Part 10

1.7K 100 19
                                    

Enjoy Guys

"أوَليسَ الغدُ بأحسن؟"

عندما علمَ إدوارد بما جعلت والدة ليام يتذوقُ من مرارة الحياة، اشتدَّ الكرهُ بجوفهِ. هو ظنَّ أنَّ لا أحدَ يستحقُّ الموت فقط، فالموتُ راحة. والحياة عقابٌ بحدِّ ذاتهِ لمن يستحقُّ ذلك. مَنِ اختارَ الطريقَ الخطأ سيجد حياتهُ تقعُ في كل خطأ، ومَنِ اختارَ الطّريق الجيد سيجدُ أنَّ لا شيء يحدثُ معهُ إلا وهو جيد.

كل ما يتعلّقُ بك، يبدأُ منك. والعقاب في الدنيا والآخرة وجميعُنا سواسية.

مرَّ اليومُ على خير وانصرف الجميع ليناموا وكانَ كلُّ منهم يُفكِّر بما مرَّ به في الأواني الأخيرة وبالتحديد ليام ظناً منهُ أنّها قد تكونُ الأخيرة. لا يعلمُ كيف انقلبت حياتَهُ رأساً على عقب هو بالكاد يستطيعُ تحديد ما إذا كان للأحسن أم للأسوأ. من ناحيةٍ واسعة بالتأكيد للأحسن، ولكن هناكَ شعورٌ يلازِمُهُ وكأنَّهُ استحوذ على باطنهِ. ما يعرفهُ أنَّه ليسَ بالشعور الجيّد.
.
.
.
بعدَ أن تأكّدَ إدوارد أن ولديهِ خلدا للنوم، أغلقَ الباب بخفّة على ليام وذهبَ متوجهاً نحو الصّالة. يرتدي قميصاً أسوداً وبنطالاً رسمياً مشابهاً في اللّون وقد بان الثّراءُ على هيئته، والهيبَةُ لا تُفارقه. من يراهُ لا يتوقّعُ أنّهُ أبٌ لولدين، وبالذات لصبيِّ في السادسة عشر.
وصل الصّالة لينظرَ إلى من كان ينتظره يُجهِّزُ ذخيرةَ سلاحه.
"هل كلُّ شيءٍ جاهز؟". تحدّثَ بخفوت وبين أوتار صوته جشيُّ وبرود عكسَ الذي كان يستمتعُ مع أخيهِ وأولاده قبل قليل. من يراه في الحالتين سيحكمُ بانفصامِهِ لا مُحال.
"أجل أخي أحضرتُ ما طلبت". سلَّمَهُ ليو الأوراق الّتي طلبها وباشرَ بالتمعِّنِ بها.
"ستكون الليلة جحيماً لبعض الأشخاص". تمتم إدوارد والحقدُ يتغلغلُ مع صوته. في الواقع ليو عندما يرى أخيهِ هكذا يعلمُ بأنَّ هناكَ من مسَّ بمن يخصُّه. فهو يتذكّرُ أيّام جامعته كان هناك من يلاحقَهُ تهديداً لأخيه. لكن إدوارد تخلّصَ منهم بطقِّ إصبعيه فقط.
.
.
توجّه إدوارد حاملاً معطفهُ الأسودَ أيضاً وليو يركبون نفسِ السيّارة الّتي كان يقودها أحدُ الحرّاس بينما يجلسُ بجانبه الحارس الخاص بإدوارد.وهما في الخلف وليو يهزُّ بقدمه لا يستطيعُ الإنتظار ريثما يصِلون إلى وجهتهم بينما إدوارد كان في أتمِّ هدوئه، فهذه لعبة بالنّسبة له.
حملَ علبةَ سجاجيره ووضعَ واحدةً بينَ شفتيه يستنشقُ سمّها الذي يستحوذُ على رأيته وينفُثُ دُخانها ينظرُ إلى الطريقِ الساكن، فالساعة الثالثة الفجر وقتهُ المفضل. والأنسب لعملهِ الثاني.
.
.
ركنَ الحارسُ على بُعدِ شارعٍ من المنزل المهترئ حيث أمَرَهُ رئيسه. سارع للنزول ليفتحَ لسيّده الباب ولكنَّهُ بالفعل كان قد نزل. بكَّلَ زرَّ معطفه ورمى السيجارة من يديه مطفأً إياها بقدمهِ بأتمِّ الهدوء والحرس يقفون حولهُ لا أحد ينطقُ بحرف أمّا ليو فكان يقفُ بجانبِ أخيهِ ينتظِرُ إشارةَ الهجوم.
"لا أحدَ يتحرّك". نطقَ إدوارد أخيراً بعد أن أطال الصمت القاتل.
"لكن أخي..". حاول اعتراضهُ ليو ولكنَّ محاولتهُ بائت فشلت.
"قلت لا أحدَ يتحرّك". تحدّث مجدداً من دون أن يَنظُرَ إليهم وعيناه مثبّةَ على الباب البنّي القديم. تقدّمَ نحوه يقطعُ الشارعَ الخالي فهو قصد أن يكونوا على مسافة منَ البيت. هذهِ مسألتهُ وحده، ولن يُشفى غليلهُ إلا إذا كانت كذلك.
وقفَ أمام البيت ودقَّ الجرس.

Mafia's SonNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ