6- مقتطفات.

56 11 5
                                    

╔═*.·:·.✧ ✦ ✧.·:·.*═╗

تكتف أشهب الخُصلات أمام ذلك الكوخِ البالي، وضيقٍ يضرب خافقه لكن صوت إيرلا المعاتب شتت ذلك الشعور المزعج "متى كنت تنوي إخباري أن هناك كوخا غامضًا في منتصف الغابة؟"

ابتسم سيدريك بقلة حيلة "حسنًا لقد اكتشفته مؤخرًا ولم أجد الفرصة المناسبة لإعلامك لأنني وجدت بعض المقتنيات التي تعود لوالدي بالداخل واحتجت بعض الوقت لأفصح عن هذا."

وضعت يدها على ظهره تمسده بلطف "لا بأس، إن لم ترد الدخول فيمكننا العودة لاحقا."

نفى الأخر زافرًا بعمق "لا، أنا بخير.. هيا بنا." ثم دفع الباب الخشبي العتيق الذي أصدر صريرًا مزعجًا ثم ولج أولا لتتبعه إيرلا تتفحص المكان بحدقتيها الواسعتين.

"ما هذا؟" حطتْ أناملها الحذرة على ورقٍ نال نصيبه من الدهر لكنها لم تجد إجابة من مرافقها الذي اتجه نحو طاولة في الزاوية ثم التقط دفترًا صغيرًا يتصفحه.

"هل يعود هذا الدفتر للعم إيليادرو؟" تساءلت إيرلا مُقتربة من سيدريك الذي زفر في خيبة "أجل، انظري لما دُون هنا."

تصفحت إيرلا الدفتر في صمت رغم أن ما دُون بداخله صادم فهي رفعت عينيها بعد دقائق تناظر مرافقها "لقد كان يعرف.."

"كنت أحمقًا كفاية لأظن أنه اختلق كل ما دُون بهذا الدفتر لأنني لم أصدق أن مصاصي الدماء حقيقيين لكن بعد رؤية سلسلة الاغتيالات التي تحدث حولنا وسماع كلامكِ تذكرت كل ما دُون هنا ووجدتُ أن كل شيء بات منطقيًا."

"هل هذا يعني..؟"

"لقد كان يبحث في أمرهم لسبب يعلمه الرب وحده وحين أوشك على إسدال الستار.. تم قتله."

شهقتْ إيرلا بخفوت مُغطية ثغرها في حين أنكس هو رأسه في حزن دفين وحرقة أليمة تضرب سقف حلقه "الأوراق والأدوات وكل شيء هنا حاولتُ فهم ماهيته إلا أنه كان عسيرًا فتلك حتمًا ليست لغة طبيعية، هناك المزيد.. هناك ما هو أكبر من مصاصي الدماء لكنني لا أفهم كيف تورط أبي في كل هذا."

شددت إيرلا قبضتها وشعور الحقد يتنامى أكثر فأكثر في قلبها، آنى لذلك السفاح العودة والإيقاع بالجميع هكذا؟! "يجب أن نُسقط قناع هذا المنافق يا سيدريك، علينا التصرف فحيوات ثلاث شعوب بين أيدينا."

"كيف يا إيرلا؟ لا أحد سيصدقنا.." هو تذكر كلامها عن أمير الغرب وإنكاره التام لمثل هذه الحقائق ومن يعلم ما سيكون عليه رد فعل أمير الشرق، إن فشلا في كسبهما إلى صفهم فآليستر سيظفر بمراده.

سرعان ما عقد حاجبيه حين شعر بالألم يداهمه حيث قبض على صدره مغمضًا عينيه بقوة في حين أصاب إيرلا الفزع وهرعت نحوه "سيدريك! هل أنت بخير؟!"

Kingdom of Negredoحيث تعيش القصص. اكتشف الآن