"الفصل الرابع "

29.3K 536 23
                                    

عضت كفه التي على ثغرها بشراسه أبعد كفه متالماً ولكنه لم يبعد كفه الاخر عن خصرها:لسان طويل وعنيده و شرســـه وش بعد
هتفت غزل بحده:مالك دخل
هتف أسامة وهو يُراقص حاجبه :والله مالي دخل إلا لي دخل بكل صغيره وكبيرة بحياتك
نفخت وجنتيها وهتفت :ومين قال امس أنا مافيني أعتبرك أكثر من بنت عم وأخت لي ها وش هذا التناقض اللي فيك لو إنك فعلاً تعتبرني مثل أختك ماتمد يدك علي ولا تحاول تلمسني وأنا ما أبيك
أبتسم أسامة بخفوت :والله وحافظه كلامي بعد بعدين متى لمستكِ يالكذوووبه
فتحت ثغرها من إنكاره: واللي صار بالمزرعه وشو فعلاً شين وقوي عين
هتف أسامة ببراءه مصطنعه :وش صار بالمزرعه ذكريني صدق ما أذكر وش صار
شتت غزل أنظارها عنه:ءءماصار شيء حتى أنا ما أذكر
هتف أسامة بخبث بعد أن لاحظ تورد وجنتيها :تذكرت وش صار تبين أذكركِ
شدها إليه اكثر من قبل ونبضات قلبها يكاد يسمعها من سرعتها وأنفاسها تضرب في صدره وضع أصبعه تحت ذقنها ورفع وجهها وقام بتقبّيل ذقنها قبّله صغيره وبهمس:هذا اللي صار بالمزرعه بس بمكان مختلف تدرين وش تعبت من حياة العزوبية
أحمر وجهها خجلاً عندما فهمت مقصده:وش اسوي لك طلقني وتزوج
رفع حاجبه الأيمن:والله هذا رأيك أطلقكِ وأتزوج هديل
غزل ومازالت عيناها في عيناه تحدق به بعمق:ايوه طلقني والحين وش بتخسر
هتف أسامة بِمكر:موافق أطلقكِ اليوم بس بشرط
قطبت غزل حاجبيها بإستغراب :شرطك
ركز نظره في عمق عيناها وملامحها ومن ثم هتف بكلمات متقطعه :شرطي.....أبيك...اليوم....تخطبي ...لي...حب...طفولتي ...هديل
توسعت أحداقها مع كل كلمه ينطقها لوهله عقلها هيأ لها كلامه أنه يُريدها وعندما أنتهى من حديثه لم تستطيع السيطره على ملامحها المنفعله من طلبه طلبه مزق مشاعرها وكيانها تشعر وكأنها جسد خاوي من الروح كيف يعقل له أن يطلب منها هذا الطلب رفعت رأسها لعل دموعها تتوقف ركزت نظرها إليه كان الصمت يغلفه وهو يرمقها بنظرات غامضه بلعت ريقها ومن ثم همست له:تخسى
لاحظ دموعها المعلقه في طرف أهدابها قرب وجهه وقام بتقبّيل عيناها:أجل أحلمي أطلقكِ وقت تخطبي لي هديل بنفسكِ وبنفس اليوم اللي تصير هديل على ذمتي ورقتكِ توصلكِ وشرطي مب صعب
شعور غريب أجتاحها عندما قام بتقبّيل عيناها لا تعلم ماهذا الشعور ولكنه جزء منها شعر بالاشمئزاز من قُربه وضعت كفيها على صدره و بغيض من قربه لها :ياخي وش تبي فيني ماتفهم أنت قربك عذاب بنسبه لي وتحلم إني أخطب لك الزفت هديل أنت وياه بأخر رف عندي او بالأحرى مو من ضمن رفوفي ما تهموني وطلاق بحصل عليه غصب عن خشمك فاهم
أسامة تجاهل كلامها بأكمله وجملتها الاولى تتردد في ذهنه رمقها بنظرات خبيثه :قُربي عذاب ها
قطبت حاجبيها من نظراته الغريبه وحاولت دفعه عنها وهو بحركة سريع سحب كفه من خصرها وسقطت أرضاً تألمت بشده وزاد ألمها ضحكته المستفزة وبعدها هتف بعصبية :ذوقي شوي من عذابي يا بنت العم معاكِ عشر دقايق وتكوني جاهزه بوديكِ بيت عمي سلمـان
رفعت رأسها والدموع متحجره بعيناها:ماراح اروح معاك انا مو بحاجتك اطلع من غرفتي نذل وطول عمرك بتبقى نذل ..متخلف ..مجنون.. وقح
نزل إلى مستواها وأمسك بكفها التي رفعتها وبعصبية مكبوته:بايعه سلامتك يابنت العم
تألمت من قبضته الشديده على كفها حاولت نزع كفها ولكنه زاد من قبضته وبدون وعي منها بصقت في وجـهه أغمض عيناه بشده وحاول كبح عصبيته قدر المستطاع وأكتفى بصفعها بقوه تركها و
توجه نحو الخارج وبتهديد:مو أنا اللي يسكت لك ياغزل صدقيني بردها لك بس أصبري علي
أجهشت بالبكاء بشده كفها تؤلمها وخدها لم تعد تشعر به وجزء من ثغرها رفعت كفها ومسحت الدم بخفه ومن ثم نهضت من مكانها وأغلقت الباب توجهت إلى سريرها والتقطت هاتفها ليرد عليها صاحب الصوت الحنون عليها فقط: الو ..غازي اخوي تكفى تعال خُذني ...لا ماصار شيء بس أبيك تجي تأخذني...تكفى لا تتأخر علي ....أغلقت هاتفها وغيرتها ملابسها وارتدت عبائتها رفعت ساعتها لم يتبقى إلا دقيقه من العشر الدقائق وبخاطرها ...يارب سترك أنا وش عملت ليه دقيت على غازي يارب تعدي على خير يارب
شد على مقود السياره بغضب عندما مرت خمسة عشر دقيقه وهي لم تأتي:وقت عنادها اخخخخ ياغزل عنادك بيجيب نهايتك ونهايتي
نزل من سيارته عندما رأى سياره غازي تقترب من منزله وبخاطره ..وش جابه هذا بعد يارب صبرك شكل البزر اتصلت بأخوها
هتف غازي بعصبية :وش مهبب فيه يامحترم وش سويت بأختي
أسامة ببرودة أعصاب :الناس تسلم أول مو تهجم ياولد العم
هتف غازي بحده:أسامة مو فاضي لسخافتك وربي لو علمت أنك مؤذي غزل ذبحـك على يدي فاهم
أنفجر من العصبية حاول كبح عصبيته قدر المستطاع ولكن كلام غازي أستفزه:تخسى والله غازي لا تنسه غزل زوجتي وأسوي فيها اللي أبي مالك دخل
أقترب منه وشده من قميصه وبحده :أسامة أختي خط أحمـــرر
قطع مشاجرتهم كفيها النحيلتين التي تحاول نزعهم من بعضهما البعض وبصوت باكي:غازي أخوي طلبتك لا تسوي شيء غلط
أسامة عدل قميصه ووجه كلامه لغزل:عاجبك الوضع يامدام غزل أنتي ماتفهمين كل ماصار شيء دقيتي على الزفت غازي أخوك هذا أمسحيه من قاموسك دامك على ذمتي
قبض كفيه بشده وبرزت عروقه من عصبيته دفع أخته الواقفه أمامهما بخفه وهجم عليه بشراسه:ماتفهم أنت ماتفهم أختي خط أحمر كلامك ما يتوجه لها يالخسيس
وكأنه كان ينتظر هذي الفرصة منذ زمن بعيد هجم عليه هو الأخر دون مُراعاه لتلك التي تبكي من منظرهما:أســـامة تكفى أتركه.... غازي عشاني وقفوا
لم يسمع أحد منهما إليها وكأن كلاً منهما ينتظر هذا الفرصة
غازي:اليــوم بكفــر عن غلـطي ١٢سنــه وأنا أتعذب بسبب تأنيب ضميري والسبب أنت يالخسيس أنـــت ومتعب خويك
أسامة ببنية جسده أستطاع طرح غازي أرضاً وقام بركله بقوه: كان لك النصيب الأكبر من الغلط لا تحط كل الغلط علي وعلى متعب أنت الوحيد المُذنب
كانت تسمع كلامهما الغامض بنسبه لها لم تفهم عن ماذا يتحدثون وعن أي غلط وقفت أمام أسامة الذي لم يتوقف عن ضرب غازي المستسلم بين يديه وكأنه راضي بما يفعله به أسامة:أسامـه تكفى وقف لا تضربه لا تزيد جروحي بضربك لغازي تكفـــى
أدخل كفيه إلى شعره وضغط على رأسه بقوه عاد إليه وجع رأسه وبحدة:غزل أنقلعي من خلقتي قبل ما أسوي فيك مثله
نهض غازي من الأرض وأمسك بِمعصم غزل :يلا خلينا نمشي البيت هذا مالك قعده فيه
تحركت معه بخطوات سريعه وركبت السياره ولكن قبل أن تتحرك السياره ركزت نظرها في أسامة الذي على وضعه ويضغط على رأسه والدم الذي يسيل من أنفه وثغره وبخوف:غازي شـ...ــوف أسامــ...ـــة فيه شيء
عقد جبينه بشده:مافيه إلا العافيه والحين أنطقي وش عمل فيك الخسيس
غزل وعيناها التي لم تفارق أسامة الذي دخل إلى منزلهما : قلت لك ما عمل شيء
غازي ضرب مقود السياره بكفه وبحده :وش تفسرين أتصالك وكلامه لك غزل لا تحاولي تكذبي علي أنا غازي اللي فاهمك أكثر من نفسي أسامة ضربك أنطقي رفع يده عليك وربي لو رفع يده عليك يـ هو يـ أنا جنازه اليوم
غزل بخوف من عصبيته:أسامـة ما يسويها عمره مارفع يده علي
غازي بشك:تكذبين علي ياغزل أفسخي نقابك أشوف
غزل :غازي طلبتك ترحمني من أسئلتك صدقني لو عمل أسامة شيء غلط أنت أول شخص يعرف
غازي بهدوء متقن:غزل ما أبي أخرب علاقتك بأسامة وأنا عارف إيش يعني لك أسامة بس أنا ملاحظ علاقتكم مو مثل أي زوجين فهمتي قصدي
غزل من بين بكائها تحدث بأحرف متقطعه: غـــ...ــازي أنــ...ـــا ما أبيــ...ـــه......
غازي بنظرات أستفهام:ما تبين أسامة ليـه يا غزل وافقتي على الزواج من البدايـه
غزل بهمس ممزوج ببكائها :تسألني ليـه وافقت ..وين كنت ...يوم أبوي وجدي جبروني أتزوجه... وين كنت ياغازي...ليـه محد وقف معاي بهذاك اليوم ...تخيل خططوا لكل شيء..وأنا مثل الجدار ..أكره أبوي أكره جدي أكرهممممم كلهم
زفر أنفاسه وهتف:محد علمني أنصدمت وقت وصل لي الخبر وماجيت عشان ماكنت أبيك لاسامة وأنا عارف إنك تبينه من طفولتك
هتفت غزل بمشاعر مُشتته :قلتها بطفولتي اما الحين ما أبيـه ما أبيـه زواجنا مرفوض من الطرفين
هتف غازي بتسائل:وش تغير يا غزل ليه تغيرت مشاعركِ تجاه أسامة كنت أشوف لهفتكِ لشوفته حبكِ الطاهر وين راح صح إني أكره أسامة بس عشانكِ كتمت كل شيء
هتف غزل بنبرة أدمت قلب غازي:هو السبب هو اللي ماشاف حبي ومشاعري له هو اللي قتل حبي الطاهر بيوم تخرجي من الثانوية من ذاك اليوم ماتت غزل ومات حُبها الطاهر
أبتسم غازي بِسُخرية:غزل ما ماتت وحبها لأسامة ما مات لو فعلاً ما تحبيه كان أشتكيتي عن معاملة لك كان ما تسترتي على فعايله فيك
وضعت كفيها على مسامعها لا تُريد مواجهت الحقيقه :ما أبيه ما أبيه
غازي شغل السياره وبهدوء:نتفاهم لما نوصل البيت
رأت أن السياره أبتعدت عن منزلهما ولكن قلبها ليس مطمئن تشعر بشيء يمزقها من الداخل وبصوت راجياً:غازي تكفى وقف السياره
تكاد تُفقده عقله :ليــه
هتفت غزل وهي تشد على عبائتها :برجع البيت تكفى وقف السياره
كتم عصبيته من أخته متقلبة المزاج هي من طلبت منه أخُذها والآن ماذا حل بها تُريد العودة أوقف سيارته لتنزل بخطوات سريعه أغمض عيناه وبهمس :وتقول ما تبيه اااااه ياغزل وش نهايتها معاك ومع أسامة ليه المكابرة ليه الكذب وعقلك وقلبك مع أسامة
دخلت المنزل وأنذعرت من هيئته وكيف يكسر كل ماهو أمامه خافت ولكنها جمعت قوّاها وتقدمت إليه وقامت برمي جسدها بين أحضانه وتشبثت به:أسامة تكفى أهدأ
ألم رأسه يزداد بقوّه حاول إبعادها عنه ولكنها لم تترك له المجال همس لها بضعف: غـزل أتركيني ما أضمن سلامتك علاجي مو موجود
نزعت جسدها من حضنه و جعلته يجلس وهو مازال يمسك برأسه :وين العلاج
دفن رأسه بين ركبتيه لا يُريد أن يضعف أمامها ولا يُريد أحد أن يعرف ما به وبهمس:ممكن تتركيني
لم تسمع له جلست بجانبه ووضعت رأسه بين أحضانها وبدأت بقراءة ما تحفظه من القرآن وبعد مدة رأت ملامحه التي بدأت بالارتخاء وكأنه غاص في سبات عميق نزعت طرحتها وقامت بمسح الدم من أنفه وثغره بخفه
لم يخف ألمه ولكنه شعر براحة عندما قرأت عليه كان صوتها بمثابة سَكينه شعر بها عندما مسحت ثغره وأنفه لا يعلم كم أستغرق وقت وهو على وضعه بين أحضانها كل ما يعلمه أنه كان بحاجة أحد ما
كانت تتأمل ملامحه بشرته البرونزية حواجبه العريضة ذات اللون الأسود الغامق أنفه الارستقراطي الطويل عوارضه وكيف محدده بدقه دققت بكل تفاصيل وجهه تمردت إبتسامتها رغماً عنها تعلم أن شيئاً ما بداخلها مازال يحبه كيف لا تحبه وهو حبيب طفولتها وشيئاً ما بداخلها يكرهه كيف لا تكرهه وهي الوحيدة التي شهدت موقفه مع صديقتها هديل وهي التي شهدت حبه لها وكل أعترافاته لها بذاك اليوم تمنت أنها لم تسمعه ولم تراهم لعل حُبها الطاهر لم يتحول إلى كره تشعر بتناقض كبيره جزء يحبه وجزء يكرههُ تعلم أن قلبه مع غيرها قطع تأملها صوت:ليـه تبكين
رفعت كفها إلى وجنتها ومسحت دموعها لم تشعر بدموعها عندما نزلت هتفت بكذب :وشو أبكي لا مابكيت قاعد تتخيل
هتف أسامة بهدوء:والدمعة اللي أستقرت بجبيني وش
غزل بنفس الهدوء:عسى طاب وجع رأسك
أبتسم أسامة :إن شاءالله طاب من صوتك اول مره اسمع صوتك بالتلاوة دواء
شتتت غزل نظرها عنه:عادي أسالك
أطلق تنهيده عميقة وهتف:عارف ايش سؤالـك بس ماعندي جواب
ميلت شفتيها بزعل:حلو ماعندي جواب وين أصرفها هذي اذا انت ماعندك جواب مع مين الجواب
أسامة بأبتسامه ساحره :أصرفيها بالبنك وراح يعطوك الجواب
دفعت رأسه من حضنها :الشرهه مو عليك علي أنا
أطلق ضحكته العاليه ومن ثم اعتدل بجلسته ورفع كفه إلى وجنتها:وش هذا اللي بخدك
هتفت غزل بسخرية:هذا ياطويل العمر وحش مر من جنبي وقرصني بخدي قال خدودي حلوه
هتف أسامة بِمُسايرة:جد وحش وينه بعطيه نصيحه أخويه
رفعت غزل حاجبها:والله وش النصيحه
قرب وجهه وهمس في إذنها وهو يستنشق رائحة شعرها :اممم ماراح اقول لكِ بقول له شخصياً والحين جاوبي على سؤالي ...ليـه رجعتي مارحتي مع غازي وش سبب رجوعكِ لي ...وش سبب تصرفكِ ريحي قلبي أنتي مو تبين الطلاق ليه ماخذيتها فرصه ورحتي مع غازي
شعرت بحراره تسري بجسدها قُربه همسه جعل مشاعرها تهتز نهضت من مكانها وكأن شيئاً ما لدغها لا تملك الإجابة الكافية هتفت بتوتر :تبي شاي ولا قهوة
أبتسم على حركتها وخجلها وبهدوء : سلامتك ما أبي شيء والحين البسي بأخذك لبيت عمي سلــمان وبروح دوامي
هتفت غزل بإعتراض:لا ماعاد ابي اروح وانت لا تداوم وانت تعبان
أسامة :مافيني إلا العافيه يلا
غزل بهدوء:تمام
خرج هو الاول وقام بتشغيل سيارته وتفكيره منحصر بوضعه يشعر بتناقض كبير همّس بصوت منخفض بعد ما أعتراه الندم.... ذنب الماضي بيلاحقنا وين مارحنا آآآه ١٢سـنه والندم مرافقنا ليت الزمن يعود ونكفر عن غلطنا ...أغلاطي كل يوم تكثر وأكبرها قُربي من غزل أنا ما أبيها أيـه ما أبيها.. بس وش فيني كل ماشفتها ما أقدر أسيطر على نفسي...
دخلت السياره رأته غارقاً بين أفكاره ولم ينتبه لقدومها عبست ملامحها لهمسه لم تستطيع فهم ما ينطق به رفعت كفه وحركتها بخفه أمام ناظريه:اشوف الاخ غارق بأفكاره وش تفكر فيه
رمقها بنظرات غامضه لم تستطيع فهمها ولم يتفوه بكلمة واحده

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي Where stories live. Discover now