" القصة الأولى - عِـنـاق "

140 9 13
                                    

_دمـويّـة_

كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ذهبت إلى غُرفةِ أبيها، طرقت ثلاث طرقات فأذِن لها بالدخول، وكالعادة وجدتهُ يجلس على مكتبه ينظر إلى شاشة الاب توب خاصته، ولم يلتفت إليها وكأنه لا يكترث.

_ ماذا تريدين؟
قالها وهو لايزال ينظر إلى الشاشة المضيئه أمامه وأصابعهُ تتحرك بسرعة على لوحة المفاتيح وببراعة شديدة وكأنهُ يحفظُ مكان كُل حرف ورقم.

لم تُجبه، سارت بخطوات بطيئة ومترددة بعض الشئ بإتجاهه التفت إليها عندما إقتربت منه نظر إليها قليلاً ثم قال فى ضيق:
_ ماذا هناك؟

_ هل يمكننى إحتضانك لمرةً واحدة فقط!؟
فتاة فى السابع عشر من عُمرها تريد إحتضان والدها لمرةً واحدة على الأقل، كانت تقولها بتوسل ورجاء.

_ هل عطلتينى عن عملى لأجل هذا الأمر التافه!
قالها وهو يلتف مرةً أخرى ناظر إلى شاشة الاب توب أمامه ويتابع عمله.

_ هذا الأمر التافه كان فرصتك الوحيدة لاعفو عنك.

نظر إليها فى غضب شديد وحنق وكأنها أقتلعت قلبه وستفعل فى الحقيقة، قال صارخاً:
_ عودى إلى غرفتكِ الآن.

لو عانقها فقط! ما كانت ستُمسك بهذه الزُهرية وتُلقيها على رأسه ليفقد وعيه فى دقائق.

أخرجت من جيب منامتها حُقنة تحتوى على جُرعة من "مُخدر  المورفين "، لقد تعبت لتحصل عليه ولكن للحق أفادتها وظيفة أبيها هذه المرة، قامت بحقنهِ بهذا المُخدر وأحضرت بعض الحبال والأهم لأصق وضعته على فمِه فهى لا تريد سماع صوته.

إستيقظ بعد ساعة تقريباً، كانت قد قيدتهُ بإحكام شديد على مقعده حتى تضمن عدم حركتهِ، فـ جُرعة المخدر لم تكن كبيرة وقد يذول أثرها فى أى وقت، إستغرق بعض الوقت لإستيعاب موضعه وحاله، كانت تقف أمامه تماماً، كان مصدوماً و خائفاً، كانت فرصتها لتتحدث هى وينصت هو:
_ ما بكَ؟ لماذا تنظر لى هكذا!؟ هل أنت خائف! هى ايضاً كانت خائفة وترتجف أتتذكر؟ كانت تترجاك وهى تُقبل قدمك لتتركها وشأنها، لكنكَ لم تفعل لم يرق قلبك لها؟ لم تكترث لبكائها وتوسلاتها كما لم تكترث يوماً بنا.

أمسكت بالسكين الموضوع بجانبها ووقفت أمام إبيها الذى بدأت عيناه بالبكاء خوفاً بينما كانت تبتسم وهى تقول:
_ كنت تظن أنه لم يرك أحد! لكنى رأيتك، تِلك الكاميرات التى كنت تضعها فى أنحاء المنزل صورت كل شىء، رأيتك وأنت تطعنُها بهذا السكين أربع مرات، أتذكر هذا السكين؟ أربع مرات تغرسه فى قلبها بكل قسوة، هى ماتت من طعنتك الأولى ولم تشعر بالطعنات الأخرى، لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة معك، سأجعلك تتمنى الموت كمان كانت تتمناه هى فى كل ليلة قبل أن تقتلها.

عَـشْـوَائِـيَـاتٌ 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن