خيرَ ما أهدتني أيامي~

40 7 3
                                    


عزيزةُ نفسٍ كنتُ ! لا أُنزلُ ناظريّ لبشرٍ كان .. متيقنة  ومؤمنة  أن رقمَ واحد مثاليٌ جدا .. أولويتي نفسي او العدم ! لم آبه بمناشدات وتحذيرات من حولي ببقائي وحيدةً ،  كنت أؤمنُ أنني غيرُ صالحة  للحب من كل الجوانب غير جانبَ حُبي لي لنفسي أنا  ! مرتِ الأيام والشهور و ذات يومٍ رأيت شخصا بإحدى المقاهي ... طالت تحديقاتي من غير علمي لم أعد أتحكم بعيناي ! حينَ كنتُ أجاهد النفس لإبطال هذا التحديق المستمر لاحظ هو !  أشحتُ ناظريّ بسرعة أيُ حربٍ  داخلية تسبب بها عسليُ العينين!
مرتِ الأيام وكأنني مصابةٌ بمرض ! حسنا إن كان الشوقُ أحدهم سقما فأنا جسدي بدا يبرى من هذا المرض ! لطالما كان جوابِي عن الحب من أول نظرة بأنني ضعيفة النظر  ،لكن تبين أنني فريسةٌ سهلة المنالِ !

مرّ شهر على هذا الصراع ! كرامتي كانت تدفع عقلي لحدوده لكن قلبي كان هشّ الموقف سرعان ما سحب عقلي وكرامتي لعمقِ ما وصل إليه .. قررتُ الاستسلام والاعتراف ! تلك النظره الخاطفة التي خاضتني صراعاً لشهر أنبتت بقلبي شجرة ثِمارها حلوة تسمى اعجاب؟  أَم حبٌّ كانت !!؟ لا ادري لكنني بحاجة لملئ عيناي بصورتهِ حتى أتبين هذا التعقيد الذي اشعرُ به !
في يوم عزمتُ على الذهاب لذات المقهى ! وصلتُ وجلستُ بذات المكان وثبّتُ ناظريّ على ذات مكان جلوسه وسرقته لراحتي وقلبي  طوال هذا الشهر دون خجل! أتُرى سيظهر وسيم الملامح عسلي العينين!
مرت ساعتين وقد يأست ! نعم صبري نفذ بالكامل وكرامتي بدأت بالسخرية من لين قلبي المفاجئ المُندفع !شددت الرحال وعزمتُ الرحيل بِمُحيّا يملؤه الحزن والسخط في كل زاوية شددت قبضتي وقصدتُ الباب  !
وما إن فتحتُ الباب اذ به أمامي!

تصَنمتُ بمكاني أحدقُ بهِ لثواني اذ به يتجنبني ويمضي بطريقهِ ،بطريقةٍ ما كسر كبريائي!
لم أفهم أولم يُلاحظ  نظراتي في ذلك النهار !
والعكس صحيح لكن هذا ما لم أكتشفه في تلك اللحظة !
قادتني قدماي خارجاً لم آبه بتواجده بذلك المكان غُطيّت عيناي بشئٍ من الغضب لم أستطع الاستدارة قاصدةً رؤيته وهو يبتعد  !
ذهبتُ لأتمشى بالحديقة المجاورة للمقهى  اضرب بِقدميّ الهواء وأنفخ خدي بغضب كيف يجرؤ على تجاهلي ماذا عن راحتي المسلوبة في الشهر المنصرم أولم تؤثر به ! مشيتُ ومشيت حتى تعبت في ذلك اليوم ، بعد دورات من الغضب أمسكتُ هاتفي قاصدة كاتمة أسراري وصديقتي الأولى والأخيرة بالنسبه لي ! جلستُ أحدثها عن احداث شهري الماضي وما حصل بالمقهى اليوم اذ بها تضحك بهستيريا!
غضبتُ وكدت أُغلقُ الهاتف بوجهها حتى قالت تلك الكلمات واضطررت للاستماع ، حينها لم أعي الا بحراره بوجهي الذي صُبِغ بالأحمر !

" وكيف سيعرف سارقُ الفؤاد أنهُ سرقه ما دمتي تخوضين معارك لاستعادةِ قلبك المسروق وحيدة !أتُراهُ ساحر رغم سحر وسامته التي أخبرتني عنها !" ما إن سمعتُ كلماتها حتى فهمت!  كبريائي صوّر لي أنه يعلم ، تبا لنرجسيتي وكأنني محور كون كل الأكوان .. لم أعي بنفسي حتى قادتني قدمايَ للمقهى رغم أنّ الشمس قاربت على الغروب واستحالة بقاء من احتلّني  دون تحذير ! اقتربت ببطئ وألصقت وجهي بزجاج المقهى أُغطي بيدي حتى أمنع الضوء الساطع من تشويش رؤيتي وأبحثُ بكل ركنٍ عن اللص الوسيم !

هل ذهب ! "من ذهب ؟" استدرتُ لأرى من صاحب هذا الصوت وهذا السؤال اذ به عسليُ العينين " أصوتكَ سحرٌ أم أذني عاشقة!" أقلتُ ما أفكر به دون وعي ! غطيتُ وجهي خجلاً إذ به يقهقه رفعتُ عيني بخجل أفكر أَوَابتسامة تربكني ! أأنا نفسِي صاحبة الأنف العالي !يالا العجب ! "أَتُراكِ تنتظرينني؟لما ؟" أخذتُ نفس وقلت " أولا أَبعِد عيناك عني أنسَيْتَني لُغتي !"أشاح بنظره على عجل أثناء ذلك  سرقت بضع  نظراتٍ له كان وجهه مصبوغ بالاحمر ! ارتسمت ابتسامة على مُحيّايَ  أتُراه واقعٌ لي مثلما فعل قلبي! تنحنحتُ وقلت "رأيتكَ منذ شهرٍ هنا وعلى ما يبدو أظنني ..أقصد.. أحبُّ أقصد !!!!"
ما خطبي!!! قطع ارتباكي ذاك بصوته " أما زالت الكافُ تكابر؟!"

"وما أدراك إن كان هناك كافٌ أصلا! ماذا لو أنني أحببتُ قميصك أو تصفيفةُ شعرك وكانت افتراضاتُك خاطئة!"أدرتُ وجهي على مضض اعترفت بِحُبي داخليا لكن ما زلتُ أكابر ظاهريا ..على كل حال ظننته سيغضب ، فكنتُ مستعدة لذهابه بدون بَنتِ شِفة ولكنه .. يقهقه؟ بينما يُقهقهُ بلطف ويحارب لإخراج بضع كلام من بينِ ثغرهِ الباسم قلتُ بِغضب "هلا توقفت عن الضحك !" مسح على عينيه يُجاهد نفسهُ التوقف عن الضحك" اعتذاراتي لكن قولُكِ عكس ما بدر منكِ من تصرفات  إن كانت العينُ مُبدية والقلبُ معترف لمَ التستر؟" عدّل سترته وأمسك بيدي انحنى قليلا وقبّل ظهر يدي وسط اندهاشي "كانت لتكون أيامي مملة لكن يبدو أنكِ أنقذتيها هلاّ أتشرفُ بكِ متربعة وسطَ قلبي هذه الفترة وما بعدها إن كانت حياتي تستحق أن أُكملها؟"

نظرتُ له بدهشة بملامح صُبغت بخجل مدقع والأهم رغم مقوله الجريئ إلا أن القائل يرتجفُ مرتبكاً ! ألعلهُ تأثيري ؟... "أَتُراك واقعٌ بي؟" نظر إلي وابتسم"رغم صلابتي لِنتُ لكِ ! أعساي أوزعُ بسماتي مجانا لمن لا يطيقهُ قلبي ،" ابتسمتُ بخجل وهززتُ رأسي" ما بالُ الروح بالروح متشابهة  !".... مرت أيامنا منذ ذاك اليوم إن سألتموني عن جمال الصدف حدثتكم عن صدفة لقائنا ..تهتُ بتفاصيله وأحببتُ الطريق ! لا علم لي بمدى حُبه لي لكنه ظاهر ! اما بالنسبه لي هو كان كافيا كأنه كل شيء لُقياهُ طب يستطبُّ به والروح بروحه مُصابه !~النهاية!

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 30, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حَدّثونيٓ عن أجملِ الصُدف أُحدثكم  عن لقيانا!  Where stories live. Discover now