الفصل 8

90 15 0
                                    




حل المساء و أظلمت السماء..

بعد عودة جوليا للعلية واصلت التأمل من أجل هضم و الاستفادة الكاملة من كل الطاقة المستخرجة من الاعشاب التي أكلتها.

في الطابق السفلي كانت الحفلة قد انتهت بالفعل.

عاد الضيوف إلى منازلهم و غادر جاك و والتر مع جيكوب و رينا و راين بعدما نامت اميلي، و لم يتبقى سوى ايما التي كانت تجلس في الشرفة و بجانبها قنينة كحول تحدق في السماء.

Ima pov

مضيعة..

كانت كلمة كثيرا ما تكررت أمامي و ورائي أيام شبابي.
سخرية من حولي بسبب قواي التي بالكاد تعتبر ذو فائدة، و نبذي من قبل أقراني.

كثيرا ما كنت أسمع والدي يصرخ على أمي كونها جلبت العار لعائلة واترسون بإنجاب أوميغا ضعيفة القوة.

فبالرغم من ولادتي كأوميغا إلا أن قواي كانت ضعيفة و بالكاد استطعت استخدامها بعد سنوات من بلوغي سن الرشد.

والدي الذي خان رفيقته و حطم قلبها مع عشيقته التي أنجبت له شبلا قويا جلب له الفخر أكثر من اوميغا ضعيفة، ترك والدتي التي كانت تدمر نفسها يوما بعد يوم دون تردد حتى ماتت.

كان حبيبي جاك هو النور الوحيد في حياتي الذي أخرجني من مستنقع لوم الذات، لم ينفرني بعدما عرف أني رفيقته بل اختارني كشريكة حياته، و منحني بسمة حياتي طفلي والتر.

عارض الكثيرين رغبته في الزواج بي ونصحوه باختيار شريك أكثر قوة سيجعله أكثر أمانا إذا أصيب يوما ما، لكنه اختارني بحزم.

شعور النبذ الذي تعرضت له طوال الفترة الأولى من حياتي، مهما كان الثمن لن أدع نفسي تتعرض له مجددا..

أو أجعله يتعرض للسخرية بسببي..

بعد افراغ قنينة كاملة من الكحول جررت نفسي للطابق العلوي، رأسي كان يؤلمني بشدة و امشي مترنحة حتى وصلت بالكاد أمام باب الغرفة.

التفتت جانبا لأرى ضوء المصباح لا يزال مشتعلا من خلال شقوق باب العلية.

أحسست بغضب عارم مشوب بحزن يتدفق من أعماقي، لذا لم احس بنفسي متى اندفعت أمام باب العلية و أنا أصفعه بشدة و أصرخ حتى دامت قبضتي.

أرجوك اختفي..اختفي وحسب.. لما..لما يجب علي تحمل كل هذا مجددا..لمااذا..لماذاا؟؟!

بعد الصراخ خارت قواي و ازلقت على الأرض وأنا أجهش في البكاء ورأسي بين يداي..

لم أعرف كم مكثت هناك على الأرض جالسة ومتى عدت للغرفة ونمت، لكن الشيء الوحيد الذي أصبحت مصممة عليه أكثر ألا أدع نفسي أبدا أعود للهاوية ويتم التخلي عني لأي سبب كان..

بدون جاك سأموت وحسب..

..

بعد أيام قليلة من مضي عيد ميلاد اميلي حان اليوم الذي سيكمل فيه والتر 16 سنة.

كان يوم البلوغ يوما مهما جدا توجب على كل القطيع الاهتمام به.

لذا في ليلة بلوغ والتر اجتمع جميع أفراد القطيع في ساحة التجمع أمام منزل الألفا، مراقبين الفتى يجرب ألم التحول لأول مرة، منهم من هو يتحدث مع من بجانبه، و منهم من يشاهد بترقب..

Walter pov

من شدة الألم أصبح بصري مظلما، و لم أحس أقدر على الإحساس بأي شيء حولي سوى ألم عظامي التي تتحطم و تعود لوضعها ثم تتحطم مجددا.

كبحت صرخاتي بشدة وأنا أعض شفتي التي أصبحت دامية من قوة عضي، فأنا أفضل أن تتمزق شفتي على أي أصرخ كضعيف و يتم احراجي..

بعد دقائق أخرى أكملت التحول أخيرا وصراخ ذئبي يعوي بشدة، بعدما امتلأت كلي بالعرق البارد وأنا ألهث بشدة، لكن صوت شريكي الروحي أعادني لصوابي..

"مرحبا شريكي أنا ويسس" تكلم شريكي الذئب في عقلي و أنا أسمع صوته البارد.

"يبدو أني سأعيش مع شريك روحي بارد الطباع ما تبقى من حياتي" فكرت أثناء النهوض و المشي على أربع نحو عائلتي التي كانت تتقدم نحوي بالفعل.

"أنت تعرف أني أستطيع معرفة ما تفكر في بالفعل أليس كذلك" قال ذئبي الذي يبدو أن ما سمعه لم يعجبه، لذا تنحنحت في ذهني كأني لم اسمع تعليقه و تركت والداي يلمسان فروي.

"أنت مثل والدك ذو فرو بني و عيون زرقاء" قالت ايما وهي تمسد فرو والتر بينما تمتمت بصوت لا يسمع أحد "من الجيد أنك لا تشبهني.."

حسنا كإبن البيتا فعليه أن يبدو أكثر هيبة كوالده" قال جاك بصوت متعب وهو يحاول فرض ابتسامة لا تبدو منهكة.

"أخي هل يمكنني الركوب عليك" أردفت اميلي بصوت ناعم وهي تتطلع حقا لمحاول ذلك.

ضحكت وأنا انكز جبهتها بمخلبي " لا اميلي، ضهري مخصص فقط لحمل رفيقتي، لذا دعي فكرة الركوب حتى تجدي رفيقك".

ضحكنا جميعا بعد رؤية اميلي وهي تنفخ خديها في محاولة إظهار عدم رضاها.

..

بعد انتهاء مراسم البلوغ، أتت الساحرة لورا لمباركة البيتا المستقبلي للقطيع بنعمة، فهو شرف لا يستحق أن يتلقاه إلا أقوى أفراد القطيع أو البيتا و الألفا المستقبلي يوم بلوغهما، حيث بعد البلوغ سيبدأ كل منهما باستلام أعمال و واجبات البيتا و الألفا الحاليين و الاستعداد لخلافتهما..




#يتبع













Estimated ?Where stories live. Discover now