١١ | هجوم الثعلب...

32 5 33
                                    

صِدم الثلاثة عندما ظهر أمامهم فهم لم يتوقعوا خيانته في هذا الوقت بالذات!
نفض أكمام بذلته البيضاء و ثبت ربطة عنقه القرمزية ثم وضع يديه في جيوب بنطاله قائلاً بغطرسةٍ: { ما رأيكم أيها المتطفلين؟! سأصبح رئيساً و ملكاً للجزيرة بدون مساعدة من ثعلبكم المزعج! }

أنيتاً هامسة: { هل أصابه الخرف؟ ما الذي يهدي به! يبدو أن آلوين سيضطر لإزالة هذا المختلّ من القائمة! }

رُوجر: { أخرسي الآن و ركزي! أمامنا عشرات المقا‌تلِين لهزيمتهم. }

ألقى كلماته ثم أخرج قنبلةً دخانيّة صغيرة و رماها فانفجرت و تكاثف دخانها الملوّن حول النائب و أتباعه، و من تم تراجع روجر للخلف سريعاً..

أطلق بمسدسه في الهواء فتردّد صدى الطلقة بالأرجاء من شدة قوة صوتها و أشار لهما بلحظِ عينه مردفاً { اتبعانِي! } فركض و عدَا خلفه أنيتا و ستيف إلى وجهة محدّدة، تعاقبت الطلقات من طرف أتباع النائب و لكن تمكن الثلاثة من تفاديها جميعا بسبب عدم إحسانهم التصويب.

و بعد جريٍ سريع تاه على إثره المسلّحون، انزلق رُوجر و من معه من أعلى الجرف، يتشبتون بين الفينة و الأخرى بالصخور من أجل تخفيف ألم الاحتكاك، و بهذا اختبؤوا في الأسفل وسط أغضان الأشجار.
لحق بهم النائب و من معه بعد فترة و توقفوا عند الجرف فأمر أحد رجالهِ باستخدام جهاز رصد الحركة متحدّثا: { لن نعود إلا و معنا أتباع الثعلب! هل من تحركات غير معهودة بالأسفل؟ }

أجابه الرجل: { لا يا سيدي، لا إشارة هنا.. }

انتزع النائب المِرصد من يده و هو يقول: { لا بدّ أنهم في مكان ما بالأسفل! لا يمكن أن يختفوا فجأة دون أثر! }

فور وضعهِ عدسة الجهاز قرب عينه سمع صوتاً من الخلف ينطق بنبرة استفزاز: { ما رأيكَ أن تنزل للتأكد؟ أو دعنا نرسل أحد أعوانكَ أولاً... }

التفت النائب مندهشاً: { الثـ.. الثعلب! كـ.. كيف وصلتَ إلى هنا؟ }

آلوِين فاركاً أذنه بخنصرهِ: { من الرائع أن رُوجر أحسنَ الإطلاق بالمسدس،لولا إنذارهُ كنتُ سأتأخر في الوصول إليكَ و أنتَ تنتظرني مع ثلّتكَ! }

أخذ آلوِين حصيةً من الأرض و ألقى بها على رأس رجلٍ مسلّح فسقط من الحافة، أمر النائب الجميع بإطلاق النار صوبه لكن توقفت كل الرصاصات عند وصولها أمام الثعلب و أُلقيت على الأرض دون أن تنفجر، اتسعت عيونهم لما رأوهُ! هل هو بشر أم شبح؟ كيف تمكن من إيقاف الرصاص دون لمسهِ حتى!

ضحكَ الثعلب ساخراً فأمر النائب رجاله بالإطلاق مجدداً دون أن يصدّق ما حدث قبل لحظات، نفّذَ أتباعه الأمر فتكرّر نفس الفعل و تصادمت طلقاتهم مع سابقاتها أرضاً...

تصنّم الواقفون و سيدهم أشدّ صدمةً منهم، فلم يتحركوا و ساد الصمت بينهم. ابتسم آلوين ابتسامة شريرةً و تغير لون عدستي عينيه ليصبح رماديّاً و أشار بيده نحو النائب دون غيره ثم قبضها، فارتمى جسدهُ من الجرف متراطماً مع الصخور إلى أن بلغَ الأرض و تشقق جلده ليتدفق منه الدماء.

Like Scepter { كالصولجان }Where stories live. Discover now