هل سنصل إلى الحرية ؟

17 11 3
                                    

      - الحياة كنفق طويل مظلم نهايته نور
يجب أن نمتلك الشجاعة الكافية لخوض طريقه و
               الوصول إلى ذاك النور

إجتماع طارئ:

المجهول01: حققتم نجاحا لا بأس به في المراحل
الأخيرة من المعركة

المجهول02: بنبرة يتخللها الحزن:أجل،لكن عدد
الشهداء في إرتفاع فظيع! و الكيان يتعمد قصف
مناطق المدنيين و قتلهم بدل أن يواجهنا

المجهول01:لا بأس...هذا دلالة على قوتكم لا غير
و ضعف الكيان و خوفه

المجهول03: نفكر بالإنسحاب و تلبية رغبات الكيان
في تسليم كل الرهائن مقابل هدنة

تدخل المجهول04:كلا! إسرائيل تنتظر أي فرصة
للقضاء عليكم فور تنفيذكم مطالبهم سيستمرون في
الإبادة و هذا بعد أن يقبضوا عليكم واحدا يليه الآخر

المجهول01:أوافقه الرأي

المجهول03:صحيح أننا في طريق الحرية لكن غزة
تنزف دماءا كثيرة لو كان هناك نهر لا صار كله أحمرا
من دم الشهداء

المجهول04:قلت لكم من قبل  السبيل إلى الحرية
واسع لكن به إحتشاد شديد شهداء كثر غالبيتهم من
الأطفال والنساء... هذا مبلغ نيلكم الحرية

المجهول02:أجل

المجهول03:ما دمنا في الطريق الصحيح لن نستسلم
أبدا

المجهول01:المهم أن تبقوا العزيمة و تستمروا
عودة إلى غزة

الصحافي محمد:

كان محمد يسير مع المصور ورائها بقية الطاقم
أمامهما في الطريق السائق الشخصي لسيارة
الصحافة يسير أولا ليراقب المكان و ينذرهم
بالإبتعاد فورا في حالة رؤية جيش الكيان
إلى أن قرروا أخذ راحة لبعض الوقت بسبب تعبهم
و قلة الموارد

إبتعد ذاك الصحافي عن المجموعة رفع قلمه و فتح
مذكرته التي بدأت آثار الحرب تبدو عليها هي الأخرى
من سواد يغطي حواف أوراقها و لون بني فاتح
كأن حبوب البن أصابتها

بدأ بالكتابة

الإثنين 11مارس 2024:
لقد مر 186يوم على هاته الحرب يظهر في خارجها
أن إسرائيل هي من تفوز لكن واقعها أنها تستمر
بالخسارة و حسب ، الشيء الوحيد الذي فازت به
هو الإستمرار بقتل المدنيين بمن فيهم من الصحافة
و الجالية دون أي عقوبات دولية تصيبها و تؤذيها
الآن نحن في أول أيام رمضان و لا أعلم كيف يمكن
لهذا الشعب الصيام عن الأكل و الشرب و هم صائمون
منذ السابع من أكتوبر ؟ بعض الشيوخ علقوا أن
الصيام لا يجب بحقهم بظروف الحرب لكن شعب
المقدس أبى التخلي عن واجباته الدينية وسط
الحرب و حين تسألهم عن شجاعتهم هاته يقولون
أنهم ليسوا البلد الوحيد الذي عانى من الحرب لا
البلد الأول ولا الآخير ممن سيذوق ويلات هاته
المجازر في الطريق إلى الحرية لن يستمروا بالحزن
حول من خانهم من العرب لا يهم فأرضهم سيحرروها
بأنفسهم و بمساعدة أحرار العالم ممن لم يخن هاته
القضية ممن لم يولد في هاته الأرض لكن قلبه بقى
معلقا بها

نهضنا من جديد لنواصل السير رغم البرد و تعب
الصيام في الواقع لا تعب في الصيام لكن لم نتناول
السحور أبدا تمنينا لو تناولنا مع تلك العائلة التي
دعتنا لمشاركتها السحور لكننا أبينا مدعين الشبع
رغم أننا فعلنا هذا حتى نضمن لتلك العائلة تناول ما
يسد رمق الجوع عن بطونهم لكننا الآن ندمنا أشد
الندم لو شاركناهم لكنا الآن شهداء

لقد تعرض منزلهم للقصف في الليل بالأحرى كل
ذلك الشارع و هذا ما دفعنا الآن لمواصلة السير دون
توقف لم ينجو أحد فقط نحن نرفع على كهولنا
ثقل أرواح القدس كلهم نسير و قد فقد منا الحديث
إذا قلت أننا صرنا أجسادا بلا أرواح نعيش فقط على
الأمل الوصول إلى فريقنا لكن يخيب ظننا و يصير
أملنا سرابا يحلق بعيدا عنا كلما وجدنا سيارة إسعاف
تم قصفها من طرف الكيان طفلا صبيا تم قتله بعد
تعذيبه
نواصل السير لعلنا نصل إلى أقرب قاعدة....

المساء:

لقد عدت بأخبار سيارة وجدنا و أخيرا سيارة صحافة
من نفس المجموعة لذا صعدنا معهم صوب أحد
المستشفيات من أجل التأكد من سلامة جرح في
كتف أحد زملائي قبل أن نسمع صوت إطلاق عدة
صواريخ غير السائق الإتجاه بسرعة قبل أن يجد
نفسه أمام مجموعة جنود يحملون السلاح و بسبب
نوافذ السيارة التي أصبحت مغطاة بالكثير من الغبار
و التراب لم نستطع تمييز وجوههم إقترب أحدهم
و أشار للسائق بالنزول و بالفعل نزل المسكين مرتعبا
و كنا كلنا نحمل ذات الشعور أدركنا أنها نهايتها تكلم
قليلا معه قبل أن يعود للسيارة و يفتح صندوقها
مخرجا ما بها ليقسمه إلى نصفين أخذ النصف
الأكبر و نزل به مقدما إياه لذاك الجندي و نحن في
إستغراب و رعب قبل أن نراه يصافحه و يسلم عليه
ثم يعود لبقية الجنود

عاد السائق و قاد مارا على تلك المجموعة التي
إكتفت بمراقبتنا نبتعد عنهم

أحد الأعضاء متسائلا:كيف نجونا ؟

السائق:ليسوا جنود الكيان الحمد لله

سألته: و من إذن ؟

و واصل آخر:هل قاسمتهم نصف الطعام مقابل تركنا؟
بينما هو رد مبتسما و هو ينظر في الطريق: أوقفونا
ليرشدونا إلى الطريق الصحيح للمستشفى أما عن
الطعام فقد قاسمتهم برغبتي لعلمي بظروفهم
إنهم جنود الحق مجموعة من فتيان سرايا القدس
صدمنا جميعنا لم نتوقع يوما رؤيتهم في أرض الواقع
و بدأت الأسئلة و الحوارات تدور بينما أنا كنت أفكر
و حسب كيف إستطاعوا تحمل كل تلك الظروف ؟
قلة الطعام و الجهد الذي يبذلونه مع الصيام و
مواجهة جنود الكيان طيلة اليوم ؟يبدو أنهم و
شعبهم يتسابقون في الجهاد و فداء الوطن رغم كل
ما يواجههم من صعوبات و دمار ، هل ثمن الحرية
غال لهاته الدرجة ؟

 السبيل إلى القدسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن