1_ شرٌ لا بُدَّ منه

72.6K 3.1K 1.1K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الأول_الجزء الثاني"
  
                       "يــا صـبـر أيـوب"
           _____________________

إلهي رجعتُ…
وإليكَ عودتُ ومن نفسي توبتُ..
أسعمني فأنا هنا في المنتصف عالقًا..
ضِعتُ مني وفي الذنوب وجدتني غارقًا
لكن أحاول بكل مافي أن أخالف الهوىٰ
أحاول بقلبٍ ضعيفٍ وقع وأهتوىٰ
فاللهم إني أرجوك أن ترحمني من نفسي
وضعفي والهوىٰ وكل ما سوىٰ.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

اليوم أنا هُنا معكِ…
لكن دعيني أعود للماضي حيث المدينة البعيدة…
تحديدًا تلك المدينة التي كنتُ فيها غريبًا،
أقف بداخلها بين الحشود وحيدًا..
ثم شاء القدر وأراد المولىٰ أن تجمع الطُرقات بيننا،
والغاية في ذلك أن أجد في الغُربة ونيسًا،
حينها كنتُ أنا وسط الجميع كنجمٍ شاردٍ في سماءٍ معتمة، ويبدو أن بقية النجوم ظهرت على هيئتكِ أنتِ..
ومن وسط الجميع رأيتكِ أنتِ، ومنذ هذا الحين أصابني العمىٰ عن الجميع ولم أعد أرى غيركِ أنتِ..
فسبحان الخالق حينما أشاء، جمع بيننا في لقاء
وكان اللقاء على هيئة حياةٍ أعطيتيها لي أنتِ..


    <"إذا وثق الجميع بِكَ، الأفضل أن تخون ثقتهم">


رفع "بيشوي" أحد حاجبيه يسأل "جابر" بحديثٍ وارىٰ خلفه الكثير مشيرًا بذلك إلى ما مر سابقًا:

_يعني عرفت إن الإنتظار مُتعب؟ ساعة واحدة مخلياك مش على بعضك ؟ أومال أنا بقى أعمل إيه؟ دا أنتَ طفحتني الكوتة وراك وأنا مستني، المهم خير؟ عاوز إيه يا حمايا؟.

زفر "جابر" بقوةٍ بعدما فهم تلميحه المُبطن ثم قرر أن يتحدث مباشرةً وحينها هتف بنبرةٍ هادئة بعض الشيء:

_أنا مضطر أكلمك علشان محتاجلك، ومش أنا بس دا فيه غيري كتير محتاجينك، خلاصة القول "تَـيام" مش ابن "صبري" و "نجلاء" دا عيل كان هيموت على يد واحد ابن حرام كان ساكن هنا وللأسف كان صاحبي، ساعتها أنا حليت الموقف و"صبري" كان صاحبي وعنده أزمة، المهم بقى إن أهل "تَـيام" ظهروا، عاوزك معايا علشان نقدر نعرفه اللي حصل وإن كل حياته هتتغير في يوم وليلة.

فتح "بيشوي" عينيه على وسعيهما مصدومًا مما وصل إليه وبدا كأنه في أحد برامج الكاميرات الخفية وهذا المقلب الخفي من تنفيذ حماه، أو ربما يكون إختبارًا صعبًا تم وضعه به؟ ما هذه التفاهات؟ ألم يكن لديهم اخبتارًا أكثر صعوبة من هذا؟ ظلت رأسه تَعُج بأفكارٍ عِدة هزلية أو ربما تقترب من المزاح، بينما "جـابر" لاحظ صمته والتهكم المرسوم على ملامحهِ وفهم أنه لم يتصور حجم الكارثة فهتف بتوترٍ:

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن