First meeting look | نظرة اللقاء الأول

51 2 0
                                    

ألمانيا 09:00am

تصعد درجات السلالم..لتمد أناملها لمقبض الباب بعد وصولها إليه..لتفتحه بيدها اليسرى..فاليمنى كانت مشغولة بحمل أكياس سوداء..تحتوي على الأشياء التي ستستعملها لاحقا في إعداد العشاء..

أجل كما خمنتم..هي لن تتناول الغداء اليوم..ليس وكأنه أمر سيشغل بالها كثيرا..فهي على عكس العالم..وعلى عكس ماينصح به الأطباء..كانت تكثر من الأكل ليلا..أما صباحا..فتكتفي بفطور خفيف..كأس قهوة مرة مع بسكويتة..هذا كان يكفيها..

وليس كما خمنتم هذه المرة..هي لن تتناول الغداء اليوم بسبب أنها معتادة على ذلك أو أنها لا تحب الإكثار من الطعام صباحا..لا..

هي لن تتناوله اليوم..بسبب ماحدث صباحا..ليس بعد المشهد الذي رأته قبل قليل..ذلك المشهد الذي أبى أن يفارقها..حتى بعد ذهابها للمتجر وشرائها لحاجياتها..

دخلت..توصد الباب..لتنزع معطفها الأسود وتعلقه على العلاقة المتواجدة خلف الباب تماما..لتتوجه بخطوات هادئة..وذهن شارد..نحو المطبخ..لتبدأ بإفراغ محتويات الأكياس ووضعها في أدراج المطبخ السفلية أو الأبواب العلوية المعلقة على الحائط..

كانت تفعل هذا..وأفكارها لاتزال تحوم في ما حدث صباحا على الساعة 08:10am .. ولا تعلم بالذات هل كانت تحوم حول الحادث..وأن طفلة صغيرة كانت ستفقد حياتها أمامها قبل قليل..

أو حول ردة فعل الناس..التي تجاهلت ماحدث فور ما تأكدوا أن الفتاة بخير..

أو حول ردة فعل ذلك الرجل الذي كان على وشك أخذ روح بريئة بسبب انشغاله بالحديث على الهاتف بدل صب اهتمامه على القيادة..

أو حول ردة فعل تلك الفتاة الصغيرة..التي كانت ستفراق الحياة..والتي تخطت خوفها..ونست أنها كانت على وشك الموت..بسبب قطعة الحلوى التي حصلت عليها من ذلك الرجل..الذي كان سيؤدي بحياتها..

أو حول نظرته..نظرته الغريبة..بأعينه البنية تلك..واللمعة الغريبة التي كانت داخلها..والتي عجزت عن تفسير ماكانت تحمله داخلها..

توجهت بخطواتها الهادئة..نحو السلالم..لتصعد درجاتهم..نحو غرفتها التي تقبع في الطابق الآخر..والأخير من هذا المنزل..فهو يحتوي على طابقين فقط..الأرضي وهذا الذي أصبحت متواجدة فيه الآن..

دخلت غرفتها..التي كان يغلب عليها اللون البني والأبيض..

أجل..كما خمنتم..البني..لونها المفضل..

لتتوجه فورا نحو غرفة الحمام..ستأخذ حماما سريعا بالماء البارد..وعلى عكس العالم..هي لا تستحم بمياه دافئة أبدا..حتى وهم الآن في فصل الخريف..الذي يكون جوه باردا..

خطت بخطواتها داخل الحمام..لتبدأ بتجهيزه..وهي تفكر أنه أفضل طريقة..لنسيان ماحدث..

أفضل طريقة لنسيان أعينه..لنسيان تلك اللمعة البنية..لنسيان نظرته..

فروقات و معجزة Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα