كانت الجمعة الأولى والأخيرة لحدثٍ لم يحدث ولن يتكرر وهي الصدمة التي ادهشت الخلق اذا كانت لحظات الطلق ( الولادة ) لفاطمة بنت أسد بمولودٍ جديدٍ اذ كانت تسير بين الناس والعيون ناظرة فوصلت للكعبة فتمتمت بكلمات العبد لخالقه وكان بابها مقفلاً ففلق لها الله جدار الكعبةِ ودخلت ثم التصق الجدار كما كان فأصبحت العيون اكبر من الوجوه والصدمة بلغت حد اللاحدود فتسائل القوم وحاولوا فتح باب الكعبة فلم يقدر على ذلك احد فعلموا ان للخوارق ذراعاً في ذلك بقي الناس على تلك الحالة ثلاثة ايام الا ان فلق الجدار مرةً اخرى لكن ماذا حصل!!
انه مولود طفلاً رضيعاً وكأنه يراقب الوجوه ويقول لقد اتيت لقد وصلت انا الذي سيضرب في سبيل الله حتى ينطق الكافرون ان لا اله الا الله......
فجاء صوت السماء سمهِ علياً وهي المرة الأولى التي يذكر فيها هذه الاسم وكأن الله حجبه عن الخلق طيلة خلق المخلوقات الا ان ولد صاحبه فكان علي بن ابي طالب.
هنا حان وقت الصدمة للبشرية لربما البعض يقول لماذا هي صدمة!؟
الصدمة في ولادته كانت لجميع من في السماوات والأرض بسبب الاهتمام الالهي المحمدي بهذه الشخصية وبدأت بني هاشم سادة العرب بذبح الذبائح فرحاً لتلك الولادة العظيمة وهنا بدأ خير البشر محمد صل الله عليه وآله وسلم بتربية علي عليه السلام منذ الايام الأولى بالتردد عليه كثيراً جداً حتى انه كان ينام في حجره ويحرك مهده الطاهر الا غير ذلك من مظاهر العناية الطبيعية الا ان اصبح عمر علي 6 اعوام فأخذه من ابي طالب ورباه في منزله حيث يقول علي عليه السلام كنت مع رسول الله الخطوة على الخطوة والاثر على الاثر..
استمر رسول الله بتحضير الوتد الاعظم وتجهيزه وتربيته وتسليحه فكرياً وسياسياً ودينياً وكل شيء الا ان بعثت الرسالة ونزل الوحي على رسول الله ورن حينها الشيطان رنته وكأن لسان حال علي مهما رننت انا هنا انا الحامي انا درع رسول الله مع عيون خازرة ترتعد الفرائس لنظرتها..
ها قد بدأت الرسالة واعلنت النبوة واخرج الشيطان رأسه وبدأ اعداء الله بالتجمهر بالخفاء والعلن مثلما كانت المرحلة الأولى للاسلام سرية لكسب الانصار وكان اولهم علي بن ابي طالب حيث اول من اسلم لرسول الله في دينه وكان درع النبي في كل شيء وكأن الوتد وسط الخيمة صلباً لا يهتز لشيء.
ها قد اعلن الاسلام في مرحلته العلنية وبدأ اتباع الشيطان بكيد المكائد بعد ان قرر النبي الاعظم تغيير عقولهم الجاهلة وافكارهم المسيئة للانسان وقيمته كان كل شيءٍ عبارة عن عبث فأنقذهم الله بمحمد عليه افضل الصلاة وآله والسلام.
تحمل رسول الله عنادهم واتهاماتهم وتعامل معهم بأخلاق النبوة العظيمة وهو كان أعظم الأنبياء خُلقاً واخلاقاً ومنطقا.
حيث قال العباس بن عبدالمطلب أنّه سمع عمر بن الخطاب وهو يقول: كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب إلاّ بخير، فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: في عليّ ثلاث خصال، وددت أنّ لي واحدةً منهنّ، علي أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس، وذلك أنّي كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجرّاح ونفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ ضرب النبي على كتف عليّ بن أبي طالب وقال: يا عليّ، أنت أوّل المسلمين إسلاماً، وأنت أول المؤمنين إيماناً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي، كذب من زعم أنّه يحبّني وهو مبغضك.
وكان هذا القول بعد ان بدأ الذين أسلموا والذين يحيطون برسول الله يقولون لماذا يهتم النبي بعلي بن ابي طالب بهذا القدر ودائماً ما يذكرون ذلك.
كان علي بن ابي طالب يقول لم يسبقي في الصلاة الا رسول الله وانه ولد مسلماً بفطرته حيث قال الله في محكم كتابه " واركعوا مع الراكعين" وكان علي بن ابي طالب اول من ركع بعد رسول الله صلى عليه وآله وسلم.
بدأ الاسلام بأخلاق محمد ومال خديجة وسيف علي هذه الاركان المادية والمعنوية شكلت نواة الاسلام وفيه اشارة لعظمة الرجل بأخلاقه وعظمة المرأة بدورها وعظمة الشباب بطاقاتهم.
في ( يوم الدار) دعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اقربائه من عشيرته المقربين واخبرهم ان علياً وصيي وخليفتي من بعدي وهذه احدى فضائل علي بن ابي طالب حيث ذكر رسول الله في علي مالم يذكره في احد وهذه كانت بداياته فقط وللحديث تتمة..... يتبع
