الفصل الأول : وهنا بدأ كل شىء

521 34 206
                                    

صلوا علي النبي 🌹
استغفروا عشان ناخد ثواب كلنا ☺️♥️
_______________
صباحٌ هادئٌ يَحملُ مَعَهُ عَزفُ العصافيرِ لقصصهم بأصواتٍ عذبةٍ في حين، وبَعض النزاعات ذات الضجيج المزعج في حين آخر ، وبين معزوفاتِ الحبِّ والشجار تبدأ القصة من مكان أكثر هدوءاً وريبةً .

في غرفةٍ دامسةِ الظلام لا يتخللها إلَّا شعاعِ ضوءٍ دخل عن طريق النافذة استيقظت تضع يدها علي رأسها لعلَّها تُوقِف القنبلة الموقوتة المعلقة علي رأسها والتي يسميها الأطباء "الصداع" !
تأوهت بينما تتحفَّظُ علي الكثير من الشتائِم التي تمنعها أخلاقها من أن تطرق لسانها ! .

رَفَعَتْ جسدها بصعوبةٍ بينما تستندُ علي السريرِ في انتظار هدوء الصداع المقيت الذي عكَّرَ صباحها الجميل منذ بدايته .
وأول ما أبصرته عيناها عندما اتضحت رؤيتها بعد نوم طويل كانت ورقة ملصقة على الحائط كتب بها :

-" قومي كملي البحث عشان ميروحش عليكي الوقت !"-

تذكرت حينها البحث الذي كان عليها إتمامه لمدرستها الثانوية .
نهضت فَزِعَةً من على السرير فعلقت إحدى قدميها بملاءة السرير وكادت تَسْقُطُ على وجهها لولا أنْ تمسكت بالطاولة التي بجانب سريرها .
نهضت بهدوء حتى لا ينتهي بها الأمر مكسورة القدم أو الأنف .
وأول ما قالته تعليقاً علي كل ما حدث :

-" يارب ارحمني برحمتك يا رب !"-

قررت فتح النافذة أولا ولكن كان عليها أن ترتدي حجابها حتى لا يراها أحد صدفة ، فأحضرت خمارها وعندما نظرت إلى المرآة فُزِعَت .

-"إيه دة ؟ إزاي شعري منعكش كدة. (أي غير مُهَذَّب) "

كانت هي الأنيقة ذات البشرةِ القمحية والعيون التي وضع العسل فيهما فتشكل لونهما التي تحبه الشمس وتنعكس عليه بما يُبْهِرُ الناظر .
فَكَأَيِّ فتاةٍ رأتْ نفسها أشبه بالأسد ، بشعرها البني الأشعث وكأنها خرجت من شجار للتو ، فُزِعَت فهي تكره هذا المظهر !
حمدت ربها علي أنها انتبهت لهذا مبكراً وارتدت خمارها ثم فتحت النافذة .
وهنا حانت اللحظة التي تنتظرها .

فتحت الحاسوب الذي يقبع أمامها وبدأت تكتب بحثها الذي كان ولحسن حظها عن الآثار المصرية .
ولكونها مصرية بالأساس وأتت إلى أمريكا مع عائلتها فهي بالفعل تعلم عن حضارتها أكثر من أقرانها ، كما أنها شغوفة بحضارتها لذا كان أمرا ممتعا لها .
وبعدما أنهت ما يقارب الألف كلمة ، قررت الوفاء بعادتها في شرب المياة كل فترة حتى لا تستقيل كليتاها من العمل فجأة .

شربت قدراً كافياً من الماء المحفوظ بثلاجة المطبخ ، وعندما خرجت لاحظت الهدوء الغريب للمنزل وعدم وجود أي أحد ، ولكنها لم تهتم فبالتأكيد سيمتلئ البيت بالضجة والحياة قريبا ، أو هذا ما ظنته .....

دخلت الغرفة وجلست على مقعدها المريح استكمالاً لما كانت تفعله ولكنها رأت شيئا غريبا !
تم فتح ملف بصيغة "وورد"( Word) وبدأ الحاسوب في كتابة الرسائل من تلقاء نفسه!
ظنت الفتاة أن الكمبيوتر قد تم اختراقه، فقررت إزالة كابل الإنترنت فهي تعلم أن الاختراقات تتم عند توصيل الشخص بالإنترنت ، لكن ذلك لم يساعد، واستمرت الكلمات تُكتَب ومع كل حرف يكتب كانت تزداد قلقاً وفزعاً وهي تنظر لما يكتب والذي كان على ما يبدو ..... رسالة !
‏:
"هل عام 2019 هادئ بالنسبة لك؟
آمل/نأمل.
من أنا/نحن؟
لا أحد يحتاج إلى معرفة ذلك.
‏فقط استعد لما هو قادم......

‏ مِن مَنْ يريد/يريدون لك الخير:
‏. 2033م "
‏____________

متصل الآن...(صدى الماضي)Where stories live. Discover now