(٢)بّلسان

135 14 47
                                    



في محاولاتك العديدة ،والمتكررة التي لا تُعد او تحصي كي تستمر في حياتك ،ستمر عليك لحظات تصاب فيها باليأس
فهل ستصمد وتستمر ،ام انك ستختار الهرب؟
بأي وسيلة كانت ..

وإن كانت هذه الوسيلة هي الموت المُحتم ؟!🥀








صلوا علي الحبيب ولنبدأ 🍀

_____________________________






قررت العودة لبيتها ،الذي بات كالكهف البارد بالنسبة لها ،لا أحد فيه سواها ،لا ضحكات او همسات تدور بين جدارنه
لا يوجد اي مظهر من مظاهر الحياة به سواء دخلت به ام لا فهو بلا روح ،كالجسد الذي ذهبت روحه عنه صاعدة نحو السماء .
قد تظن بعقلك المحدود ان البيت مجرد جدران قد صُنعت لتؤيك فقط ،ألا انها اكبر من ذلك بكثير فالبيت هو الاهل هو الاناس الذين يعمرونه العائلة ،ومن دون عائلة لا بيت لك
لا سكن او ملجأ ،دون العائلة لن تجد من تتكئ عليه وتختبئ بين احضان
هذا هو البيت وليس مجموعة الاحجار المرتصة فوق بعضها البعض متشكلة علي هيئة جداراً ضخم .

ما ان دلفت من الباب حتي تقوقعت علي نفسها ارضاً تكتم شهقاتها وتبكي بصمت مفجع ،لا يدور ببالها سوي سؤالٍ واحد ؛لما ؟
لماذا يعاملها جدها بهذا الجفاء .

لما لا يعترف بها او يأويها معه ببيته ،ماذا فعلت كي يكرهها كل هذا الكره .؟!
لم تجد أجابة واحدة منطقيه في ثنايا عقلها تُقنع بها عقلها حول الامر ،لذا قررت الذهاب إليه ،وسؤاله عن الامر مباشرة و للمرة المئة فوق المليون .

خرجت مسرعة تجاه بيت بحر تمسح عبراتها وهي مطأطأة رأسها للاسفل ،كي لا يري احد المارة بكائها فهي لم تعد تتحمل المزيد من الشفقة والعطف من قبلهم تجاهها .

ما ان وصلت حتي دلفت للمنزل المفتوح بابه علي مصرعيه لتقول وهي تقف امام الطاولة التي يستند عليها جدها وهو يتناول الطعام غير عابئّ بها او بوجودها :

_ لماذا تعاملني بهذه الطريقه ؟

_ ....

ظل صامتاً يلوك الطعام بين اسنانه الهرمه ،وهو ينظر تجاهها ببردو ،في حين كانت بطنها تصدر اصواتاً من شدة الجوع فقد مر أكثر من ثلاثة ايام ولم يدخل جوفها سوي الهواء لتقول والدموع قد غمرت عينيها كالبئر الذي يمتلئ عن اخره وقت الذروة :

_ انت تعلم جيداً ما يحدث معي ،فلما تفعل هذا يا جدي هل تجازي والدي بهذه الطريقه ،انت تتخلي عني وتتركني أصارع الايام وحدي لماذا ؟

_ يا فتاة أكلما جُعتي جئتي لتقولي هذه الكلمات ،اذهبي لتشحدي من احدٍ ما غيري الجزيرة ملئ بالناس دوني ،او اخرجي للبحر لتأتي ببعض المرجان كي تجدي ما تصرفيه ،ربما وقتها تجدين ملابس غير هذه التي ترتدينها لأكثر من اريع سنوات ،فبهذا الشكل لن يتقدم لخطبتكِ أحد ،بل سيزداد الوضع سوءاً خاصة إذا انتهي عامك الخامس والعشرين وانتي عزباء ،...تعلمين ان الفتيات علي الجزيرة إذا اتمت عامها الخامس والعشرون تصبح نذير شؤوم ويتخلصون منها بالنفي داخل المحيط .

البرزخ { عوالم متوازية } الجزء الاول " مكتمل "Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt