الحكاية الأولي 1951-القاهرة

452 23 0
                                    

تغيرت صالة الشقة قليلا صار هناك مكتب خشبي صغير خلفه مقعد وأمامه اثنان وفوقه توجد مزهرية ممتلئة بالزهور وبضعة أظرف

صفراء وأوراق منمقة وقلم. انفتح باب الشقة على الصالة الخالية ليدخل إليها (سعيد) مرتديًا بدلة كاملة وطربوش ويحمل بيده حقيبة سفر صغيرة فقد صار في الحادية والعشرين من عمره الآن.

خطا لداخل الصالة ونظر إلى المكتب بدهشة في البداية سرعان ما تحولت إلى نصف ابتسامة حين خرج عليه (منصور) من الحمام مرتديًا قميصا وبنطالا فوقهما مريلة بيضاء وقفاز من البلاستيك في يديه تلوث بالدماء كبر هو الآخر وصار على مشارف الرابعة والعشرين ما إن رأه (سعيد) حتى قال وهو يشير إليه

إنت بتحنط من ورايا يا (منصور)

- حمد الله على السلامة تعالى بسرعة أنا لسه في البداية بعمل

حاجة هتعجبك أوي طريقة جديدة

جرى (سعيد) لغرفة النوم وخلع بدلته بسرعة وهو يرتدي ملابس المنزل ثم فتح الدولاب ليحضر مريلته الخاصة وقفازاته وارتداهما بسرعة

وهو يجري ناحية الحمام.

البس الكمامة اللي عندك علشان الربحة

وضع (سعيد) يده داخل جيب المريلة الأمامي وسحب الكمامة البيضاء ليضعها على فمه وهو يقول:

إيه الربحة التقيلة دي انت مستحملها ازاي ؟

تقدم لداخل الحمام و (منصور) يجلس على مقعد بجانب حوض الاستحمام يمسك بيده رأس ثعلب فتح مؤخرتها وأخذ يسحب بملعقة شيئًا ما من الجمجمة بتركيز وهو يقول:

اتعودت على الربحة، أنا بقالي 3 أيام مركز مع الراس دي

اوعى تكون عقبت

قالها (سعيد) وهو يقرب رأسه من رأس الثعلب ويتأملها باستغراب فنظر له (منصور) بوجهه المتجهم وهو يقول بنبرة حملت الكثير من الفخر

ايه رأيك ؟

مين اللي جابلك الراس دي ؟

ابراهيم التوني وهو بيزور قرايبه في المنيا طلع عليهم التعلب ده فضربوه بالنار، أخد هو الراس وجابهالي يوميها بليل البكتيريا ما لحقتش تعفنها الحمد لله .. طلب فيها 60 قرش

وانت طبعا دفعتله على طول

وضع (منصور) رأس الثعلب بيد (سعيد) وهو يقول:

تستاهل .. شوف بنفسك

تفحص (سعيد) الرأس بتركيز لثوان .. قبل أن تتسع عينيه وينظر

ابتسم فأنت ميت Onde histórias criam vida. Descubra agora