الفصل 11

127 16 188
                                    

صلوا علىٰ الحبيب المصطفىٰ.

.
.

مر حوالي الشهرين تقريبا.

شفي عمار، واستطاع العودة لحياته الوظيفية الساحقة مجددًا، لكنه أصبح أكثر هدوءًا وكثير الخروج مع أولاده، رغم بعض الآلام التي تداهمه من حينٍ لآخر.

تقوت العلاقة بينهم، رواد صار أكثر ودًا مع مجد، وأصبح يعامله كأخٍ أصغر.
وزاد تعلقه برشا، يلاطفها ويدللها كثيرًا، فتحسنت نفسيتها جدًا، وما عادت تصاب بنوبات الهستيريا.

تغير رواد جذريًا مذ ذلك اليوم، هناك شيء به تبدد أو ربما استيقظ، أيقظته واحدة من أقوىٰ صفعات الحياة، الفقد خوف لا زال يلازمه للآن.

صار أكثر سطحية مع الجميع، يرتب أولوياته بعناية، رغم احتفاظه بعشوائية الطفولة في حياته، أسرته ونفسه قبل كل شيء.

توصل لنقطة بداية علاقته بحنان، حيث بدا راضيًا بما كُتب له، صلر يتقبل وجودها، ويتعامل معها بشكل اعتيادي جدًا.

.

كانت تجلس بهدوء، مسندة ظهرها للخلف، تقرأ كتابًا لم تستخدمه مذ ولادة ابنها الأول مجد.

ترافقها ابتسامة رقيقة، ونظرات تفيض حبًا وسعادة، بدأت بطنها بالظهور والبروز للأمام أكثر، إنه أسبوعها الثامن عشر علىٰ الأغلب.

بينما بهيجة تحيك الصوف، حيث مكان جلوسها المعتاد بذات الغرفة، وتنظر إليها من حين لآخر وتبتسم.

دخل الأولاد ووراءهم والده، وهو يحمل كعكة شهية اشتراه لهم الان.

أعطت كل منهم حصته، وبدؤوا بتناولها ويتبادلون أطراف الحديث، بينما حنان تراقبهم بابتسامة.

كانت تتبع نظامًا غذائيًا معينًا، لم تكن تشعر بأي رغبة في تناول السكريات أو غيرها،

كانوا فرحين جدًا، وفخورين، لقد نجح رواد بامتياز، نسبته عالية وقد احتل المرتبة الرابعة علىٰ جميع طلبة الصف السابع في مدرسته.

اشترىٰ له والده جهازًا لوحيًا الكترونيًا، لم يكن من النوع الغالي أو آخر اصدار، كان بسيطًا، ولكنه كان فرحًا به جدًا..

جلس يلعب بجهازه مع أخويه، تحت إشراف عمار فلن يترك له خصوصية فيه حتىٰ يتجاوز هذه السنوات، يضبطته بوقتٍ محدد وبرامج محددة.

خرجت بهيجة كالعادة مع فطينة لزيارة إحداهن، جلست حنان بجانب عمار، كان يعمل علىٰ حاسوبه،

وضعت كتابها جانبًا وكانت تبدو مرتبكةً وشاردة الذهن، التفت إليها ونظر لها باستغراب قائلًا.

«ماذا بك؟ هل أنتِ بخير؟»
« أشعر بالقلق، لسبب ما أشعر بشيء سيء سيحدث.»

عدل جلسته وتأمل وجهها، كانت ملامحها منطفئة، وشاحبة الوجه.
« ما هذا الذي تقولينه؟ هدي من روعك.»
« أشعر بشيء يضيق علىٰ صدري.»

نقطة بداية « مكتملة »Where stories live. Discover now