" الوداع "

10 3 0
                                    

"ثمة لحظة في حياة البشر
تعادل عمرا كاملا عاشه "

____________________

" استيقظت مجددا
كل ما رأيته حولي هو اللون الابيض
قمت من علي السرير مغيبة الوعي
عيناي فارغتان
و شفتاي ترتجفان رغم دفئ الجو
بقيت اسير وانا لا اعلم ما الذي أفعله.؟
أشعر فقط أنني لم اعد احتمل
لم اعد استطيع الحياة
كل شيئ حولي أصبح مظلما
الابواب كلها مغلقة...
أمسكت مقبض الباب وفتحته ببطء
خرجت منه بخطوات رتيبة
اترنح في مشيتي من التشتت
.....يمين....يسار....
..يسار.......يمين..
اغمضت عيني بتعب استند على الحائط
سرت مجددا مغيبة عن الواقع
بقيت اصعد على السلالم ببطئ
خطوة..
خطوة..

اخيرا وصلت..!

نظرت حولي بهدوء
'انه السطح'
بقيت اسير مقاربة من السور بترنح
الا ان فتح باب الطابق:

' توقفي'

تلفت ورائي
..
..
انها الممرضة..!
ابتسمت بسخرية
من المثير للشفقة أن تحضر وفاتي شابة لا اعرفها
بل ربما تكون أكثر شخص اهتم بي يوماً
أكملت تقوم بتهدئتي:

' اهدئي ليل عليكي أن تهدئي'

لم استطع منع نفسي أكثر
..
..
بدأت ببكاء عال لم استطع إيقافه
أحسست بالشفقة علي نفسي من كل ما مررت به
شعرت للحظة أنني لم اعد احتمل
شهقاتي ارتفعت عنان السماء
كل شيئ أصبح مظلم
اردت للحظة رؤية النور
شعرت أنني أريد أن أكون شخصاً آخر
شخصاً مختلفا عن ليل' المشؤؤمة '
اردت ليل اخري
ليل اقوي
ليل أكثر اشراقا
هززت رأسي برفض لما مررت به
برفض للبشر الحمقي
والعالم الظالم
الذي يمقت كل الأشخاص الذين يبدون مختلفين عنهم
تراجعت بقدمي بدون وعي ودموعي تنساب علي وجنتي كالامطار تحكي مرارة الحياة التي عشتها
..
..
ولم اشعر بشيئ سوي بجسدي يتهاوي للاسفل
وصراخ الممرضة يملأ المكان
..
..
صوت صفير تعالي في اذني
ودموعي مازالت تنساب على وجهي
صوت صافرات الإسعاف في كل مكان
و شهقات الممرضة بدأت تتعاملي أكثر فأكثر
..
..
حتي اخر لحظة في حياتي...
مت وحيدا..
كمشؤومة مشردة
منبوذة تاهئة
إنه حقا افضل سيناريو لفتاة مثلي
فتاة تخلي عنها الجميع
لكن وسط كل ذلك
وبداية فقداني لوعيي
و احساسي بروحي تتعالي للسماء
شعور أنني سأذهب لمكان افضل
اعطاني بعض الاطمئنان
لكن...
شعرت أنني اريد العودة للحياة
اريد العودة لفعل كل تلك الأشياء التي لم افعلها
لنسيان الماضي
وتكوين الصداقات
وإيجاد حبيب
وتكوين أسرة سعيدة
شعرت بأنفاسي تتثاقل
الظلام يسحبني شيئاً فشيئا
كل شيئ بات مشوشا
لا اريد أن اموت الآن
..
..
بين كل اللحظات التي اردت فيها الموت
للحظة واحدة فقط..
شعرت أنني...
اريد العيش حقا..."

_______________________

- فوت و كومنت
- لاڤندر
- اتمني تعجبكم الرواية
- تحياتي

"المنبوذة"Where stories live. Discover now