قصة مقتل الامام الحسين (ع)

12 4 1
                                    

تعد قصة مقتل سيدنا الحسين، وقطع رأسه الشريفة مع شباب أهل البيت من أبناء الإمام الحسن والإمام الحسين وأبناء السيدة زينب رضي الله عنهم أجمعين، من أبشع الأحدث والجرائم التي حدثت في التاريخ، ووفقا لما جاء في كتاب الطبري «تاريخ الرسل والملوك»: خاف يزيد بن معاوية بعد موت والده معاوية بن أبي سفيان، من حصول الإمام الحسين، رضي الله عنه على الخلافة، وذلك بعدما نما إلى علمه أنّ أهل الكوفة بعد موت معاوية كتبوا إلى الإمام الحسين، ثم رد عليهم عن طريق رسولهم لمعرفة مدى جديتهم.

اجتمع ما يزيد عن 50 من زعماء أهل الكوفة، وتعاهدوا على بيعة الإمام الحيسين وأن ينصروه ويحموه، ثم اتسعت رقعة التأييد لمبايعة الإمام الحسين، ووصل إلى المكاتبات من أهل العراق أيضًا، وهو الأمر الذي تسبب في خوف يزيد بن معاوية على ملكه المغتصب فعزل والي العراق وولى مكانه عبيد الله بن زياد.

تحذير أهل الصحابة للإمام الحسين
وحذّر أهل الصحابة، الإمام الحسين من خذلان أهل الكوفة وتخلي بعض أهل العراق عن وعدهم له، خوفًا من يزيد بن معاوية، كما حذروا الحسين من الذهاب إلى العراق، ورغم كل التحذيرات انطلق الإمام الحسين ومعه أصحابه ومعه من أهل بيته حتى إذا وصل إلى العراق وقد عرف تخَلّي أهل العراق عنه ولم يجد أحداً منهم.

ولم يمكث الإمام كثيرا، حتى جاءته كتيبة فيها 4 آلاف يتقدمهم عمرو بن سعد أو عمر بن سعد وتم الالتقاء في مكان يطلق عليه «كربلاء» فطلب منهم سيدنا الحسين إحدى ثلاث:

- إما أن يدعوه يرجع من حيث جاء.

- وإما أن يذهب إلى ثغر من الثغور فيقاتل فيه.

- أو يتركوه يذهب إلى يزيد.

وقد قابل طلبات الإمام الحسين، موافقة من عمر بن سعد، الذي أرسل هذه المطالب إلى والي العراق ابن زياد، الذي رد بأنّه لابد من مبايعة الحسين لـ«يزيد بن معاوية»، ورد الإمام على ذلك قائلا: «والله لا أفعل».

تردد عمر بن سعد، وتباطأ كثيرا في القتال، فأرسل ابن زياد شُمّر بن ذي الجَوشن، وقال له إنّ تقدم عمر فقاتل، وإلا فاقتل الحسين، لكن الأمر لم ينتهي إلى ذلك، فمع الإصرار على قتل الحسين،  تحول بعض عناصر الجيش الذين كانوا بصحبة عمر بن سعد، في المقابل خاف عمر بن سعد على منصبه، فحاصر وجيشه الإمام الحسين وأهله والأطفال حصارا شديدا حتى منعوا عنهم الماء لمدة ثلاثة أيام، فعانوا من العطش الشديد.

يوم عاشوراء
وترتبط قصة مقتل سيدنا الحسين بيوم عاشوراء، وهو يوم العاشر من شهر محرم، وفي هذا اليوم استعد الإمام الحسين ومعه 32 فارسا و40 راجلا، في المقابل تهيأ جيش يزيد، بقيادة عمر بن سعد ومعه 4 آلاف مقاتل، ووقع القتال وقاتل أصحاب الإمام الحسين بين يديه حتى استشهدوا جميعًا، وكان أول شهيد من أهل الإمام الحسين هو علي الأكبر بن الحسين، فخرجت السيدة زينب أخت الإمام الحسين تنكب عليه تبكي ثم أدخلها سيدنا الحسين بيده الخيمة.

وشهدت قصة مقتل سيدنا الحسين، مأساة استشهاد شباب أهل البيت فقتل عبدالله بن مسلم بن عقيل، ثم قتل عون ومحمد ابنا عبد الله بن جعفر، ثم قتل عبدالرحمن وجعفر ابنا عقيل بن أبي طالب، ثم قتل القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكذلك قتل عبد الله بن الحسين، وأبو بكر والعباس وعثمان وجعفر ومحمد بن علي ابن أبي طالب إخوة الإمام الحسين غير الأشقاء.

مقتل الإمام الحسين
رغم التفاف عدد من جيش يزيد بن معاوية، حول الإمام الحسين، إلا أنّه ظل يحاربهم ويجول فيهم بالسيف في كل الاتجاهات، وكانوا يهربوا منه، حتى تقدم «زُرعة بن شُرَيْك التميمي» - عليه لعائن الله- فقام بضربة على يده اليسرى وضربة آخر على عاتقه.

لم ينتهى الأمر بتلك الضربات، بل طعنه «سنان بن أنس» - عليه لعائن الله- بالرمح فوقع الإمام الحسين على الأرض شهيدًا، وتقدم شُمر بن ذي الجَوشن، وفصل رأس الإمام الحسين الشريف عن جسده الطاهر. واستشهد الإمام الحسين رضي الله عنه، عن 56 سنة، يوم الجمعة في العاشر من محرم سنة 61 من الهجرة الشريفه

كتاب عن اهل البيت (عليهم السلام) Where stories live. Discover now