Cathartic | HN

1

نظرت بعيدًا عن اونيونق، عن عينيها ولمحة الذَنب داخلها، رمقتني بنظرة عِتاب، كما لو انها لا تستحق ما اقوم به من تضحيات لأجلها

لو تعلم فقط ان هذا اقل ما استطيع فعله لأجلها

شددتُ المعطف الصوفي حول جسدي اكثر، اعارتني اياه الجدة قائلةً انه لحفيدها ولن يُبالي بشأن استعارتي اياه
"سيخرج المُزارع لي في رحلة الى محطة القطار لذا تستطيع ركوب عربته، لقد اخبرته بذلك مُسبقًا"

اومئت لها، شاعرًا بكم هائِل من الإمتنان يتبرعم بداخلي، لقد قامت بالفعل بتأمين وصولي الى المدينة وكل ما علي فعله هو الذهاب للمُزارع لي، لا بد انه يترقبني في هذه اللحظه

اعدت نظري نحو اونيونق، نحو عينيها المُحاطة بدوائر داكنه، كانت ترمش مره تلو الاخرى ببطئ، كما لو ان ذلك يأخذ منها جهدًا كبيرًا، شفتيها جافّه ولا اعتقد انني قادر على ايجاد ايُ لمسة من الحياة فوق ملامحها

مضت يومان مُنذ ان اخذتنا الجدة تحت عنايتها، لم تتحسن اونيونق كما اعتقدت، انخفضت حرارتها لبضع ساعات فقط ثُم ارتفعت مرة اخرى، يومان لم تكُن كافيه لي لإستجماع طاقتي، لكن لا اعتقد انني سأضحي بيومٍ اخر من عُمر اونيونق..

"سأتأكد من كتابة اسمك بالطريقة الصحيحة حتى تعود"
قالت اونيونق، جسدها يتكئ فوق جسد الجدة الهرم

إبتسمت، رُبما لفخري بها، او رُبما لأن فكرة ان اعود واجدها كما هي جعلت شفتاي تتوسع بلا إدراك مني، لكنني مُدرك تمامًا لذلك الهلع داخلي، ذلك الشعور الذي استمر يخبرني ان وقوفي هاهُنا وفي هذه اللحظة هو مضيعه للوقت، يجب علي استغلال كُل ما املك من وقت

تحرك، ابحث عن حفيد الجدة واطلبه مُعالجتها وان طَلب مُقابلًا لذلك اذًا.. لا خيار امامي سوى اللجوء الى طُرق لا اُفضلها

"وعد"
قُلت ورفعت خُنصري لها
"اصمُدي حتى اعود، انا اثق انكِ قادرة على ذلك"

ربطت خُنصرها بخاصتي وابتسامتها هذه المره كانت حقيقية، نَقية وبعينيها مِن الحزم ما اردت استعارته، بدت كما لو انها مُصرّه على الصمود حتى عودتي لذا بثقه تامه التفتُ للخلف

رُحت ارفع واغرس قدماي داخل الثلج اسفلي بخطوات واسعه دون ان انظر للخلف، مُنذ هذه اللحظه، سأستغل وقتي كما يجب، لأجل اونيونق

منزل المُزارع لي كان بعيدًا، كان يقع على حدود القرية وعندما وصلت اليه كان بالفعل يقوم بتحميل صناديق المحصول داخل عربته، تقدمت اليه بسرعه انفثُ انفاسي من فمي بينما اراها تتلاشى امامي