دَقَائِقُ مِنَ الحَقِيقَة

95 7 12
                                    

𝑯𝒂𝒗𝒆 𝒇𝒖𝒏 𝒎𝒚 𝒃𝒖𝒕𝒕𝒆𝒓𝒇𝒍𝒊𝒆𝒔❄︎















"أنت أيضاً هاربٌ أليسَ كذلكَ ؟!، بنيّ"

نظرت إليه بدهشةٍ لأقول " كيف . كيفَ عرفتَ ذلك ؟!"

تابع العجوز بابتسامة شبه واضحة " لا أعلم لقد توقعت هذا ، ربما لأني كذلكَ فعلتُ في الماضي ، عندما ضاقت عليّ جدرانُ المدينة ، لجأت لهذا المكان باحثاً عن السكينة "

"لماذا ، ما السبب"

قلتُ قبلَ أن أدرك أني بدوتُ فضولياً بجانبه ، كطفل يريدُ سماعَ قصة ما قبل النومِ لذلك فقط أكملت
" آسف ، لم أقصد التدخلَ في شؤونك ، آسف"

" لا ، لا بأس ، أتريد سماعَ قصتي ؟ ،" أومئت له فقط ، ولا أعلم لماذا أردتُ سماعه حتى ، لكني فقط فعلت ...

"كنتُ أعيشُ في المدينة مع زوجتي ، وكنتُ أملكُ طفلان الأكبر كان في عمر الخامسة ، والأصغر بعمر ثمانية أشهر ، وكنتُ أعملُ أستاذاً كذلك ، أليس هذا مثالياً ؟!، هذا أكثر ممّا كنتُ أتمناهُ، ولقد إعتقدتُ أن حياتِي ستستمِر بسعادة هكذا ، لكن....في أحد الأيام خرجتُ من المنزل لأيصال إبني للمدرسة ثم أمر إلى عملي ، وقبلَ أن أذهب رأيتُ زوجتي تطلُ علينا من الشرفة حاملة طفلي بين ذراعيها وهي تلوح لنا بيدِ طفلي ، وتخبرني أن لا أتأخر ،بعدها أبتعدنا عن المنزل ، وبالفعل إنقضى اليوم وحان موعد عودتي للمنزل وفي طريقي إصطحبت إبني من المدرسة كذلك ، لكن عندما وصلت إلى ذلك التقاطع المؤدي ألى منزلي سمعت أصوات صراخ وتجمهر كبير من الناس ، في تلك اللحظة بتُ أصلي أنّ هذا ليس منزلي ، لكن لا للقدرِ دائماً رأي آخر ، في تلك اللحظة أسرعتُ في خطواتي ....رأيته ، رأيتُ عالميِ تلتهمه النيرانُ أمامي ، عاجزٌ كنتُ لم أستطع إنقاذهما ... ، حينها فقط تداعى عالمي أمام عينيّ الإثنتان ، فقد لحظة واحدة كافية لجعل حياتك رماداً أمامَ عينيك ، وكم أردت أن أصرخ حتى يختفي صوتي ، لكن لم أستطع ، أما إبني فقد أصيب بصدمة جرّاء ماحدث إذ أصبح يصرخ طالبا أمه ، لكنها لم تأتي ، لقد رحلا هي وطفلي الصغير ، بقيت فقط أنا وهو في هذا العالم ، بعدها أوهمت طفلي أنٌ أمه نائمة فقط وستعود له ، وكم كان مؤلما لأجلي في كلّ مرة يستيقظ ليسألني عنها ويقول أنه يسمع صوت شقيقه يبكي ، لكنه لم يكن كذلك ....بعدها فقط حاولت العيش لأجل طفلي وكم أردت أن أكون بجوار زوجتي في كل لحظة ، لكن للقدر رأي آخر بالفعل ، وهكذا ضاقت بي المدينة ، أينما ذهبت كانت الجدران لا تسعني ولا الأرض تكفيني لحملي ، وأخيراً قررت الإبتعاد مع طفلي هنا وحاولت النسيان ، كما تفعل أنت الآن "

حسنا ما قاسيته في حياتي لم يكن شيئا أمامه ، لكنه وضع ثقته بي وأخبرني ألا يجب عليّ كذلك فعل ذلك ، لذلك وثقت به هو أيضاً وبدأت أروي له ما حدث دون إنقاص أي شيء بينما هو الآخر يستمع لي بتمعن وأخيراً سألته إذا ما إذا كان قد جرب الإنتحار ليضع حداً لحياته لكنه فقط وضع يده على كتفي ليقول ثانيةً

𝒑𝒂𝒊𝒏 𝒂𝒏𝒅 𝒇𝒍𝒐𝒘𝒆𝒓𝒔ꨄ︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن