#زمهريـراً
:: 11 ::
اسيل فاقت الصبح وجهزت نفسها للجامعة .. وخدت شنطتها وطلعت وصلها مسج
( ح ندمك ع اليوم يللي قلتي فيه كلامك )
تعبو عيونها دموع .. وقلبها انقبض .. قعمزت ع كرسي الصالون وعاصرة قلبها بوجع لا يحتمل
وقفت عليها آية: اسم الله خيرك ؟
اسيل مدتلها التليفون تشوف المسج .. قرت المسج وتغيرو الملامح وقالت: تسمحيلي نرد عليه !
هزت راسها بالايجاب
آية كتبت ( أعلى مافي خيلك اركبه .. اللي خلقك خلق مليون غيرك واحسن منك .. وانا نستاهل سيد سيدك )
تم الارسال ..
مدتلها التليفون ومشت جهزت نفسها وخدت بريوشة مدتها لاسيل: كولي ومعاش تفكري فيه هالمريض
ابتسمت اسيل: مش ناوي يخليني في حالي حتى بعد خليته ومعاش كلمته .. شوفي هآ ع الصبح باعتلي مسج يغم القلب
ابتسمت آية: لانه مريض .. لو انسان طبيعي راهو توا ماعنداش نية ينطق حرف مش كاتب جريدة
ضحكت اسيل: اما انتي جو عليك مالاخير
خبطتها ع جنبها: اضحكي .. مارافعين شي من الدنيا
كان احمد رافعهم ..
احمد: شن آية .. الهمة عالية للامتحان !
ابتسمت آية: باذن الله
اسيل: قدها وقدود
احمد: شاطرة قصدك ؟
آية تجنبت الخوض في الحديث معاه .. وتجاهلت الرد
اسيل: اي اكيد آيو سوسة الدفعة
آية ابتسمت ع جنب: مش للدرجة هادي عاد .. كان هذا مايقعدولي المواد كل سيمستر نرفع تنين تلاتة معاي
ضحكت اسيل: يطيرو في العين بس
احمد: شن ناخدلكم من الكافيه حاجة !
اسيل: خاطري في نسكافيه
شافلها في المراية الوسطية: تبي آية ؟
هزت راسها نافية
استغرب ردة فعلها بس نزل بدون نقاش ..
....................
في نقطة لا عودة .. وفي نقطة نظام من اول وجديد .. وفي نقطة بداية النهاية
وهنا كانت النقطة وقت كانت آية مقعمزة مع عمتها وتناقش فيها
آية: افهميني عمتي .. انا مانبيش نتزوج اصلا مانشوفش فيه هدف ره
شهقت عمتها: كيف مش هدف ؟ .. ماتشوفيش فيا كيف عايشة وسط ولدي وبناتي ومساندني في هالدنيا زوجي .. عمك علي
تنهدت آية: بس مش كل من تزوج دار عيلة مستقرة زي عيلتك .. ( رفعت عيونها بألم ) شوفي أمي وبوي من كثر الاستقرار اللي هما فيه لين لوحوني معاد يندرو عليا
ابتسمت جميلة: شوفي للكاس المليان شوفي للشي الحلو في الزواج ( حطت ايديها في نصها ) وبعدين من قالك اصلا اللي جاي يبي يتزوجك غدوا مرات يقولك بعد عام عامين وهكي
غمضت عيونها بحسرة: يعني شنو توا ؟
جميلة: توا خللي يجو ونتعرفو عليهم وبعدين عمك علي حالف ماتطلعي من عنده الا كاملة وماتنقصك حاجة ومستحيل يفرط فيك ويعطيك لمن يجي
آية: مانبيشي ياعمتي افهميني بالله عليك !
جميلة حطت ايديها ع خدودها : معاش تتشائمي نوضي اغسلي وجيهك وصلي ركعتين استخارة وربي يجيب اللي فيه الخير
آية: استخارة ؟؟
جميلة: اي استخيري ربي في الموضوع هذا وبعدين تحلمي بالشي للي فيه الخير
آية رفعت حاجبها باستغراب: كيف هادي ؟
جميلة: حكمة ربي وهكي يقولو
آية تنهدت: ان شا الله خير
وفي نقطة رضوخ .. ونقطة استيعاب .. ونقطة لا نقاش فيها
آية مش مقتنعة وحاسة بالملعوب ومش قادرة تبوح بكل شي .. خوفاً ع مشاعر العيلة اللطيفة
..................
اسيل: زعما علاش جاي ؟
حنين زفرت بضيق: راك تعبتيني ساااد تفكير فيه فوتيه باعك ولاه ؟ بيعيه خلاص
اسيل تنهدت بوجع: مشكلتي نحبه
حنين: يعطك حبة يااسيل راك فددتيني
اسيل حذفتها بالمخدة: اسكتي حتى انا فاضية نكلم فيك
فتحت تليفونها وخشت لحسابه وصوابعها لامسو صورته الشخصية وتنهدت تنهيدة طويلة لعلها ترتاح .. وابتسمت بألم وفي داخلها ( امتى يجي اليوم اللي تكلمني فيه )
في خيالها رسمت سيناريو ::
سراج مبتسم: حقك عليا ونوعدك انسيك الايام السودا يللي مريتي بيها .. نوعدك نكون زوجك وصديقك وخوك وبوك وكل شي يااسيل
كانت فرحانة وطايرة من الفرحة رفعت عيونها وبضحكة بريئة: وانا نوعدك معاش نصدق اللي نسمعه .. نوعدك سراجي
ورجعت للواقع يللي ابتسمت ببلاهة .. حطت التليفون لوطة ورفعت عيونها للروشن يللي كانت المطر اطق عليها وتفيقها للواقع المزعج بالنسبة ليها
..................
وجي يوم الثلاثاء وكان الكل متجهز ع الاخر .. الا آية يللي كانت حاسة بالخديعة ومجهزة ليوم الوداع .. حاسة فعلا بانها خاينة دون خيانة .. استجمعت قواها وقعدت ترتب في شنطتها خفية عليهم ..
وحطتها ع غير طريق .. وتنفست بألم الانتظار ورجعت لشخصيتها التمثيلية وانها سعيدة بخطوبتها الواهية ..
اسيل: ماما جابت الكيكات ؟
حنين تجهز في صفرة القهوة: اي .. قالتلي خديت حتى موالح
آية ضحكت ع جنب: موالح ؟ علاش مكلفة روحها ؟
خبطتها اسيل: مافيهاش تكلفة هذا احلا يوم لاي بنت والا عندك راي تاني ؟
ابتسمت آية: لا اكيد يوم حلو
تنهدت وواصلت معاهم
حنين ضحكت : متحشمة !
احمد طق ع باب المطبخ: اسمعو كلمني الولد وجايين في الطريق
اسيل شهقت: حي خللي نكلمو ماما تلحق تبدل
حنين: بري آيوتة حطي لمساتك الاخيرة
آية: مش حاطة مكياج فكيني
لفت راسها بتعصب: بكل يامنكدة تعالي معاي
خدتها من ايدها ومشت
حنين اتصلت بامها واستعجلتها
خشو للدار وقعمزت آية ع الكرسي .. وطلعت العدة وبدت كل مرة تقترح عليها
( نديرو هذا احلا او اللون هذا ؟ باهي رسمة العين جت مساوية ولاه ! )
أما آية كانت تراقب في تصرفات اسيل بخوف .. حاسة بالوداع .. حاسة انها بتفقد هاللحظات الحلوة .. مهما كان دليلك واضح بس فيها كسرة خاطر وجرح .. مركزة في عيونها يللي تلمع بصدق حباً لآية
تنهدت: خلاص اسيل تعبت
نزلت لمستواها وابتسمت: بس طلعتي قمر
بدون سابق انذار تغمرتها ودمعو عيونها .. اسيل استغربت تصرفها لان آية بطبيعتها جافة في التعامل .. بس مع هذا ضحكت وتغمرتها بحب
اسيل: خلاص اهدي حبيبتي هيا خطبة مش زواج ره
آية تباعدت ومسحت دموعها: مانعرفش
اسيل ضحكت: آية مهما صار بينا راني نحبك وانتي وخيتي ماعمري تمنيتلك السو .. وديما نتمنالك الحياة الحلوة .. بس ادعيلي ربي يجمعني بسراج ونفرح زي فرحتك توا
تلاشت ابتسامة آية وتغمرتها تاني : ان شا الله
....................
جميلة: تفضلو تفضلو ع سلامتكم
وخشو الضيوف كانت مرآ وبنتها الكبيرة وقعمزو في زواية الصالة مراقبات بهدوء لاجواء الصالة
جميلة: ع سلامتكم .. كيف حالكم ؟
ومن الجيهة الثانية كانت آية متوترة ومخنوقة بقفطانها الازرق الناعم ومفصل جسمها الممشوق وشعرها الكيرلي .. تحوم في الدار وكأنها تنتظر في المولود ..
مولود ؟؟
اي .. مش أي مولود يكون بشر مرات المولود الجديد كارثة بتطلع ع حياة فجاءة وتقلب حياة الشخص كلياً
شوية وخشت اسيل: هيا حبيبتي تعالي خودي صفرة القهوة وانا بنخش بالكيك تمام ؟
تنهدت آية وتصنعت الابتسامة: جاية هي
حاولت تكون قوية بقدر المستطاع لما ينتظرها .. خشت بثقالتها وقدّمت القهوة .. واختارت التقعميزة بحدا عمتها بجمود .. قعمزت اسيل بحداها وتبتسم
ف نطقت الام: ولدي سراج حاليا باني فوق مني ومازاله شوية خدمة ويكون واتي واصلا موصيني نقوللكم مادابيكم تردو بكري مستعجل وليدي
جميلة ابتسمت: اي باذن الله الشور شور عمها ويصير خير
الام شافت لبنتها باستغراب وردت نظرها لآية: بوها وين ؟
آية لاول مرة تحس باليتم .. اول مرة تحس بانها ماليهاش ظهر يسندها ولا أب يحن عليها
جميلة ارتبكت: عايشة معانا هادي بنت خوي وراهي اغلا من بنتي
ابتسمت اسيل: آية بنية كويسة وزي وخيتي بالزبط وبوها هوا بوي
سكتت الام والاستغراب معبي ملامحها
آية وقفت واستاذنت وطلعت
جميلة: ايي كمليلي ولدك من وين متخرج ؟
ابتسمت الام وكلت شوية من الكيك: من كلية القانون وحاليا يشتغل تحت اكبر محامي في طرابلس تقدري تقولي يدرب باش يقدر يفتح مكتب بروحها كلها عامين باذن الله ويكون بمكتبه
اسيل جمد الدم في عروقها وبارتباك واضح: ولدك شن اسمها ياخالتي ؟
البنت استغربت وردت: سراج عمر &@@! تعرفيه ؟
مات كل شي فيها .. لسانها ثقل .. عيونها انفتحو بصدمة كبيرة .. طلعت بدون ولا حرف استغربت جميلة لحقت بنتها للمطبخ
اسيل ترعش وطلت للمطبخ لقت حنين تجهز في الشاهي والموالح
حنين: خير بلاك ؟
اسيل تقطع في الكلام: وينها ؟
وصلت جميلة : خيرك هكي تصرفتي ؟
اسيل بهمس وضغطت ع سنونها: ماما هذا سراج نفسه سراج اللي باعني .. وجاي توا يخطب في بنت خالي .. ريتي انتي من مربية بينا ؟ فرخ الحنش تعرفيه ؟ هادي آية
حنين شدت من ذراعها: شن تقولي ؟
جميلة شهقت بالشويا وقربت منها: توا اسكتي وماتفضحيناش قدام الناس بعد يروحو ليا معاكم كلام
...................
آية ضامة رجليها لصدرها وتبكي: علاش بس جبتوني علاش تخلو فيهم يكسرو بخاطري الله يكسر بخاطركم ولو الجنة تحت رجليكم ربي يعذبكم وياخد حقي منكم
...............
جميلة: اي باذن الله نردو عليكم الشيرة
سلمت المرآ: وسلميلي ع كنتي وصحيتو
جميلة: ان شا الله
ودعتها وسكرت الباب ومشت تجري بتلحق الكارثة من اولها .. اسيل اول ماسمعت الباب تسكر خشت تجري لآية يللي في الدار وخدودها محتمرات من البكي .. فتحت الباب بالقوة
اسيل بصوت عالي وحقد معبي عيونها: انتي شنو ؟
آية عرفت الموضوع وسكتت
قربت منها وشدتها من ايدها تخض فيها: تكلمي قولي انتي شنو ؟
آية بنفس القوة وبصمت واضح
جت جميلة فكتها من بنتها: اسيل اسكتي نفهمو منها
اسيل: شن بتفهمي ؟ .. هادي وحدة خاينة خلاص ضاقت معاش لقيتي من يرضى بيك غيره ؟ معاش لقيتي ع من تحطي عينك غير عليه ؟ معاش لقيتي من تصاحبي ؟
آية مصدومة: انتي فاهمة غلط
بدت تعلي في صوتها بحضور حنين يللي كانت ترعش من رهبة الموضوع
#Dudu
أنت تقرأ
زمهريراً
Actionالاعتياد...! أصبح واقع أعيش تفاصيله.. و رداءًا ارتديه في جميع المواسم.. لكن الشعور لا يمكن له أن يكون عاديًّا.. اضطراب،خوف،ورعب... هذه أنـا .. وهذا ما أعيشه.. #زمهريـراً
