الفَصلُ الثّانِي : الخِيَانَة.

27 2 0
                                    

Love and Comment.
.

.

كَانَت أورَاقُ اللّعِب رفِيقَنَا علَى السفِينَة؛ القِمَار و الخمُور، قَد جعَلنَا المكَانَ كَازِينُو مُصغّرًا أوقَاتَ الرّاحَة. كَانَت أثنَاء اللّعِب حِينَ تعَرّفنَا علَى بَعضِنَا؛ كَانَ الطّاقمُ مُكوّنًا مِن فِئَاتٍ متَبَاينَة، إذْ هنَاكَ جُوشوَا المُولعُ بالغَوصِ، كَانَ بحّارًا مُنذُ سنِين و سَام المُتخَرّج منَ الجَامعَة مؤَخرًا و لَم يجِد عمَلًا يُؤمنُ معَاشَه بعدَ أن طُرِد مِن بَيتِ أهلِهِ فَاضطُر ليَأخذُ أوّل فُرصَة أمَامَه لكَسبِ المَال.. صَيدُ الحبّار.
آخرُ درَسَ ليكُونَ طيّارًا و بَعضٌ لَم يَملِكُوا شَيئًا لفِعلِه.. لكِنّ الأغلَبيّة هنَا مِن أجلِ ردّ الديُون.

الشّهرُ الأوّل سيَمُرّ قرِيبًا، و اللّيلَة هيَ بدَايَة السّنَة الشّمسيّة الجدِيدَة؛ الجَمِيعُ كَانَ متَحمسًا، ينَظفُون و يَطبُخُون، يُغنُون.. و لأكُونَ صرِيحًا، كَان غنَاؤُهُم بشِعًا.

قَد حصَلنَا علَى فُرصَة لاِستِخدَام هَاتفِ السّفِينَة للاِتصَال بعَائلَاتنَا.. كُنتُ سعِيدًا لسمَاعِ صرَاخِ رَاشِيل علَيّ، اشتَقتُ لصَوتِ غنَاء أولِيفيَا فقَامَت بالغنَاءِ لِي ذلكَ اليَوم.. لكِن معظَمُ مَن كَان معَنَا لَم يَمتَلك فُرصَة أخرَى لسمَاعِ مَن يحِبُونَ.

لَيلَتهَا كُنتُ مُرهَقًا و مصَابًا بالصُدَاعِ فتَجنّبتُ الخَمرَ. عِوضَ ذلِكَ خطَوتُ للغُرفِ أسفَلًا حَيثُ الأسِرّة، كُنتُ سأنَامُ لكِنّ فضُولِي دفَعنِي لأتفَحّص الدّفتَر المَرمِي علَى أفرِشَة سرِيرِ كرِيستُوفَر بَانغ. أتَذكُر مَن أتَى بصَنادِيقِ السّجَائِر ليَبيعَهَا للبحَارَة بثَمنٍ أرخَصَ مِن محَلّ السّفِينَة؟ نَفسهُ كرِيستُوفَر.

كَانَت هنَاكَ عدّة أرقَامٍ عَشوَائيّة علَى الدّفتَر و لَم أفهَم مَعنَاهَا؛ " كرِيس، مَا هذِه؟" قَد سألتُه حَالمَا رأيتُه يخرُج منَ الحَمّام.

" أوه، تِلكَ إحدَاثيَاتُ الأمَاكِن التِي عبَرنَا مِنهَا و مكَاننَا الآن. " أجَابَ و أنامِل بنَانهِ الطوِيلَة أمسَكَت بالطّرفِ الآخرِ منَ الدّفتَر لتَسلِبهُ من يدَيّ.

" لكِنّ السفِينَة بالفِعلِ تَحفَظ كلّ ذلكَ!" شَاهدتُه و هوَ يُرخِي جسَدهُ علَى السّرِيرِ و بَينَ شفَتَيهِ لفَافَة تِبغٍ أشعَلهَا.

" أفعَل ذلِكَ لتَمضِيَة الوَقتِ فقَط، آلِيكس. " نظَر لِي معَ بَسمَة هَادِئَة حِينَ صحّحتُ لهُ اسمِي، هوَ لَم يَعتَذِر و لَم يُضِف حَرفًا بعدَ ذلكَ لذَا أخَذتُ مكَانِي و استَلقَيتُ و حَسبُ.

لطَالمَا بدَا كرِيستُوفَر غَامضًا و مثِيرًا للاِهتمَام، ذكِيّا و قوِيًا. دَائمًا مَا يكُونُ ضحِيّة أفكَارِه اللّا متَناهيَة، و لَن أنفِي طِيبَتهُ. إذْ كلّ مرَة غلَبنِي التّعبُ أجِدهُ يزِيدُ بقِيّة أعمَالِي لخَاصّتهِ دُونَ أن أطلُبَ، لَم يَترَدّد قَطّ فِي مسَاعدَة غَيرِه مَا جعَلهُ مَحبُوبًا بَينَ الطّاقمِ مِن غَيرِ فِكرَة أنّه يرَى أنّه أحسَنُ منَ الجَمِيعِ.. لَا ألُومهُ صَرَاحَة..

دوَار البَحر |✓| فِيلكِس و تشَان.Where stories live. Discover now