" عودة الورديِّ ." - " الفصل الثاني ."

103 9 7
                                    

- بعد برهة من الوقت -

كنتُ أعتذرت إلي أمي ... و أكلت ... و أكملت دراسة ... حتي غفوت و أنا جالسة علي المكتب ... حَلِمتُ أنني أقفز بين السحب ... صوت ضحكاتي يرن في السماء ... أجري هنا و هناك ... و مازلت أضحك ... لاحظت أنني أرتدي فستان !!... فستان طويل يصل إلي ما بعد قدمي ... بدون أكمام ... فستان ذهبي كرمال ... ضيق من منطقة الخصر ... يخلو من أي نقوش ... و من ثم ظهر أمامي ... مستطيل كبير ... مقسم إلي خمس أجزاء ... الجزء الأول بجميع الألوان الزاهية الجذابة ... الجزء الثاني بلون زرقةُ البحر ... الجزء الثالث بلون سواد الليل ... الجزء الرابع منقسم إلي أثنين ... الأنقسام الأول بلون الأحمر الغامق كنار متوهجة ... و الأنقسام الثاني لونه كلوْن الجليد ... الجزء الخامس و الأخير كان أكبر جزء من حيث المساحة ... الجزء الخامس كان لونه ذهبي كفستاني تماماً ... شعرت أنني أنجذب إلي هذا المستطيل ... قدمي هي من تحركني إلي هذا المستطيل كإنه مغناطيس يجذبني ... و من ثم وضعت يدي علي الجزء الرملي ... و فجأة سقطتُ بداخله ... لأستيقط ساقطة من علي مقعد المكتب ... أتنفس بصعوبة ... صدري يعلو و يهبط بسرعة ... أتعرق بشدة ... نظرت إلي ساعة الحائط ... لأكتشف أنني لم أنم غير نصف ساعة ... متبقي علي الأختبار ساعتين ... يجب أن أدرس فيهما جيداً ... جلست مرة أخري علي مكتب ... أرتشفت كوب الماء علي رشفة واحدة ... الحلم يعاد أكثر من مرة في ذهني ... حتي أنني رسمت المستطيل الكبير الذي رأيته لنسميه "الشعار" ... رسمته و أنا شاردة في الحلم ... كان حلم مريب !!... نظرت إلي الرسمة ... أخذتها و علقتها علي أحدي جدران الغرفة الذي كانت مليئة برسوماتي الصاخبة ... نظرت إلي المكتب تذكرت الأختبار ... لأجلس مرة أخري علي مقعد المكتب ... و أكمل دراسة .

- بعد مرور نصف يوم -

كنت أقطع غرفتي ذهاباً و أياباً ... أكرر نفس الجمل لكي أحفظهم جيداً ... أقتحم أخي الغرفة بوقاحة ... أيها الشقي ... نظرت إليه بغضب ... و صحت في وجهه .

" ألا تري إنه يوجد باب للطرق " 

أخفض أخي رأسه ليس أحتراماً لي كوْني أخته الكبيرة ... لا بل لينظر لي ... لأكون صادقة ... أنني قصيرة نوعاً ما ... رأيتُ حاجبه المرفوع لأعلي بوقاحة ... قائلاً بإغاظة .

" أنني لا أري بالفعل الباب عزيزتي ثورة ... هممم أريد هاتفك ."

وغد ... ألم أقل لكم إنه وغد بطريقة مقززة ... أمسكت هاتفي و أعطيته لي أخي الوقح ... أحاول التحكم في أعصابي .. تحدثتُ ليخرج من الغرفة لأكمل دراسة .

"تفضل الهاتف أيها الأحمق ... الآن أخرج من الغرفة ... أخرج يا عاصي ."

قلت هذا و أنا أدفعه خارج الغرفة ... وقف عاصي مثبتاً نفسه في الأرض ... أردف بتذمر علي التعليم كإنه هو الذي أتي من أختبار و يستعد لأختبار آخر .

"من تعلم .. ماذا أخذ من التعليم ؟!... كفي عن المذاكرة ثورة ."

أنني لا أتعجب ... فهذا ليس بشيئاً جديد عليْ ... و لكنني لا أعرف ... ما هذا الأخ الذي يدعي إلي الفساد ؟! ... يالك من عاصي ... أردفت بإبتسامة جانبية علي ثغري .

"و ما شأنك أنت عن مذاكرتي ؟... و يكفي أنني أأخذ معلومات كافية من هذه المذاكرة ... و الآن أخرج ... و أغلق الباب ."

خرج عاصي يتحدث مع نفسه بصوتٍ منخفض ... تنهدت أنا بتعب أجلس علي السرير ... فأنا لم أنم منذ ثلاث أيام إلا خمس ساعات فقط ... الأختبارات متعبة ... نظرت إلي الحائط المعلق عليه رسوماتي لنسميها "أبدعاتي" ... فأنا أحب الرسم و أهواه ... ثبت نظري علي الشعار الذي رأيته في الحلم ... دققت فيه ... لا يجود أي صلة بين هذه الألوان الذي يجمعها الشعار ... و لماذا الجزء الرملي هو أكبر الأجزاء مساحة و ليس أي جزء آخر هو الأكبر ؟... مازلت أتعجب من هذا الحلم ... لم أحكي لأحد عن هذا الحلم ... و لا أود أن أحكيه لأحد ... ليكون سري الخاص الذي لا يعرف عنه أحد ... و فجأة رأيت نفسي أجري في مكان واسع يملئهُ الورود !!... الورود بكل الألوان ... الأحمر ... الأزرق ... الأصفر ... الأخضر ... البرتقالي ... الأبيض ... البنفسجي ... و حتي الزهري ... هممم عندما رأيت هذا المكان الذي فيه جميع ألوان و أشكال الورود أنبهرت ... حتي أنني لم أشعر بفمي الذي ألتصق بالأرض من الدهشة و الأنبهار ... فمازال عقلي لا يصدق إنه يوجد مكان هكذا في الوجود من الأساس ... تجولت في هذا المكان الرائع ... علي ما أعتقد إن هذا المكان " حديقة كبيرة " لا أري لها بداية ... و لا أري لها نهاية ... و قبل أن أكمل تجول و أنا أحدق في المكان بدهشة ... لاحظت أنني أرتدي فستان !!... كان به كل ألوان الزهور ... ضيق من منطقة الخصر ... طويل يصل إلي ما بعد قدمي ... بدون أكمام ... فوق منطقة الخصر ورود بجميع الألوان ... هذا الفستان كان أجمل فستان رأيته بحياتي !!... فستان جميل و أنيق و يليق علي شخصيتي ... إنه هادئ و لكنه صاخب ... أبتسمت أنا إلي هذا الفستان ... رفعت أنظاري من علي الفستان بفرحة لتتجمد ملامحي ... تجمد وجهي من الذي أمامي ...

أنتهي الفصل الثاني أنتظروني .
كان معكم .

- الكاتبة : " ريتاج سامح ."

عودة الورديِّWhere stories live. Discover now