~صداقة!~

224 24 69
                                    


-رجائاً سولي!
أتمشينَ على بيض؟!

-تشاني!!
لا أريدُ الذهابَ إلى الجحيم!

-منذُ متى وكانَتْ المدرسةُ جحيماً؟؟!!

-منذُ الأزل!!
فالتحترِقي أيّتها المدرسة!!

التصقتُ بأقربِ حائطٍ مُتأفئفَةً بينما وقفَ تشان يستمعُ إلى موشحي الذي اعتادَ على سماعِهِ منذُ الصّباحِ بشأنِ عدمِ رغبتي في الذهابِ إلى المدرسة!

بانق تشان..
ابنُ جيراني الذي يكبُرُني بما يُقاربُ العامين..
إنّهُ بمثابةِ أكثرِ مِنْ كونهِ أخاً لي، فقد كانَ أولَ صديقٍ لي في كوريا..
ولا يزالُ صديقيَ الوحيدَ حتى اللحظة!

نشأتُ في الدنمارك رُغمَ أنني كوريّة..
رماني والدايَ إلى جدّتي لتعتني بي، وها أنا ذي عائدةٌ إليهما بعد سنواتٍ طِوالَ، لأنَّ جدّتي توفّيتْ بعدَ عمرِها الطّويل.

كانَ ذلكَ عندما أنهيتُ مرحلتي الإعداديّة..

صحيحٌ أنَّ والدايَ كانا يزورانني مِنْ حينٍ إلى آخرَ، ولكن..
لا أشعرُ بالرّاحةِ معهُما بتاتاً كما أحسبُها حياةً مؤقتة!

على الرُّغمِ مِنْ قضائي مُعظمَ وقتي مع بانق تشان وعائلته!

ليتني فحسبُ أستطيعُ أنْ أكونَ جُزءاً مِنْ عائلتهِ الودودةِ بدلاً مِنْ كوني أعيشُ مع..
والدينِ كهذان..
لا أستطيعُ وصفهُما حتى!

رُبما سأستطيعُ أنْ أكونَ جُزءاً مِنْ عائلتهِ إنْ تزوّجتُه، وهذا لنْ يحدُثَ طبعاً لأنّهُ أخي!

بانق تشان شخصٌ ودودٌ للغاية..
اجتماعيٌّ ومحبوب، استطاعَ تكوينَ الصّداقاتِ في أولِ يومٍ لي في الثانوية، بينما كانَ هو في السّنةِ الثالثة.
متفوّقٌ ومثاليّ وغايةٌ في اللطف!

كما لو كانَ أبي..

-سأذهبُ الآنَ إلى فصلي..
احسِني التّصرُّفَ، اتفقنا؟!

-أخي بانق!
قاتل!

-أنتِ أيضاً!
لا تنسي تكوينَ الصّداقات!

الصّداقات..
ذلك..
صعب!!

إلى الآن لمْ أتحدّث سِوى إلى صديقِ تشان الذي يُدعى بتشانغبين..
اعتقدتُ بدايةً أنّهُ غريبُ الأطوارِ، ولكن طريقتهُ المُريحة في التحدّثِ كما لو أنّهُ يعرِفُني منذُ زمن، تُعجِبُني!

هو فتىً جهمٌ ذو عضلاتٍ رائعةٍ لفتىً في السّنةِ الثالثة، وقد أخبرني أنّهُ يُريدُ أنْ يكونَ مُدرّباً رياضيّاً قويّاً في المُستقبلِ كما سألني عنْ ما أرغبُ فيهِ، وأجبتهُ بلا أعرف!

أعرفُ أنّهُ قد آنَ الأوانُ للتفكيرِ في هذا، ولكن..
أنا حقاً لستُ أدري!

بالنّسبةِ لفتاةٍ مُسترجِلةٍ بعضَ الشيء مثلي، والتي لا تحظى بحياةٍ أقربَ إلى الجيّدةِ مع مستوىً مادّيٍّ شبهِ عالٍ لولا والداها..

أحلاماً هنيئة ~ ستراي كيدزWhere stories live. Discover now