الفصل الرابع

1.3K 46 6
                                    

وهام بها عشقًا
رانيا الخولي
الفصل الرابع
❈-❈-❈

في غرفة المكتب

دلفت آسيا الغرفة بوجه حانق لتجد كامل جالسًا على مكتبه بشرود، تقدمت منه لتقول باحتدام
_ هتفضل ساكت إكدة لحد النچايمة ما ياخدوا خبر ويفضحونا في النجع كله

زفر كامل بضيق من تدخلها في الأمر وكيف لا وقد جاءتها فرصتها للخلاص منها فتحدث بثبوت
_ متخافيش محدش منيهم هيعرف حاچة عن الموضوع
ازداد حنقها وتقدمت منه أكثر كي تبث سمومها بعقله
_ ولما ياچوا الليلة هتقولهم ايه؟

عاد بظهره للوراء قائلًا بحزم
_ ملكيش صالح بالموضوع ده اني خابر هعمل ايه
نظرت إليه باستهزاء والحقد يشتعل بداخلها بغضًا لتلك الفتاة
_ طيب قولى هتعمل ايه يمكن اقدر اساعدك.

ابتسم بسخرية لينهض من مقعده ليواجهها متهكماً
_ تساعديني في ايه؟ نخلصوا منيها مثلاً؟
تقابلت النظرات التي لم تعد تستطيع إخفاء مدى بغضهم لبعضهم البعض لتغمغم هي من بين اسنانها
_ لو كان ينفع كنت عمالتها من زمان، بس تهديدك ليا منعني بس أقسمت من وقتها إن نهايتها هتكون على يدي.
وأخيراً چاتني الفرصة لما ازوچها للنچايمي وينتقمولي منيها

ضيق كامل عينيه بشك وسألها باحتدام
_ وايه الثقة اللي بتتحدتي بيها دي، وكأنك خابره هما هيعملوا أيه بالظبط
تراجعت كي لا بشك بأمرها وقالت بثبوت
_ تفتكر خليل هيعاقبنا بكسرت ابنه إزاي غير أنه يكسرك انت كمان ببنتك
دارت الكلمات بعقل كامل لكن ماذا بوسعه سوى ذلك الحل
فتلك العائلة معروفة في نجع التل بأكمله لا ترحم ولن يشفعوا لابنته مهما فعلت، فهو حقًا يزجها في الجحيم بيديه وعلمت هي بذلك فدنت منه لتقول بتشفي
_ مش قلتلك هنتقملك من اللي خطفتك مني حتى لو بعد حين؟
تقابلت النظرات على نفس النهج، عيون تتوعد بالانتقام وأخرى تتوعد بالرد عليه.

انهت كلمتها وهي توليه ظهرها وتخرج من المكتب وابتسامة شامته على شفتيها
تعلم جيدًا بأنها لن تستطيع الفرار فليس لها مأوى يحميها
ستعود وستكمل هي انتقامها منها بأي حال..

❈-❈-❈

اندهشت ليلى من سؤاله وتحدثت بمصابرة
_ رايحة المستشفى ايه الغريب فيها؟!
نهض بدوره ليقف أمامها قائلاً برفض
_ لأ مش هتروحي، الشهور الاولى دي على الأقل
قطبت ليلى جبينها بدهشة وسألته بعدم استيعاب
_ انت عايز تخليني اسيب شغلي و تقعدني في البيت؟
نفى قائلًا
_ انا مقولتش كدة، كل الحكاية اني عايزك ترتاحي الفترة دي لحد ما نطمن على الحمل وبعدها تكملي عادي.

لا لن تستطيع موافقته تلك المرة، سترفض مهما كلفها الأمر
_ انت بتقول ايه ياأمجد، مينفعش طبعًا اللي انت بتقوله ده.
عقد حاجبيه متسائلًا بحدة
_ ايه اللي مينفعش فيه؟! انا مش بطلب منك تسيبي شغلك كل اللي بطلبه تاخدي اجازة الشهور الاولى دي مش اكتر
لم تعد تتحمل الجدال معه وخاصةً علمها بأنه لن يتنازل مهما حدث، فإذا عاندت فهو اشد منها عناد فقالت بلين وهي تدن منه لتقول بمصابرة
_ أمجد انت عارف كويس إني مستحيل أعمل حاجة تضر ابننا وانا هاخد بالي من نفسي كويس ولو حسيت بأي تعب انا بنفسي اللي هقدم على طلب الاجازة
تبسمت في وجهه رغم غيظها منه ووضعت يديها حول عنقه لتقول بهدوء
_ ها خلاص ولا لسة مُصر على عنادك؟
زفر بضيق ولم يجيب عليها هي اصبحت لا تهتم بشئ سوى عملها واصبح هو شيئًا مهمشًا
كانت عيناها ترجوه مما اكد له بأنه لم يعد يعني لها شئ
نزع ذراعيها من حول عنقه وتحدث باحتدام وهو يدلف المرحاض صافقًا الباب خلفه بعنف
_ اعملي اللي يعجبك، انا خلاص عرفت مكانتي

وهام بها عشقًا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن