part: 6 بَنَفسجْ

32 8 15
                                    

في غيهب الليل مررتُ عليكَ فكراً
.........................................................................................................................................................................................

يغرق في ينابيع فكرهِ وعلى أرضية تسبح في أعالي الهواء يقف ، جدراناً تنبلج منها الأثرية بجمالاً ، شرفةً تطلُ على مبارِّج الأزهار أسفلها ، يستمع إلى صرير مياه النافورة وحفيف الأشجار قربه وعلى أبعاد متباينة منه متوزعة....

يرتخي إلى جانبه حيث الجدار يقف مستديراً عن بوابة الحجرة وظهره يوازي الأحجار البيضاء ، مرر بصره هابطاً إلى يديه حيث أحتملت الرسالة بين أناملها وإن الكلمات المنصصة داخلها شديدة العاطفة والشجن تنبلجُ منها المفردات الغزلية وعواطف صاحبها ، مشبعة بالثقة كانت.

غلافها الأسود يحمل عبق الزهور ، وعبق صاحبتها ، مشاعرها ، عاطفتها ، لمستها ، روح الكلمات المنبلِجة مِنْ وجدانِ صاحبها مع آثار تطبعت على أوراقها منها...

أحْتملَت زهوراً السائد عليها الأختلاف نوعاً كما لوناً ، ومعنى مغاير عَنْ سابِقيها ، الكلمات بخطٍ وَضْعَهُ منصوصٌ معوج على الورقةِ الترابيةِ اللونِ..

"بنفسج" تمتمها يعود يشرد أمامه حيثما تستقر الأزهار ، الأشجار والأشخاص الذين يسيرون في النواحي الخضراء والحجرية.

قدم أحدى يديه يحمل كأسه ، يستطعم مذاق الشراب الأحمر منه وطعم الكرز ،  الحلوى على جانبه يتحسس الميعان بين لعابه ، يراقب الثريا في أعالي السماء كتلك المخضرمة في عقله الخضيم.


الصمت أستمر يسيل من زوايا فمه ومن جسده السكون إلى نادت له العصافير بزقزقتها تعلن له الفجر وتلحن للشمس موسيقى صباحية تدعوها للأستيقاظ وتودع ظلام الليل وتهويداته.


بقي على ملامح غير مقروءة لكن مقلتاه كان بها شي مغاير إلى جانب خضرتها الغامقة ، عيناه البديعة أحتوت بدعة لايصح التوبة عنها.


مرر أنامله يسرح خصلاته السوداء المتطايرة يعيدها إلى الخلف حينما أنسدل غطاء العباءة بفعل نسمات الرياح الشتوية ، وقع حينها على مسامعه أصوات الخطوات الكثيرة والكلمات العديدة المتطايرة في الأجواء.


سلط أنظاره إلى الأسفل حيث أمتدت مجاميع المحاربين ذكوراً وأناثاً إلى جانب عدد من الفرسان ، وقع بصره على كل فرد منهم كيف يتجهزون لتدريباتهم الصباحية


ظهرت أول خيوط الشمس وعلى ملمحه سقطت في الوقت نفسه الذي سمع تحيتهم له يرى أنحناء الجميع له

" صباح الخير جلالة الأمبراطور"


تنحنح يرد لهم التحية ويراقب أنسحابهم إلى ساحات التدريب جميعاً ويتمعن القسوة في ملمحهم وملاحتهم.

قصر التوليب " ظل العاشقين "Where stories live. Discover now