0

107 21 23
                                    

_سذاجة_

◦•●✿࿚༺.༻࿙✿●•◦

٢:٢٩ صباحًا
.

.

أسفل الأرض ربما، بين العديد من الأنفاق ذوِي الجدران المطلية بالأبيض، هُدِر صراخه منسكبًا فتردد صداه بنغمة رنّانة تجعل ملازمه ينتشي.

"أرجوك لا.. لا!"

كانت صرخة مدوية حتى أزعجت أذني مُحطّم أنسجته، تجاهله مبتسمًا وقد ارتفع خديّه فظهرت عينيه مستبشرة منبسطة ويده تتحرك ببطءٍ وتأني، تلتقط بشفرتها الحادة ما تستطيع التقاطه من جلد المُقيّد على طاولة الاختبارات الرطبة، براحةٍ كان يدندن وقد غيّر أداته لالتقاط مفك والآخر هام به الهلع حتى ارتوى، ولا يزال يتشرب كأس الصراخ بروحٍ تالفة وجسدٍ مُمَزّق تزينه خطوط حمراء اندمجت وصنعت سيلًا رحبت به أنامل ذو القناعٍ، بملامح فارغة تُخفي وجهًا زينته بقعٌ خضراء كعينيه الزاهية، ظهرت تلك البقع المتفرقة بوضوح على كفّه ورقبته المكشوفة.

"قابلت وجهًا تَعِسًا
أظهر لي غباءه.. حاولتُ استدراج.. ـه
دخيل!"

قاطع همهمته صوت إنذار تلاه عرضُ الشاشة لدفعةٍ جديدة، ضيق ما بين حاجبيه وقد توقفت يداه عما كانت تفعله.
" يفترض دخول الأطفال فقط!"

وداخل الصندوق الإلكتروني العارض للمدخل كان ثلاثة شباب وفتاتين في مقتبل أعمارهم يولجون للجحيم بأنفسهم، استطاع رؤية الخوف في أعينهم وإصرارٌ خفي يدفعهم.

بحلق في إحدى الفتاتين ميزها عن الأخرى شامة ظاهرة بوضوح أسفل ذقنِها.

*يدها اليُمنى ترتَجِف..*

* دع الأرنب يظنه الثعلب.*

اتّسعت بسمته وبهدوء عاد يتابع فعله مُختلسًا ثواني من الآخر لسعته فيها جوارحه.

"لكن برأسه سذاجة~"

وضع قطعًا على شكل مكعبات من اللحم النيء داخل صحنٍ ولا تزال دماء صاحبه عالقة به، رتبهم بشكل وجهٍ مبتسم ثم التفت حيثُ المذعورة في مقعدها دون قيد، اقترب منها مردفًا بصوتٍ حنون.

'تمنيتِ اللحم وها قد حققتُ أمنيتك.'

◦•●✿࿚༺.༻࿙✿●•◦

عصبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن