بين الشك واليقين

161 28 17
                                    

أغمضتُ عيني من الخوف الشديد،
ثم أدركتُ أن الأصفاد أنكسرت. لم أستطع أن أرى بوضوح. كان الضوء في الزنزانة خافتاً...
أدركت حينها أنه حملني على كتفه...
وبعد ذلك لم أر شيئاً، وكأنني في غيبوبة أو وكأنني داخل كابوس مرعب،  وبمجرد أن فتحتُ عيني وجدتُ نفسي مستلقية على سرير داخل بيت مصنوع من الخشب...قمتُ من السرير ونظرتُ في جميع أنحاء المنزل.
كل شيء كان قديماً وكأني سافرتُ عبر الزمن  لأكثر من مئة عام...
وجدتُ خشب البيت منحوتاً وكان كالشباك...
نظرتُ خلال الشباك وجدتُ أنني داخل غابة. كانت مهجورة، وكانت كل الأشجار وكأنها قد احترقت،
وكأن كل شيء في الغابة يطلب النجدة.
نظرتُ فرأيتُ شاباً طويل القامة، قوي البنية، ذو شعر فحمي منثور، وبشرة بيضاء، وعينين عسليتين، ولحية متوسطة الطول. كان بيده فأساً كان يقطع به أغصان الأشجار..
نظرت بذهول، من هذا الشخص؟
كيف وجدني؟
ماذا يريد مني؟
عندما كنتُ أفكر في كل ما كان يحدث، دخل الشاب الكوخ، وكنتُ خائفة منه. ثم تراجعت بضع خطوات إلى الوراء، وكان هناك سكين على الطاولة بجوار الفاكهة (السكينة مصنوعة بطريقة غريبة).
أخذتُ السكين ونظرتُ إليه بنظرة تهديد..
فقال: تمهلي.
نظرت بذهول!
كيف يمكنكَ التحدث بلغة البشر؟
فأجاب مبتسماً لأنني هجين.
كانت أمي إنسية وأبي كان من الجن.
أنا ذو دم نقي.
نظرتُ بذهول!
دماء نقية؟
كيف يمكن للجن أن يتزوج من الإنس؟
قال: كما كان جدكِ أنسياً وكانت جدتكِ ملكة الجن.. فتحت عيني على وسعهما. هل كانت جدتي ملكة الجن؟ فأجاب: "نعم". نظرتُ بدهشة شديدة، وكأن كل شيء يبدو وكأنه حلم...
ثم نظر بطرف عينهِ جانباً وقال: "اجلسي، سأخبركِ بكل شيء". ثم بدأ يحكي لي القصة،
كانت كالخيال كما قال...
كانت هناك مملكة إسمها "مملكة مينيلوس"، تقع بين غابتين،
غابة النور. "وتسمى فوريست لايت
وغابة الظلام" وتسمى فوريست دارك.
مملكة مينيلوس كانت تحكمها ملكة الجان "الملكة تاوسرت" وهي جدتكِ
. كانت جدتكِ عادلة وودودة وحكمت الجان.
وكانت العلاقة جميلة بين الجان والسحرة والأقزام. قلتُ بدهشة من السحرة والأقزام!
  قال. الأقزام أشخاص ودودون، حيث كانوا يعيشون في "فوريست لايت" أي غابة النور، حيث يتميزون بمظهرهم القريب من البشر، إلا أن أجزاء أجسادهم ذات أبعاد مختلفة وأصغر حجماً من البشر. كما أنها تتمتع بملامح مثل الأنياب والعيون المرعبة، بالإضافة إلى بروز الفكين السفليين وبروز الجبهة. أما بطونهم فقد تكون من أكثر المخلوقات بدانة وهي أكثر المخلوقات إجتماعية مع بعضها  حيث كانت تعيش معًا،
حيث يصطادون الحيوانات ويطبخون ويخبزون، ويحبون تنظيم الحفلات والولائم. يعيشون في مجمعات تحت الأرض في غابة النور، حيث يمكن الوصول إليهم عبر الصخور الكبيرة الموجودة في الغابة عبر ممرات سرية تحت الأرض، حيث يقومون بتخزين الذهب والكنوز والمجوهرات في منازلهم بداخلها. ولهم القابلية على الخفية ، وقيل إنهم يسافرون بالرياح. كما أنهم مشهورون بكونهم لصوصاً عظماء
إذ كانوا يدخلون بيوت الناس سراً عبر بوابات سحرية، ويسرقون طعامهم، ويتكاثرون ببطء. وتبلغ أعمارهم حوالي مائتين وخمسين عاماً، ويتمتعون بمهارات عالية في صناعة الأسلحة والدروع.
أما سلاحهم الرئيسي فكان فأس المعركة لكن لديهم أيضًا القدرة على إستخدام السيوف والدروع وما إلى ذلك،
كما لديهم القدرة على الحدادة والحرف اليدوية وأشغال المعادن والبناء.
أما لغتهم، فقد أحتفظ الأقزام بلغتهم سراً ولم يعلموها للآخرين إلا عدد قليل ", "لكنهم تعلموا لغة الجان والسحرة، وكذلك لغة البشر.
أما لغتهم فتسمى “الفلوريت” حيث يبنون قاعات هائلة وبيوت تحت الأرض، ولهم مدن كبيرة من الذهب والأحجار الكريمة. أما ملكهم فاسمه "السكندريت" حيث كانوا يعيشون في سلام ومحبة فيما بينهم،
أما السحرة. ..
فكانوا يعيشون في "فوريست دارك" أي الغابة الظلام
. لقد كانوا مخلوقات سحرية ذات مظهر بشري وقوى سحرية.
كما أستخدموا تعويذات وقائية. كما كان لديهم القدرة على تحويل الناس إلى فئران أو خروف أسود كما يمكن لنساء الساحرات أن يتحولنَ إلى شابة جميلة وهي... وفي حالة هرم،
حيث أن لديهم سمة مشتركة وهي أنها تستطيع إخفاء مظهرها. باستخدام السحر...
ولديها القدرة على السفر عبر الزمن،
وكذلك القدرة على الشفاء بسرعة،
ولديهم القدرة على التواصل مع الحيوانات والأرواح، حيث يحققون أهدافهم باستخدام الكلمات والرموز والعناصر الخارقة للطبيعة ...
كانت تقوم بخدمتهم كائنات مستذئبة.
نظرت بذهول وقلت  مستذئبة!
قال... وهي مخلوقات هجينة تشبه الذئاب بجسم الإنسان ولها مخالب وأنياب. يأكلون لحوم الحيوانات، ومنهم من يأكل الإنسان. كما أنها تتغذى على الديدان...
فقلتُ: "تمهل". أليس المستذئب هو المخلوق الذي كان بجانب المرأة ذات الشعر الفضي؟
قال نعم." فقلت: ومن هيَ؟ تلك المرأة، وكيف لها أن تعرف أسمي؟
قال إنها  من الجان وكانت تخدم كبير السحرة "سارجاك".
فقلت: وكيف تعرف أسمي؟
قال إن هناك أسطورة منتشرة في المملكة إسمها "أسطورة مورفينا" تقول إن الملكة المختارة سيكون لها وحمة على شكل فراشة. إنها نقية الدم وتستطيع التحكم بالنار والهواء..نظرتُ بذهول إلى الوحمة التي في يدي وقلت:
ولكن ليس لديَ قوى. خارقة للطبيعة...
قال وأن  كانت لكِ لكنكِ لم تستطيعِ التعرف عليها... نظرتُ بتعجب وقلتُ: أنت ماذا تريد مني؟
وكيف لك أن تعرف مكاني؟
قال: لم أذهب لإنقاذكِ، بل ذهبتُ لإنقاذ صديقي، وحالما وصلتُ إلى الزنزانة لم أجد سوى جناحيهِ ملقاة على الأرض. ثم أدركتُ أنهُ قد قُتل، وحالما وجدتكِ أنقذتكِ... نظرتُ وكادَ رأسي ينفجر من الأفكار التي كانت تأتيني، فقلتُ... ما اللغة التي تحدثت بها المرأة ذات الشعر الفضي؟
قال إنها لغة السحرة التي يستخدمها السحرة للتحدث مع مستذئبيهم وهي تعرف لغة السحرة لأنها تخدم كبير السحرة ...
كل شيء كان مثل الحلم. كيف أصدق كل هذا...
يا إلهي ماذا أفعل؟
فقلتُ له كيف أصدقك؟
فأمسكني من ذراعي وأخذني إلى حوض كان فيه كائن بحري يسبح في الماء... (الحوض كان داخل الكوخ) وقال لي (فكري في شكل جدتكِ وضعي يدكِ داخل الحوض).
كنتُ في حيرة من أمري  لأن شكل المخلوق كان غريباً.
فأدخلتُ يدي داخل الحوض حتى أحسستُ بالكائن يكشر عن أنيابه ويغرسها في عروق يدي.

بوابة مورفينا  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن