4 - " فَاقدٌ الأحسَاس "

476 15 4
                                    

_
" بسم الله الرحمن الرحيم "
_
اليوم التالي ..
كانت الغيوم منتشره في سماء نجد و قطرات المطر تنزل بخفه على رؤس الرجال العائدين من صلاة العصر ..
مشى جراح و هو يرفع راسه و هو يدعي من قلبه لأهله الراحلين منذُ زمنٍ طويل ..
لكن لف بسرعة للأشخاص الي ينادون أسمه و قال بستغراب : أرحبو
الرجال بهجوم : تحسب أن عثمان ما وراه أهل ؟!
رفع جراح حواجبه : أقصر حسك لا صرت تكلمني تفهم ؟! بعدين من عثمان ذا ؟!
تقدم شخص ضعيف الجسم و كان ماسك في يده سكين و قال بحقد : أنا عثمان أذا ما تذكرني        
تقدم جراح منه و وضح فرق الطول بينهم ..
فجأة ضحك جراح بصوت عالي أستفز قرايب عثمان الي بدورهم تقدمو من جراح بسرعة وهم معصبين لأنه يسخر منهم ..
أعتدل جراح في وقفته و هو يشوفهم يتقدمون منه و قال بخفوت : الواضح أنكم ما تعرفون من جراح يا الزلايب
_                       
كان الكل قاعدين في المجلس ..
الجد "قايد" : وين جراح ؟!
طالعت شروق في ولدها سالم و هي تبيه يجيب تصريفه : كان مع سالم صح يا سالم ؟!
سالم : صادقة يا يمه كنا مع بعض بس هو قال عنده شغل و راح
محسن : وش بيكون عنده شغل يعني أبو محمد طرده من الدكان و أنا خلاص تعبت أجامل كل واحد يسوي جراح مصيبه عنده وصل عمره ٢٥ و باقي يتضارب مع الرايح و الجاي                
نسرين : وش كنت تتوقع يطلع يا خالي ألطف خلق الله لا ترا جراح تعب واجد في حياته و شخصيته ذي ترا جداً طبيعية على واحد عاش الي عاشه جراح                 
تأففت نجد : يالليل جات الطبيبة النفسية تتفلسف على راسنا         
ضربتها الجدة "شعلة" بـ العكاز على رجلها بخفة : و أنتي وش فلحتي فيه بس قاعده تنقدين على الرايح و الجاي صح ؟!
نجد بدلع : جده حرام عليك أنا شغلي الشاغل هو أني أسعدكم بجمالي .. و بدأت تسوي حركات سخيفة بشعرها                        
محسن ببتسامة و هو يحب نجد كثير : أنشهد أنك صادقة          
ضحكة نجد بسعادة و هي تشوف خالها يعزز لها ..          
قام العم محسن و هو يشوف أتصال جاي من فهاد صديق جراح الوحيد و كان نفس طينة جراح بس أنه أخف عصبية من جراح ..
محسن : أرحب يا فهاد
فهاد بدون مقدمات : يا عم محسن حنا في القسم تضاربنا أنا و جراح مع ناس 
ضحك محسن بصدمة : فهاد تطقطق صح ؟! توني الأسبوع الي فات مطلعكم من القسم              
فهاد بحرج : و الله يا عم شفت جراح يتضارب قلت والله ما أخليه و فزعت معه و عاد جات الشرطة و شلتنا كلنا    
قعد محسن بتعب : الله يهديكم يا فهاد الله يهديكم بيجي يوم و مابقدر أطلعكم من ذي المشاكل                
_
كانت أريام و بناتها توهم واصلين السعودية ..
شهد بحماس مفرط : وناسسهه
ترف بنص أبتسامة : أقول أنتبهي لا تطيرين من الوناسه    
طالعت فيها شهد بدلع و لفت وجهها ..
شهد : ماما من بيجي ياخذنا ؟!
ترف : أعتقد ولد خالي صح ؟!
أريام بتوتر : خلاص يا بنات أسكتُو ترا حديي متوترة
شهد : و ليش متوترة مو هم أهلك ؟!
أريام : أهلي الي ما قابلتهم من عشرين سنة      
سكتو البنات وهم متفهمين توترها ..
فجأة جاء لأريام أتصال : هلا              
مشعل : يا عمه وينكم ترا وصلت المطار   
أريام : حبيبي مشعل حن عند البوابه رقم ٣         
مشعل : تم دقايق و أنا عندكم   
قفلت أريام و طالعت في بناتها بحرج من ولد أخوها لأن بناتها كانو مو لابسين عبايات ، شهد لابسه فستان واسع و ساتر أسود و ترف لابسه هودي واسع يوصل لفوق ركبها و جنز عكس أمهم "أريام" الي كانت لابسه عباية و متحجبه فقط ..
أريام بتردد : يا بنات ماودي أجبركم على شي بس وش رايكم تلبسون العبايات الي في الكيس     
شهد بأنزعاج : ماما حنا مو متعودين على العبايات و لا قد لبسناها في حياتنا فلا تعتقدين أن في يوم و ليله بنتقبلها      
كانت ترف ساكته و لا علقت و هي تتأمل الشوارع و برودة الجو ..
فجأة توقفت سيارة قديمه نوعاً ما قدامهم و نزل منها شخص كان غريب جداً في أنظار بنات " أريام " و ماكان هذا الشخص الى "مشعل" ..
نزل مشعل يدور لهم و هو ما يعرف أشكالهم ..
ومثل مشعل عند أريام و بناتها يدورون مشعل وهم مايعرفون شكله ..
فجأة دق مشعل على عمته الى ردت : وينك ؟!
مشعل : عند البوابه أنتو وينكم ؟!
أريام : مشعل حن عددنا أربعه ، ثلاث بنات كبار و بنت صغيرة
بدا مشعل يتلفت و شافهم واقفين و أنصدم من أشكالهم الغريبه تماماً عنهم لكن تذكر أنهم عاشُو نص حياتهم في الغربه فـ أكيد كسبُو صفاتهم و أشكالهم ..
تقدم مشعل بتوتر يسلم على عمته : كيفك يا عمه 
أريام بصدمه و دموع : بخير يا قلبي بسم الله عليك كبرت مرهه
ضحك مشعل : و قريب جداً بدخل الثلاثين    
لف للبنت الي مدت يدها له : مرحباً أنا شهد
طالع فيها بعدين نزل وجهه بدون ما يصافحها : تشرفنا يا شهد
و توجهه للسيارة بعد ما شال الشناط و لحقوه كلهم بستثناء شهد الي كانت مصدومه أنه سحب عليه و ما سلم عليها و حست أنها أهانه لها .. ضربت الأرض بقهر و لحقتهم بسرعة و أتجهُو بعدها "على الديرة " ..
_
كان العم "محسن" و فهاد و سالم مع جراح المصاب بسبب الجروح الي تعرض لها في المضاربة بعد ما طلعوهم من القسم  ..
سالم : غبي أنت كنت بتودي نفسك في ستين داهيه
محسن : هي وقفت على ستين داهيه الولد كان بيموت
جراح ببرود : ما تفرق
سالم بقهر : ياخي أشك أذا عندك عقل .. و طالع في فهاد .. فهاد و الي يرحم والديك تصرف معه أنت الوحيد الي تعرف له ..
فهاد بألم و هو يتحسس جروحه : وش أقول له مثلاً ترا الي فيني مكفيني    
طالع سالم في خاله محسن و تكلم بقهر : خالي أنا أستأذن بروح دوامي أحسن من أني أقعد هنا لأني ما أتحمل أقعد معهم لأن ممكن أقتل واحد منهم    
و طلع بسرعة و هو متنرفز من برودهم كانُو بيقتلون واحد من الرجال بس ربي كتب له حياة جديدة ..
طالع محسن فيهم بغضب : وش ينفع معكم العقال معاد ينفع مسطناكم فيه بس ما فاد ما فاد بس أنا عندي الحل     
و طلع برا الغرفة ..
طالع جراح في فهاد لثواني بعدين أنفجرو يضحكون وهم يتذكرون المضاربه و شكل العم محسن و هو يهدد و قهر سالم ..
_
كان الهدوء يعم البيت و كان الكل نايم إلى البنات  كانُو سهرانين في السطح ..
مهره بتفكير : بنات
نجد و هي تاكل : هاه
مهره : تتوقعون كيف عمتي و بناتها يعني أنا راسلت مشعل و أرسلي أن أشكالهم غريبه
نسرين بضحكة : واضح مشعل خايف منهم
مهره : و شدخل خايف يا غبيه بس يعني مستغرب من أشكالهم و أحس جاني فضول كيف أشكالهم           
نجد : تلقين الوحده متكبره و رافعه خشومها لسماء و محد سافر أمريكا الى أحنا و ياي ياي
نسرين : حبيبتي نجد ترا محد يفكر زي كذا الى أنتي
نجد بدلع : والله يعني .... و قاطع كلامها صوت عصى الجد و هي تضرب في  الباب حق السطح ، خلتهم يفزون كلهم
الجد بصراخ : جعلس الوجع أنتي و ياها الساعة ثنتين و أنتو باقي صاحين
كانو البنات قامطين العافية و ساكتين و كانت نجد كاتمه الضحكة ..
الجد : يالله أنتي وياها كل وحده على غرفتها ورانا بكرهه ضيوف
تقدمت مهره بحسن نيه عشان تعبر مع الباب بس ماحست الى بالعصا الى تضرب في ظهرها : آآآآآآه
و نزلت تركض تحت و هي تبكي من الألم ..
نسرين بخوف : جدي صلى على النبي ظهري يعورني خلقه فـ مايحتاج تضرب تمام ؟!
هز الجد راسه بأيجاب ..
و تقدمت نسرين و هي تمشي شوي شوي بس ركضت بسرعة و هي تشوف جدها يطالع في السماء بس ما كانت تدري أنها حركه سوها جدها عشان يضربها و أول ما مرت ضربها على كتفها  : اخخخ جدييي      
و نزلت تلحق مهره و هي تصيح ..
طالع الجد في نجد الوحيده الباقية : أنتي بعد أمشي ماني ضاربك
نجد بضحكة توتر : جدي تلعب على من أنت ألعب على كل الناس الى أنا
الجد بطفش : بتجين و لا أجي
نجد : لا لا يا جدي ذا لفل جديد تجي أو أجي خلنا على أعبري أحسن
الجد : طيب يالله أعبري
نجد : طيب أنت أنزل و أنا بجي
الجد بغضب : نجد و الله أن ما جيتي أن تندمين أعجلي
تقدمت نجد ببطئ شديد و عينها على العصا ، و أول ما قربت من الباب راحت تركض لكن مستحيل تفوت لسعت العصى الى تمركزت في نص ظهرها : آآآآآآآآآآآه
و لحقتهم لكن الفرق الوحيد أنها تضحك و ما تبكي ..
_
.
.
.
يُتبع ...

أنت الجرُوح الموجعة .. و أنت الدُواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن