا يعني ان مازن قد عاد!
لكن الوقت باكرا عن موعد خروجه ، قد يكون نسي شئ.
خرجت من المطبخ ومن ثم خفضت صوت المذياع ، كان مازن يجلس عبي الاريكة ويبدو عليه انه مهموم بشدة
- ماذا بك ، هل حدث شئ؟
رفع مازن راسه ناظرا الي بحزن قم تنهد قائلا
مازن: اخذت اجازة ، و لدي موضوع اري ان اتحدق معك بخصوصه.
جمدت في مكاني وتوارد في راسي ما كنت اخشاه ، تمالكت نفسي وجلست الي جانبه وكان قلبي يرتفع وينخفض كمن اخذ جولة بمدينة الملاهي ببيت الرعب ثم واجهته بنظارات كلها خوف وقلق وتظاهرت اني لا اعلم عن امره شئ والقيت اليه سؤال بحلق جاف من الخوف
- لعله خير يا حبيبي ما الامر؟
امسك مازن يداي برفق ثم نظر الي
مازن: صغيرتي ، كان لدي الكثير من الكلام حتي اقوله لكي في تلك اللحظة لكني لا اجد ما يصف الذي اشعر به الان تجاه كل شئ
اعتصر الخوف قلبي منقبضا ولكني استمرت في سماعه دون مقاطعه
مازن: يا صغيرتي لم ارد ان يكون هذا هو الكلام عن ما امر به و كنت اريد ان اقول انني نجحت في تجاوزه ، لكن لم يقدر الله هذا بعد ، اردت اخفف من ثقلك باعمال المنزل وعملك بالخياطة ولكني لم اوفق مع الاسف ، انا منذ فترة وانا اشعر بالارهاق والالم الي ان نصحني احد زملائي ان ازور طبيب وبعد التشخيص اخبرني ان اقوم ببعض الفحوصات والاشعة والتي اقرت اني ( ابتلع ريقه ثم اكمل) مريض بورم سرطاني لكن اخبروني ان الامر عاديا ومئات الاشخاص يصابوا به ومع الادوية والجلسات يشفوا وانا دوامت علي الامر شهر كاملا ولكن مع الاسف...
و هنا قاطعته وانا اضغط علي يداه بضعف
وحاولت حبس تلك الدمعة وتنفست بهدوء
- و لما ؟ لماذا لم تخبرني بالامر؟
مازن:لم ارد ان ادخل الهم علي قلبك الصغير، كنت لريد ان اراكي مرتاحة و تنامي وليس ببالك هما تجاهي او تجاه مرضي.
فعلا معه حق فرغم معرفتي مسبقة بالامر الا انني كنت مصدومة ايعقل!هل حقا سوف يموت مازن جراء هذا المرض؟
لماذا دائما يوجد عائق؟
انزلقت الدموع من عيناي و ارتعشت يداي
- ولما انا هنا؟ ما فائدتي طالما انك لم تدعني اشاركك همك والمك؟
مازن: لا تحسبي الامر هكذا ، فقط كنت اريد ان اراكي مرتاحة حتي اقدر علي ان ابقي صامدا هكذا انا حسبتها، لكن تاخر الوقت واردت اخبرك بان..
ضرب الطنين اذاني وانقبض قلبي واغرقت عيناي دموعا
- ماذا يعني تاخر الوقت؟ هل تخبرني الان انك ستموت يا مازن؟ اليس هذا ما تحاول ان تقوله؟
اقترب مني ثم ضمني الي حضنه وعقد ذراعيه بضعف كان مرتعشا
مازن( بصوت يغلبه البكاء): انا اسف يا صغيرتي ، وعدتك اني لن اتركك ولكن يبدو انني قد احنس وعدي باي لحظة و ارحل عنكما..
وقعت كلماته تلك علي مسمعي وقوع القنبلة لم استطع تمالك نفسي كنت اراي المكان يدور من حولي ولكن ما يدور هو وعي واتزاني وسقطت بين ذراعيه فاقدة الوعي...
فتحت عيناي وانا اتمني من اعماق قلبي ان يكون قد تبدل الحال مثل كل يوم استقيظ فيه لكني لا اجد شئ قد تغير وكائنه اصبح لعنة اليوم المكرر، اصبحت لا انام سوا اربع ساعات
نهضت عن الفراش مسرعة الي طاولة الزينة لاضع خافي العيوب والهالات السوداء" الكونسلير" لان بات شكلي اشبه بالمدمنين والمرضي النفسين وايضا حتي لا يؤثر ذلك علي مازن فانا اريد ان يشعربان كل شئ كما كان ، وبعدها اخذت وشاح اغطي به شعري الذي نسي كيف كان شكل المشط من قلة تمشيطه ثم خرجت الي الصالة لبدا تكرار لعنة اليوم المكرر كل يوم.
جهزت فطار سريع لاجل مراد قبل ان ينزل الي مدرسته ثم ودعته عند الباب لينزل الي مشرفة الحافلة ثم عددت للمطبخ لتجهيز فطار مازن الذي اصبح لا يفارق الفراش وانهكه الالم عيناه يحاوطهم الاجهاد وتساقط شعره بكثرة خصوصا لحيته الكثيفة وشارفت شفتياه علي اكتمال لونها للبني.
وضعت الصينية علي الفراش ومن ثم عاونت بالجلوس وجلست الي جانبه لاطعمه بيدي فنظر الي بود وقلب يغلب عليه القهر والعجز وامسك ايدي بع ان وضعت لقمة بفمه بيده المرتعشة الاعصاب وبابتسامة مرهقة نصف مكتملة والوهن يتمكله
مازن: اتعبتك باول الصبح يا صغيرتي انا اسف
حازلت ان اتظاهر بان كلامه لم يؤلم قلبي ويشقه الي نصفين ثم رسمت ابتسامة تخفيفا لآلمه
- يا ليت كل التعب مثل تلك الراحة التي اجدها وانا بقربك كل صباح
مازن: الا يكفيك مراعتك لمراد وعمل الحياكة؟
- و ما فائدة مل ذلك امام تعبك لاجلنا ايام بالعمل ؟
مازن: احيانا يا صغيرتي الانسان لا يدرك قيمة المائة الا عندما يصل الي الصفر تماما مثل ما انا الان لا اقدر حتي علي اطعام نفسي
- لكنك مازلت حبيبي رغم كل شئ الا يكفيك قلبا يحبك ان لم تستطع الاكل انا اطعمك وان لم تستطع المشي انا اسندك
تحسست وجهه برفق ثم اكملت
- يكفيني انك معي ولا اطلب من الله اكثر من ذلك
ارتاح مازن من كلامي وساعدته باخذ ادويته ثم عاد لراحته نائما وانا خرجت الي الصالة لاكمل عملي الذي اوقفته في الثلاثة صبحا حتي انام الي السادسة و بعدها استيقظ واكمل دائرة عملي كنحلة عاملة بخلية نحل او لا انما كفائر همستر يدور بحلقته بلا هدف الي قيام الساعة او الي ان يهلك.
قاربت الساعة لتاسعة ولم يتغير شئ من يومي المكرر وانا اتجاهل صوت اهتزازت وارتجاج الطاولة من المحرك وانا امرر قطعة القماش بروتنية شديد بين سير الابرة لتصنع غرز ذات خيوط.
فجاه اهتز هاتفي ليس بفعل صوت المكينة ، انما بسبب انه يرن لاتصال احدهم ولكن لاستحالة ان اسمعه ابقيته علي وضيعة الصامت المهتز لعلي الاحظ ذلك وانا بجانبه نظرت الي شاشته لاجد اسم المتصل " رفعت" تركت ما بيدي و اوقفت الضغط علي دواسة المحول وانا متضايقة فانا اعرف تماما من هذا و لاجل ماذا اتصل ، لذا نهضت عن الكرسي وامسكت الهاتف بين يداي ثم خرجت الي الشرفة حتي اتاكد ان مازن لن يسمعني وضغطت علي زر الاجابة
- الو، استاذ رفعت كيف حالك؟
حازم: انا بخير يا ام مراد وكيف حال استاذ مازن
تنهدت ثم اجبته
- ادعو له بالشفاء القريب.
رفعت: ان شاء الله بالقريب العاجل ، لن اطيل عليكي لقد اتصلت حتي اذكرك ات مدة اعفائكم من سداد الايجار مرت و هذا يعني ان باخر الشهر يلزمك دفع المبلغ كامل .
حاولت ان اضبط كلامي واكون لينة معه لعلي احظي بمهلة اضافية
- اعلم يا استاذ رفعت لكن اقسم لك ان الحال ليس علي ما يرام ابدا وكل ما اخرجه من عملي يصرف بالكامل بين علاج مازن ومصاريف مدرسة مراد.
رفعت: ام مراد لقد طفخ الكيل صدقيني لقد خرج الامر عن طوره وعن سيطرتي بالكامل ، انا احب ان يكون الانسان عند كلمته وانا تحملت المدة المطلوبة حسب اتفاقك والان علي الالتزام بالدفع وايضا ليس ذنبي انك ادخلتي ابنك مدرسة خاصة ذات تكاليف باهظة ان اردتي الرقي بمكانتك فسددي ديونك اولا انا لن اطالب استاذ مازن لانه مريض و الالمه تكفيه فانا اوجه كلامي اليكي يا سيدتي معكي الي اخر الشهروبعدها قد يصلك محضر طرد باي لحظة.
لم اقاطعه وبعد ان انتهي من تهديده اغلق المكالمة وانا انهمرت دموعي التي احاول ان احبسها ليل نهار حتي لا يلاحظ مازن ؛ لكن الي متي سوف اتحمل كل تلك الالم و الاوجاع ، هل انا خلقت من حجر يابس اليس هناك رحمة؟
دخلت من الشرفة متجه الي الحمام لاغسل وجهي من الدموع واعيد توضيب ميكاجي الذي يخفي ارهاقي و تعبي ومن ثم خرجت الي الصالة لكي اكمل عملي بروتينة شديدة وبملامح زجاجية ثابتة كما اعتدت كل يوم فحتي اظاهر تعبي قد يلحظه مازن وينعكس علي حالته و يجعلها تتدهور وانا لن اسمح لامر كهذا ان يحدث مهما كلفني الامر .
عكفت لاكمل عملي بتركيز الي ان قاربت الساعة القانية ظهرت ثم قمت متجهه الي المطبخ لاكمل تقليب الطعام المعد للغداء ليكون جاهزا ليتناول منه مازن وياخذ ادويته من ثم مراد عندما يرجع من مدرسته ، ثم شردت داخل افكاري.
احقا هذه حياتي البديلة التي اخترتها حتي ارتاح من اعباء حياتي وتعبها ، اليست اكثر ارهقا حتي الان؟ احاول باستماتة هكذا بحياة زائفة ؟ امن اجل مراد ؟ ام من اجل مازن طريح الفراش؟ احقا تلك الحياة التي طلبتها باخر محاولاتي ؟ انا لم اطلب شئ مبالغ لخ ، طلبت حياة اسرية روتنية عادية هادئة، لما عليا دائما ان امر باحداث بمقاطع الروك الصاخبة؟
هل عليا ان اجازف واطلب محاولة رابعة واحبس بداخلها وتكون اكثر فشلا من تلك او ما قبلها ؟ ام اعود للواقع وانا مهزومة فاشلة مثلما خرجت منها هاربة الي هنا
عدت من شرود افكاري علي صوت رنين جرس الباب وهذت اعلان عن وصول مراد فرهعت لافتح واستقبله بعناق صغير يعوضني انا عن ما ينقصني ، ومن ثم دخل يقضي بعض وقت برفقة والده وهنا اهتز هاتفي للمرة الثانية محدثا رنين نظرت الي شاشته ولكن هذه المرة كانت مديرة المصروفات من مدرسة مراد ، اخذت نفسا عميق قم خرجت الي الشرفة واجبت علي المكالمة.
- الو مدام نفيسة كيف حالك؟
نفيسة: بخير يا مدام ليان كيف حالك ؟ وحال استاذ مازن؟
- يتحسن بحمدالله وانا بخير حمدلله.
نفيسة: انا بغاية الحرج مما اتصلت لاجله لكني فقط اقوم بمهامي، اود ان ابلغك بان تحصي القسط الثالث الشهر القادم وهذا المعياد الاخير وان تاخرمراد هذا يعني انه قد يفصل من المدرسة،صديقني لو لدي اي شئ افعله لما كنت تاخرت بفعله لكن تلك لوائح وقوانين المدرسة.
حاولت ان ابقي صامدة واجيب.
- لا عليكي ابلغتي ما يملئ عليكي عملك لا لوم ولا عتاب تجاه الامر.
اغلقت نفيسة بعد سيل من الاعتذار و المواساة التي اشبه بالقتل الرحيم ثم محاولة اسقاط التهمه بالتوسل والاعتذار فاليوم تلقيت طعنه ثانية والاولي كانت بخصوص الايجار و رغم ذلك لا ابالي
هل هذا ما يسمونه بفقدان الشغف ام اني اصاباني تبلد.
مر اليوم بثقل لا يحتمل ولا اعرف كيف تحملت مروره لاني بالكاد اشعر انني حية عن طريق خروج و دخول انفاسي، كل شئ اصبح صعبا حتي التفكير اصبح عقلي اشبه بدائرة كهرباء معطلة لا تمر خلالها التيرات الكهربائية لايام وشارفت علي ان تصدا وان تحدثا عن جسدي فكل عظامي تؤلمني بدون مبالغه او مزايدة مهما حاولت شرح الامر فلا اجد له معاني من جه احب شخص الي قلبي والذي من اجله اتيت الي تلك المحاولة البديلة مريض بمرض قاتل ينهش من اهله كل يوم قطعه وانا اقف مكتوفة الايدي ولا اقدر ان احرك ساكنا ومن ناحية اخري لا استطيع ان اوفر لولدي الوحيد مكان ملائم ليتعلم ويمارس هوايته واخرهم الاصعب قد افشل حتي في توفير اربعة حوائط تضم كل تلك الالم التي اخبائها داخل قلبي لانني لن استطع سداد الايجار.
اي حياة تلك التي اعيش انا؟
البدية كنت اريد عائلة وان اعيش حب مرحلة الخطوبة ، لم احصدهم وخسرت كل شئ بسبب الاطماع
بعدها قلت لا بائس بام تحبني مثل ما اردت وخطيب لا يحب غيري ، و بالنهاية تخلي عني باشد ازماتي.
وبالاخيرة قلت لا بائس اريد فقط حياة اسرية عادية اكونها مع من احبه وتكون حياة هادئة ، فجاه اجد نفسي بمنتصف ماساة لا استطيع كبحها او تغير مسارها ، ما هذا المصير الذي يعاندني مهما حاولت ان اكون سعيدة؟
مر منتصف الشهر وقد فصل مراد عن المدرسة بسبب عدم قدرتي علي سداد مصاريفه ، لم اتمكن من سداد الايجار وقد استضافتني حلا بمنزلها اشفاقا علي حالتي و وضع اسرتي المزري ، تفاقم وضع مازن الصحي ولا يقدر حتي ان يقوم من مكانه ، تساقط شعره بالكامل و انهك الالم شتي جسده وانقطع من ان يشفي فانا لاشفيه بحاجة الي معجزة بدات اشعر اني اقف امام حائط مسدود ولا اجد جدوي من الاستمرار.
من ناحية انا علي وشك فقدانه ومن ناحية اخري ابتعدت كثيرا عن مراد الذي ادعي اني حتي الان مستمره بالامر لاجله .
وكل شئ خرج عن السيطرة اصبحت طرف غير معروف من حياتي وكأنها تتصرف كما يحلو لها وهي تتلذ من ان تجعل مني عبرة بكل مرة وكانها تقول ذاك علنا نعم يا ليان لن تحصدي ابدا ما زرعتيه ليس لكي حبا او اسرة او اي شئ تريده ، تجرعي كؤس الالم والدموع وحدك
لم اعد افهم حقا لما انا هنا ولما انا مستمرة؟
اقترب برد الشتاء وبات الليل اطول وكائنه لا يمر الوقت
كنت جالسة بالشرفة علي الكرسي بعدما افردت بطانية ثقيلة تطفئ البرد عن جسدي الضعيف المحمل بالالم البرد ، احاول ان اهرب من برودة الطقس وظلمة الليل واشعر بسلامي الداخلي ولو بضع دقائق لكن يبدو انه الامر اصبح مستحيل المنال كنت انظر الي السماء التي تبدو حابسة شيئا بداخلها تخشاه اكثر ما اخشي مصير تلك المحاولة ثم ضرب البرق السماء وعلي اثره ارتعدت خائفة وهطلت الامطار بعد ذلك وامتلئت السماء غيوم وجحب القمر عن السما مثلما انا عن السعادة وقد اصحبت علي يقين تام ان كل ما اردته وكل ما رتبته لم يكون سوا دربا من دورب الخيال ، ضممت ركبتاي الي صدري و دفنت وجهي بينهم وانهمرت الدموع من عيناي حسرة وندما لعلي اجد بالبكاء ما يهون علي مرارة حلقي او ما يداوي الالم التي تسكن قلب فانا على يقين تام الان ان لا توجد حياة مثالية او شئ بضع الحياة في اسمي معاني الكمال ؛لا ادري هل اسخط على ما مررت به ؟ ام على نفسي؟
اسوء ما بالامر ان ما يسيقني المرارة والوهن هو انا من فعل بي كل تلك الاشياء ان نفسي فرضت عى كل ذلك الالم ثم انغمست به حتي ضللت طريقي لا يوجد غير الاوجاع هنا ، اتسال دائما
هل خلقت فقط لاعاني ؟
لا يوجد هنا غير الاوجاع و الالم المتجددة ،كأن الامر بانني ارتفعت الي اعلي درجات السماء ولامست النجوم ثم بكل تهوي خطواتي لاهبط الي يقاع الارض ؛ و اعود لتسئلني نفسي، هل خلقت فقط لاعاني ام اني لم يكتب لي من الفرح نصيبا بعد؟
هل عندما اتالم يسعد ذلك من حولي اكثر؟
هل ما اطلبه من الدنيا يفوق العقل؟
لا اري امامي سوا الظلام؛ ولا ادري ايهم اسوء من الاخر ظلمت نفسي ام ظلمت نفسي؟
فانا بخانة مسودة ومظلمة ولا اري حتي ذرة نور ، كل امالي انكسرت كاغصان شجرة قاومت الريح حتي اخر انكسار ،اصبحت حطام اشبه بحطام سفينة غرقت بعد جرفها التيار عكس الاتجاه و دائما اتسأل هل انا المذنبة ام المشعوذة نفيسة؟
ضرب الصداع راسي ليوقف ترتيب افكاري وليخبرني بطريقة مباشرة ان لا داعي ان اضع شريكا فيما حدث
وصخبت اذاني بجملتها " سوف تجي ما اخترتيه"
نعم؛ هل لي ان اكذب؟
انا رأيت اطماعي و طموحي الزائف.
نعم رأيت ما استحق و زيادة.
نعم انا المسؤولة عن مرارة اكسير سعادتي
وقفت انظر الي السماء وهتفت عاليا
- لما انا من يحمل الالم دائما: هل خلقت لاعاني؟
لكن لن يشفي صدري الصراخ
تصاعد الادرينالين الي اعلي راسي ولم اعد اميز شئ وكاني وصلت الي نقطة النهاية او ما بعدها بمحطة ، امسكت بسور الشرفة ورفعت قدامي و وقفت قم افردت ذراعي بمحازتي و رفعت راسي للسماء وانفاسي تتصارع بين ضلوعي وظهري لداخل الشرفة و وجهي للخارج قلبي يخفق كقرع الطبول هتفت عاليا
- اهذه هي النهاية؟ هل موتي هو نهاية الالم لدي الجميع؟
ضرب البرق السماء و غمر السحايب و دوا صوت الرعد الارجاء وارتعدت انا للخلف لاسقط بارض الشرفة.
تلفت حولي وانا تملئني الدهشة
احقا كنت سوف اقتل نفسي؟
نعم، كدت افعل ذلك يائسا من تلك الحياة البديلة ، نهضت عن الارض ولملمت البطانية من علي الكرسي حيث تركتها ودخلت هاربة المطر الذي اشتد و من تلك الفكرة التي تستحوذ على عقلي الان وهي الموت.
القيت بنفسي ولكن هذه المرة الي فراشي الدافئ لجوار مازن محاولة اقناع نفسي ان هناك داعي لبقائي وهو مازن الذي احببته اكثر من نفسي ثم غرقت بالنوم هروبا من اي افكار اخري.
مع طلوع الشمس..
كنت بين نومي وفجاه سمعته ينادني وهو يلتقط انفاسه بصعوبة بالغع، فزعت وانا احاول افهم ما الامر
اسندته بين حضني ليشرب رشفة من كوب الماء الذي اضعه جانبه دائما، لكنه لا يستجيب.. غير قادر على البلع
نظرة عينه غائبة عن الوعي تماما، شاخص البصر
اسندت ظهره علي مسند الفراش و وضعت خلفه وسادة وفتحت له ازار قميصه ليتلقط انفاسه براحه وانا احاول ان ادلك مجرئ النفس بيدي مثلما افعل عادتنا لكن لن يتحسن حاله كثيرا، امسك بيدي و حاول الحركة فالقي براسه بين صدري وان حاوطته بذراعي معناقته ويعتصر الالم قلبي.
امسكت بيده التي بدات تبرد وانا اضغط عليها بضعف
مازن: ليان ، صغيرتي اياكي ان تحزني
انتبهت لقوله وارتعش قلبي املا ان يتغير الامر ومسحت دموعي
- لا تقلق انا بخير داعي ان تتعب نفسك بالكلام.
وبينما يلتقط انفاسه ضغط علىيدي محاولا اثبات انه يقاوم ، لكن نفي ذلك تلاحق انفاسه
مازن: اسمعي يا صغيرتي، اريد ان اخبرك امرا مهم، لذا لا تقاطعيني ؛ انا اعلم انك عانيتي كثيرا معي تلك الايام ولن استطع اوافكي مكافاة عن ما عانيته
تحسس وجهي بكف يده بضعف و لامس خصلات شعري ثم اكمل
مازن: صغيرتي ليان انا احبك وبعد ان وجدتك لجواري بمرضي دون كد او ملل زاد حبي لكي اضعاف واشعر اني عاجز امام جهودك ، اردت ان اخبرك شيئا احبي نفسك كما هي دون تغير فحياتك جزء من وجودك وابتسامتك هي جزء من روحي
ارتسمت ابتسامتي وانا اقاوم الحزن المرسوم بين عيوني لامست يده شفتاي ثم تنفس صعداء ونظر الي وتثبت عن الحركة او الرمش ، لم يتحرك وهنا ادركت ان مازن قد مات ....
حتي اذا تاه عقلي او صرخت عاليا مازال قلبي رافض ذلك الامر ولا يعترف به حتي بينه وبيني.
بكيت، نعم اكتفيت بان ابكي
لعلي البكاء يكون مواسي لقلبي ، بكيت الي ان جفت عيناي ولكن لن اجد ان شئ قد تغير ولن يعود مازن للحياة.
وضعت راسه برفق علي الفراش ثم قمت من جانبه متجه الي خزانتي حيث اضع تلك الحقيبة ، فتحتها اخرجت تلك الزجاجة التي بدات بها كل اللعنة
جلست على الارض وهي بين يداي لم يعد ذلك البريق والشغف بعيناي فلقد ذوقت مرارة ذاك الاكسير مرار و تكرارا
اتاملها،القارورة وقد رأيت بها احلامي المعلقة والتي سقطت الي قاعها حلم وراء حلم ، ايقنت ان تلك الزجاج لا تحتوي على اكسير سعادتي انما هلي مرارة ايامي وتحطيم امالي.
مسحت على الزجاجة وانا اتمني من اعماق قلبي ان يختفي كل ذلك ويمح وان تغرق تلك الدنيا الكاذبة واعود الي واقعي وحياتي.
مسحت على الزجاجة وانا اتمني ان اخد انفاسي وقلبي مرتاح اني لا احمل هما سوا هم نفسي
مسحت على الزجاجة وانا الالم يعتصر قلبي لاجل ما اهدرته بتغير واقع زائف هربا من تغير واقعي.
اغمضت عيناي وانا القي بجسدي على الارض هاربة من كل تلك الخيبات و الالم المعلقة بروحي..




- عزيزي لقارئ-
أقدر كونك تحب أن تكون غامضاً غير ملفت للأنتباه تتصفح و تسلل بين الفصول بصمت دون أن الأحظ لك وجود..
لكن فالحقيقة أسعد و يزيد من طاقتي الأيجابية عندما أري تصويتك و تعليقك عقب كل فصل ، فرجاء مثلما أسعدك بنسج عالماً من الخيال حاول أن تسعدني و تفاعل ولو بقدر بسيط...
   

إكْسِير السَّعَادَةWhere stories live. Discover now