"تشتعل القلوب: لقاء مصيري ينير السماء ويروي الحكاية الأولى لهما."

394 19 6
                                    

"في لحظة تتعامق فيها خيوط القدر، يتغير مصير الإنسان كفلقة البرق، محولًا حياته إلى مسار لم يكن يحلم به يومًا."

___________________________________________

إيطاليا :نابولي
الثامنة مساءا

بقصر ^لا فيتا إلوستري^ و بداخل تلك القاعة الفخمة ،و عبر جدرانها الطويلة و اعمدتها الرخامية و لكن مايجذب الناظر هو اللون الذهبي الذي امتزج مع الاسود بكل دقة .
يقولون ان في قلب القصور يتحد الفن و التاريخ ، اما اللوحات تعكس ماعاشته هذه الجدران و في ذات الوقت تظهر ما يخالج قاطني هذا المنزل الكبير.
و انت تتمشى في هذه القاعة ترا عدة لوحات ، تقف عند احداها فتظهر لك تلك الوجوه المبتسمة باتساع تحاوط جسدا هشا و هزيلا اهلكه الكتمان و الاكتئاب قبل غبار الزمن ، هذه اللوحة تتناقل كيفية موت الروح و ذبول الجسد بفعل السنة و ايادي بشرية ، فالبشر في معضم الاوقات هي من تقتل شخصا ليس جرحا و لكن استهزاءا و ازدراءا ......
و هناك العديد من هذه اللوحات ،و لكن اهم ما ينظر اليه المرء في هذا المكان الذي يعد عاصمة نابولي ، هو فن  بايادي بشرية و هو فن غريب كما انه قاسي و جميل بذات الوقت ،نجده بنابولي مركز عائلة رنييه الايطالية ، العائلة ذات الدم النبيل و العروق التي تمتد لتنعش اقتصاد ايطاليا ان لم نبالغ و نقول اوروبا بالكامل ، هذه العائلة الغنية عن التعريف ، المسيطرة على اكبر العشائر فهي ليست نقية من حيث الاعمال ، ان قلت اجود انواع المخدرات و افضل الاسلحة و منظمة سرية للاغتيال ، و الاجرام في ازقة نابولي الضيقة و و التهريب عن حدود جنوبها المطل على البحر المتوسط ، فانت تقول رنييه ..
العاىلة ذات النظرات الحادة و الشعر الاسود لرؤسائها ، و الاهم من ذالك كله هو الذهب الخالص الذي لا يفارق شيئا في حياتهم
هل تتذكرون الزخارف على الاعمدة الخاصة بالقصر .انها ذات لون ذهبي اليس كذلك ، انه ليس اللون ماهو ذهبي و لكنه الذهب الخاص بالعائلة فهو رمزهم و وحيدهم الذي يناسبهم .
يجلس بتلك الاريكة الفردية يفرد ذراعيه عليها و رجليه كما يفعل الصقر في اعالي السماء . يجلس و تجلس تحته الهيبة خوفااا منه .لكن ماهو الا رجل بعمر 50 اكل الشيب بعضا من خصلاته السوداء و غطت بعض التجاعيد وجهه ، لكن نظرته الحادة باللون الذهبي او العسلي و جسمه المعضل يظهره بمظهر شاب .
يحتظن السجارة السميكة بين شفتيه و يغلق عينيه ، بينما في المقابل ،نجد ذاك الجالس هناك و يكاد يموت رعبا لمن امامه ،العرق يسيل على جبينه رغم انه يمسحه كل دقيقة ، لكن ماذا يفعل و هو قد اجرم في حق نفسه بتلك الكلمات التي خانته و خرجت بصفقة غبية عرفها حتى هربت منه .
بصوت رجولي دوى بارجاء تلك القاعة الضخمة و الخالية من الحياة عكس الفن الذي بها ..
"تقول انك تعرض ابنتك علي ، او لنصحح القول على ابني و الزعيم لهذه العشيرة ،لتكون زوجة له ،اليس كذلك"  رفع حاجبه دون ان ينظر اليه ،اما الاخر فقد اومأ هازا رأسه بقوة
دامت ثواني عديدة لكنها مرت ساعات على ذاك الجرو الخائف .
"س س سيدي ان ابنتي فتاة لطيفة ورقيقة و ايضا جميلة كما ان دمها نقي و نبيل و هذا ما يليق بزعيم ايطاليا فقط ، و بما انه يحتاج امرأة تسانده في مشواره في الزعامة  ارشح ابنتي فهي ذكية على غير ماذكرته من قبل و وو .."
تأتأ و تعلثم و هو يرا الذهبيتين تقعان صوبه .
"موافق ، ستتزوج ابنتك من ابني ، لكن عائلتك لن تحصل على اي مزايا من الكابو ، كما انك قلت ان ابنتك رقيقة و هذه الصفة حبذا لا تكون في زوجة الزعيم ، والا سترى جثت صغيرة امامك في جنازتها بعد اقل من اسبوع من زواجها ".
ما خرج من ثغر رنييه اندرو الكابو الاسبق لايطاليا جعل من وجه دييغو الرئيس الحالي لعاىلة نوجري يصفر و يفقد لونه اكثر .
"ل ل لك لكن  ابنتي هي خطر ااقصد انها ضعيفة .."
صاح به اندرو بقوة "توقف عن لعنتك و كأنك عاهرة شحب لونها و تتعلثم عندما رأت قضي*ب حبيبها ، قف الان و اخرج من قصري و غدا اجدك انت و ابنتك هنا ، هل فهمت "صرخ باعلى صوته باخر كلماته و ما كان من دييغو الا ان ينحني و يهرول خارجا بحثا عن حل لمصيبته التي اوقع نفسه بها .....

Hell NoteWhere stories live. Discover now