دفيء لأول مرة..!

55 3 8
                                    

Family..?!
Chapter 1
..............
ينزل الصغير ذو الست سنوات من السيارة ويمشي خلف والده الذي بالفعل يسحب حقيبته الصغيرة، ويرن جرس المنزل الكبير الذي أمامهم... الطفل هاديء ولا يقوم بفعل شيء ولا يقاوم، هو فقط يتبع ما قاله والده، تفتح سيدة الباب تبدو كبيرة في السن، فور رؤيتها لوالد الطفل إحتضنته، هو إبنها لم تره منذ زمن...
يوجي: إشتقت إليكِ كثيراً يا أمي.
ماريا: أين كنت كل هذا الوقت، ولما لا ترد على إ,تصالنا؟
يوجي: آسف أمي، إنه العمل كبير على عاتقي، لدرجة صرت مهملاً في حق الجميع حتى في حق هذا الصغير، أنا لا أستحق أن أكون أباً له هو يخشاني بكل الطرق.
تنظر ماريا للصغير الذي أمامها، طفل بشعر أسود طوله على الأكثر لا يتعدى السبعين سنتيمتر، هو هاديء، عيناه الرمادية متوترة، ملابسه مرتبة بالفعل.
ماريا: أدخل أولاً يا يوجي، والدك سيصل بعد قليل.
يوجي: أرجوكِ أمي، أبي لن يرضى إذا عرضت عليه.
ماريا: أدخل أولاُ لنكمل حديثنا.
دخل يوجي وتبعه ماركوس الصغير، جلس يوجي على الأريكة بجانب أمه وبقى ماركوس واقفاً، هو لن يجلس دون إذن.
ماريا: صغيري إجلس لا تبقى واقفاً.
ماركوس ينظر للأرض ولا يقوم بردة فعل إلا عندما أمره يوجي بالجلوس.. ليجلس على الأرض في مكانه، ليصرخ به يوجي: لا تفعل، إجلس على الأريكة كما علمتك.
لينتفض جسد ماركوس وهو بالفعل خائف من والده..
ماريا: إهدأ يوجي.
وتذهب ماريا نحو الصغير وتحمله بين يديها، تشعر ماريا بخوف الصغير منها ومن والده، لتذهب إلى المطبخ لتأمر الخادمة بإعداد الغداء، وتترك ماركوس في غرفة الطعام جالساً على الكرسي، بيده لعبة البازل خاصته.
ماريا: إذاً يوجي، أين والدته؟
يوجي: ماتت منذ ولادته، إنها أنستازيا يا أمي، هي...
قاطعته والدته بصدمة: مهلاً ماذا؟ أنستازيا ماتت منذ متى؟
يوجي: منذ ست سنواتٍ أمي، رغم أني دعوتكم جميعاً لحضور جنازتها لم يقبل أحدٌ المجيء بسبب شجاري مع أبي قبلها بيومين، أما هذا فهو ابني ماركوس، لكنه يخاف مني،يخاف أن ألمسه حتى.
ماريا: ومنذ متى أنت شرير ليخافك ابنك؟
يوجي: طوال الوقت كنت قاسياً معه، ولا أستطيع تغير معاملتي له، وعملي يأخذ كل وقتي ، وماركوس شُخصت حالته بالتوحد، لذا لا أستطيع معاملته بطريقة جيدة.
ماريا بتنهد: إنتظر حتى يأتي والدك، ليس لي شأن بالأمر،إذا وافق بإقامة أبنك هنا فلا بأس.
يوجي: وإذا لم يوافق؟
ماريا: إفعل ما تراه مناسباً وقتها.
.............
يظل يوجي جالساً بالصالة متوتراً هو خائف من والده الآن كأنه طفلٌ في الخامسة،لكن بالفعل هو يكره الشجار والصراخ وخاصةً من والده، إنه طفل أمام والده بالفعل..!
........
يفتح الباب ليدخل أبوه وأخوه لوكا... يقف يوجي لينصدم الإثنان من وجوده بعد كل هذة السنوات..
لوكا بفرح: أخي يوجي.
ويذهب لإحتضانه: إشتقت إليك أخي.
يوجي: وأنا أيضاً يا صغيري، أريد أبي في موضوع خاص، أيمكنك تركنا فقط لمدة وأعدك غداً سنجلس معاً كعادتنا؟
لوكا: حاضر.
يذهب لوكا للمطبخ حيث والدته والصغير ماركوس نائم على الكرسي..
لوكا: أمي ما أمر أخي يوجي؟
ماريا: هذا الصغير ابنه، يريد تركه لدينا لأنه مهمل في حق الطفل، أخوك هذا بحاجة للتربية من جديد يا لوكا.
يذهب لوكا ويحمل ماركوس النائم ويوقظه..
لوكا بإبتسامة: أخيراً إستيقظت يا صغير، ما هو إسمك؟
ماركوس بخوف: م من أ.أ.ن.ت .
لوكا: أنا عمك يا قلبي، ماهو اسمك؟
ماركوس: م م مارك ، اسمي م ماركوس.
لوكا: إسمك جميل، ما رأيك أن نلعب؟
لا يقوم ماركوس بأي ردة فعل ليأخذه لوكا ويظل يحاول اللعب معه لكن لماركوس رأي آخر، هو لا يحدثه ولا يلعب معه، فقط ينظر لأفعاله ولا يفهم ماذا يريد وكلما شرح له كيفية اللعب ينظر له بدون فهم حتى خاب أمل لوكا باللعب معه.
............
داخل غرفة السيد ليو... يقف يوجي منحني الرأس أمام والده متوتراً كعادته... ليو: يوجي تحدث، قل ما لديك.
يوجي: أنا آسف على آخر مرة تشاجرت بها معك..
ليو: يوجي قل ما لديك،ليس من عادتك.الإعتذار.
يوجي: أبي حقاً أنا آسف.
ليو بنفاذ صبر: وبعد؟
يوجي: أنا سأترك إبني هنا لبعض الوقت فقط، ليس لدي القدرة على الإعتناء به وحدي، هو يخشاني يا أبي.
ليو بغضب: تأتي بعد كل هذة السنوات بفتاً لا أعلم أهو إبن أنستازيا أم لا؟ وأين هي هل طلقتها؟
يوجي: بل ماتت بعد ولادته باسبوعين ، هو بالفعل إبني وإبن أنستازيا، وأيضاً تركت لك مقطع الفيديو هذا، لدي رحلة عملٍ طويلة، أرجوك فقط إعتني به.
يذهب يوجي بخيبة أمل وهو لا يعلم كيف يرضي والده، عاد يوجي لشقته فتحها ودخل وكانت أنظاره على غرفة الصغير التي لم يجلس بها سوى أسبوعين عندما كانت والدته على قيد الحياة، وآخر مرة كان بها كان يختبأ منه،لقد كان ثملاً حينها لو لم يكن الطفل ذكياً لكان قد مات بالفعل يومها..
يوجي: أنا بالفعل أبٌ سيء، آسف أنستازيا آسف.
...........
في منزل ليو يجلس الجميع على طاولة الطعام يتناولون طعامهم ومارك بالفعل يمسك بالملعقة يحدق بها، هو لا يفهم هذة الأجواء لم يعشها، هو فقط يستطيع الكلام بسبب التلفاز والمربية التي كانت بالحضانة، غير هذا هو لا يستطيع فعل شيء لنفسه، هو متعجب من المعلقة التي بيده ولا يستطيع الأكل وحده، لاحظت ماريا هذا لتذهب وتجلس بجانب مارك وتبدأ بإطعامه كما كانت تفعل المربية، ومارك يشعر بحنان يداها الآن، إنتهى مارك من تناول طعامه لتأخذه جدته وتغسل له يده.
يتحدث مارك بتأتأة كبيرة: م م مارك يستطيع ف.فعل ه هذا و..وحده.
ماريا: أعرف لكن الحوض كبير عليك لن تصل وحدك.
يومأ الصغير برأسه لأسفل وخرج مع جدته لتضعه مع لوكا في الصالة أمام التلفاز، لتنسحب هي وزوجها لغرفتهما
....
ليو: ما الأمر ماريا؟
ماريا: الفتى هاديء، ولكنه ليس متوحد، هو خائف فقط ولكن بالفعل يستطيع الكلام.
ليو: أنا لا أعرف هل يوجي حقاً بوعيه، إنه طفل كيف يتركه هكذا؟
ماريا: هو يشعر بالندم والخوف على ابنه، يوجي ليس بخير ليو لقد أخطأنا عندما تركناه وحده لم يكن هناك.أي شخص مع.
ليو: سأذهب لأراه.
خرج ليو من المنزل متجهاً بسيارته إلى شقة يوجي، قرع الجرس عدة مرات لكن لا رد، ليستأذن من حارس المبنى أخذ المفتاح ليفتح شقة يوجي ليجده ملقاً على الأرض في الصالة، حوله الكثير من زجاجات الخمر، ليو لم يعتد إبنه هكذا لقد كان يتشاجر معه كلما وضع سيجارة بفمه، الآن هو يشرب الخمر وهو ممدد ويردد :" الآن علمت لما أبي كان يعشق هذة الأشياء."
يذهب ليو أمام يوجي وقد سحب من يده الزجاجة وقد سحبه لحوض الإستحمام ليملأه بالماء ويضع رأس يوجي به..
ليو بغضب: يوجي عد لرشدك.
يوجي: يكفيي يكفي أنا أموت.
ليو وهو يرفع رأسه: هل أفقت بني؟
يوجي والدموع قد تجمعت بعينيه: أبيي.
يربت ليو عليه وهو يأخذه لغرفته ويخرج له ملابس لينام بها..
ليو: لتنم قليلاً.
يتركه ليو ويخرج للصالة ويبدأ بتنظيف المكان، وبعدها إستكشاف المنزل، قد ذهب لغرفة الصغير كان مكتوب على الباب إسمه، دخل ليجد الغرفة مدمرة حرفياً لا شيء سليم بها، السرير والخزانة مدمران، حتى الألعاب كلها مدمرة، ليجد بعض الزجاج المكسور عند السرير، لينظر تحته ليجد دم ليس بجديد، وكأنه منذ زمن والرائحة لا تطاق بالفعل.
يوجي بتعب: لا تنصدم، أنا من جرحته كان عمره ثلاث سنوات من وقتها وهو يخشاني.
ليو:لا بأس، سيصبح بخير وتكون علاقتكما جيدة.
يوجي: أنا لا أريده، هو السبب بموت أنستازيا.
ليو: يوجي هو طفل، لم يقتلها بالطبع كان هناك سببٌ آخر.
يوجي: ليس هناك سبب غير هذا، حاولت عدم كرهه، لكنه قتل حبيبتي وقتل معها روحي.
ليو بتنهد: إذهب للنوم وغداً نتحدث.
يذهب يوجي لغرفته ويرتمي على السرير وهو يفكر، هل حقاً ماركوس السبب؟ ولما كانت أنستازيا تريد حمايته في هذا الفيديو؟ هل لأنه طفلها ولا تريده أن يتأذى، لكنه السبب كيف لها أن تكون تحبه بهذة الطريقة؟
.......
رن هاتف ليو ليجدها ماريا ليرد سريعاً: سأبقى مع يوجي الليلة، إهتمي بالطفل.
ماريا: حسناً إنتبه على نفسك.
همهم ليو وأغلق الخط ليتمدد على الأريكة وهو يفكر في خطأه الذي جعل الأمور تصل إلى هذا الحد.
نام الأب والإبن وكلٌ منهما يأكله الندم على ما حدث.
........
يتبع..

Family...?!Where stories live. Discover now