ثمّ عاد كلّ شيء

7 1 1
                                    


لقد كُنت وحيدةً طيلَة حَياتي، لَم أحظَ بشخصٍ يُشاركُني مَسار أيّامي، أيامٌ تمُر، وقتٌ يمضي، وهكذا كُنت؛ دائمًا وحدي، هشّة، حساسة جدًا، في حاجةٍ للإحتَواء،، إلىٰ أَن'التَقيتُك'؛ تبدلّت نظراتي تجاه العالم، تقبلتَني وأعجبَك هدوئي، وحدَك أنتَ من أحببتَ لون عيناي الباهِت، أنتَ الذي عامَلتَني بشَكلٍ استثنائِي مُمَيّز، أنتَ من رأيتُ في وجهكَ الرّاحة، أحببتُ الوقتَ الذي أقضيه رُفقتَك، تلكَ الطفلَةُ التي كانتْ حبيسةَ الذكرياتِ تحرَرت؛ بفضلكَ تحرّرت، تحرّرت من قيُودٍ أبىٰ الزمان والمكان والعالم بأسرهِ أن تُحلّ، تحرّرت من شخصيّةٍ لم تَكُن سِوىٰ تجسيدٍ لصفعاتٍ تليها خيباتُ أمل، تحرّرت رُوحي وأنا معَك، أحببتُ نفسي وأنا مُرافقتُك، رأيتُ فيكَ ما لَم أرَهُ في وجوهِ البشر، الأقرباء منهم والغرَباء، كُنت الصديقَ والرفيقْ ومُرشدي طول الطّريق، أحببتُك فأُغرمتُ بتفاصيلِك، أردتُ فقط أن يكونَ لدي ملجَأ فَأصبحتَ أنتَ ملجَئي، أردتُ فقط أن أُحِبّ وَأُحَبّ فأَصبحتَ مُحبّي و مَحبُوبي، إِلىٰ أن حدثَ ما لَم أُردهُ ولَم يَكُن في الحُسبان، استيقَظتُ من كابوسٍ كُنتَ أنتَ ضحيّتَه، نهضتُ فَركضتُ فتَعثّرتُ ثمّ تماسَكت، التقطتُ هاتِفي بِيدٍ مُهتزة مّترددة وخائِفة، لَم تمضي دقائِق حتىٰ سقَط الهاتِفُ من يَدي إِثرَ خبَر نَزل علَيّ كالصاعِقة، لقد تُوفّيَ الحبيب، لقد غادرتَ وغادَرت روحِي مَعك، نعم فالأرواحُ لا تفتَرق، عِشتُ شُهورًا داخِل المشفىٰ، لَم أُقدّم التعازي حتىٰ، ولكن إعذرني؛ فبعد هذا الخبَر زال تمَسّكي بالحياة، غرقتُ في غيبوبَةٍ دامت لِشُهور وحتىٰ حين نهضتُ أصابني الجنون فتعالجتُ لكن أبَيت، أبيتُ أن أتقبلَ الواقِع المَرير، ماتَ قلبي فقد كُنتَ نبضَه، ماتت رُوحي حين صعدَت رُوحك، وَضعتُ وَردةً بيضاء على قبرِك وأُخرىٰ حمراءُ بجوارِها وعُدت للمنزل ثم عاد كُلّ شيءٍ كما كان قبل لُقياك، لقد كُنتَ حُبًّا نقيًّا أُضيفَ لِحياتي وَرحل، أحببتُ لُقاك؛ فَوَاللّهِ لَن أَنساك.

لـ حبيبة النقيب "عُمق"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 19 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

'بقلم العُمق'Where stories live. Discover now