CHAPTER 1 : من أنت 🔥

192 33 22
                                    

تسللت خيوط الشمس الذهبية من النافذة ذات الإطار الخشبي المتين تداعب جفونها ...

تطالبها ملحة بفتح عينيها ...

اعتصرت جفنيها بإنزعاج جلي ومن ثم عادت لفردهما مستأنفة نومها بهدوء ...

وماهي إلا لحظات حتى اندلعت طرقات على الباب الخشبي للمنزل ، لتعلن بداية يومها .....

تململت في فراشها بخمول ، ثم فتحت عينيها بملل واستقامت تجرجر قدميها متجهة إلى الرواق ...

استقبلتها لوحات منمقة للفنان " ليوناردو دافنشي" أهمها لوحة " الموناليزا" الشهيرة وهي تبتسم لها بغموض وكأنها تحييها ، ....
فهي قد اعتادت منذ وفاة السيدة " فلورانس"على محادثة اللوحات كل صباح...

وعلى إلقاء النكات صحبة الثماثيل الحجرية التي تزين المنزل كالتمثال الصغير لأبي الهول أو التمثالان اللطيفان لروميو وجولييت ...
كما أنها اعتادت الرقص مع الستائر .

قاطع تأملاتها وشرودها الحزين وهي تسترجع كل ماسبق ولكن بصحبة السيدة " فلورانس " الطرق الملّح على خشب بابها ...

نظرت للطارق من خلال الشاشة الإلكترونية الصغيرة المثبتة على الحائط فلم يتبين لها أحد في حين أن الطرقات لم تتوقف بعد ...

أدارت مقبض الباب لتفرجه بشكل ضيق وأطلت برأسها لتنبلج ابتسامة واسعة على محياها مترافقة مع تقوس عينيها بقوس ضاحك ...

بدت في تلك اللحظة كطفلة عاد والدها من رحلة استغرقت سنوات ...

فتحت الباب على مصراعيه ليصطدم بقوة في الجدار ..
.

.
ثم قفزت في حضن ذلك الذي يقف مرتدياً بنطالاً من الجينز الأسود وقميصاً أسوداً لمّاع ومعطفاً أسوداً طويلاً يصل لركبتيه وحذاءً رسمياً ، حاملاً حقيبته الطبية التي يتدلى فوقها رداءه الأبيض .

يناظرها بحنان مغلف بإبتسامة أبوية على أفعالها وهيئتها الطفولية الظريفة ...

فقد كانت ترتدي منامة وردية اللون وترفع شعرها من الجانبين على هيئة كعكتين فوضويتين في حين أن بعضاً من الخصلات قد تمردت وتطايرت على جانبي وجهها إثر نومها الذي استيقظت منه تواً...

كانت تشبه القطط تماماً وخاصة عندما قفزت لحضنه .

احتضنها بحب ثم رفعها بيد واحدة من خصرها حتى أصبحت قدماها لا تلامس الأرضية الزجاجية للمنزل ،
وخطى بها للداخل مغلقا باب المنزل بقدمه...

جلس على أول مقعد قابله في الصالة مفلتاً تلك الحقيبة من يده ليكون مصيرها الاستلقاء على الأرض ..

واضعاً تلك المدللة على قدميه بحذر شديد و كأنه يعامل طفلة لم تكمل شهرها الأول حتى..

مقبلاً جبينها قبلاً متتالية و خديها الممتلئين بلطف...

ThøRñy RøsésWhere stories live. Discover now