الفصل 6 : بداية المعركة

67 8 0
                                    


عرفت نرمين اخيرا ما هو هدفها ، لقد كان بلا شك ايجاد المجهول ، و لكن لتصل لهذا الهدف ، عليها ان تمر من عدة عقبات في طريقها ، حتى يوم اللقاء المنتضر بينهما ، و الذي قد يكون اقرب مما ضنته بكثير .
- نرمين ( حائرة ) : ماذا تقصدين ان يامن قد مات ، من هو هذا اليامن اصلا؟
- قمر : الامر معقد انه معقد حقا ، فحتى انا لم اعد افهم ما يحصل ...
- نرمين : اسمعي يا قمر ، انا لا اعرف حتى الان هل انت عدو ام حليف ، و لا اعرف حتى هل من الامن ان اكون معك الان !
- قمر : صدقيني يا نرمين انا حليفة لك بلا شك !
- نرمين : اذا لماذا تستمرين بالكذب علي بلا كلل ؟
- قمر : لقد كنت اكذب لاحميك فقط ...
- نرمين : تحميني؟ من ماذا ؟ من ماذا تحمينني بابعادي عن الحقيقة ؟
- قمر : في الواقع لم ارد التحدث عن يامن قط ، لم اضن ان اسمه سيذكر في مسمعي مجددا ، و ضننت انه من الأفضل الا تعرفي عنه شيئا ، لكن الان الامور مختلفة الان ، لابد ان تعرفي ماذا جرى في ذلك اليوم حتى لو ادى ذلك لجعل حياتك في خطر من جديد !
- نرمين : ذلك اليوم ....؟
قاطع حذيت الفتاتين رنين الهاتف من جديد .
- قمر : هل اتصل المجهول مجددا؟
- نرمين : كلا ! انه فارس !
فركضت نرمين مسرعة للمرحاض حتى تجيبه في مكان هادئ ، كي لا يسمع اصوات الناس في الملهى .
- نرمين : الو !
- فارس : مرحبا عزيزتي، لقد استغرقت وقتا طويلا لتردي علي .
- نرمين : اسف حقا لقد كنت في المرحاض.
- فارس : لا عليك حبيبتي ، طمنيني عليك هل انت بخير ؟ اشعر ان نبرة صوتك غريبة .
- نرمين : كلا انا بخير لا بد ان السبب انني استيقضت من النوم منذ اقل من خمس دقايق .
- فارس : لا بد انك تعبتي بعد استيقاظك باكرا على غير العادة ، على كل حال عزيزتي ، سبب اتصالي بك هو اطلاعك على انني في طريقي العودة للمنزل .
- نرمين : ما..ماذا؟؟
- فارس : ما الامر ؟ تبدين حزينة لمعرفة انني خرجت من عملي باكرا اليوم على غير المعتاد؟
- ك..كلا ! كل ما في الامر انني لم اتوقع عودتك باكرا هكذا ، فأنا استيقظت للتو لاعد الطعام ، و لم اجهز شيئا لناكله حتى الان .
- فارس : يا لك من زوجة صالحة ، لا تقلقي لهذا ، بمكن للطعام ان ينتضر .
- نرمين( محاولة كسب الوقت ) : ربما تكون على حق ، لكن ما رايك بان تمر على مطعم بيتزا ، و تطلب لنا بيتزا كبيرة نتقاسمها معا ؟
- فارس : ان كنتي ترغبين بالبيتزا ، فسامر لشرائها بالتأكيد قبل عودتي للمنزل .
- نرمين : حقا ! شكرا لك عزيزي ، احبك حقا .
- فارس : و انا الاخر احبك عزيزتي .
قبل الاتنين بعضهما على الهاتف تم انطلقت نرمين مسرعة نحو قمر .
- قمر : ما الذي اخبرك به؟
- نرمين : انه عائد الى المنزل ! يجب ان اغادر حالا ، فل ناجل نقاشنا لما بعد .
- قمر : هل ستاتين الى هنا تانية ؟
- نرمين : كلا من الخطر على ان اتسلل من المنزل مجددا ، سجلي رقمك عندي ساراسلك عندما اكون لوحدي .
سجلت قمر رقمها في هاتف نرمين ، فانطلقت هذه الاخيرة خارج المنتزه مستقلة سيارة اجرى عائدة للمنزل ، وداعية ان يكون محل البيتزا ممتلئا او ان يكون هناك زحمة في طريق فارس .
في نفس هذه الأثناء ، و بينما ينتظر فارس ان تجهز البيتزا الذي طلبها ، هناك اتصال هاتفي على وشك البدأ .
- قمر : مرحبا يا فارس .
- فارس : اهلا ، لم اكن اتوقع ان تتصلي بي ، ما الامر هل كل شيئ بخير ؟!
- قمر ( بنبرة حادة ) : اريد ان اسئلك مجددا حول ذلك اليوم .
- فارس : هل تقصدين يوم فقدان نرمين لذاكرتها ؟ لماذا بحق السماء علينا ان نتكلم على ذلك اليوم مجددا ؟ الوحيدان اللذان يعرفان الحقيقة هو انا و انت ، باستثناء نرمين الذي نسيت كل شيء ! فما فائدة ذكر الموضوع تانية ؟
- قمر : هذا ما كنت اضنه انا الاخرى ! لكن ....
- فارس : لكن ماذا ؟ ماذا حدث ؟ هل تواصلت معك الشرطة ؟
- قمر : كلا ، انها ليست الشرطة .
- فارس : من اذا ؟
- قمر : اتصل بي شخص يقول انه يامن ....
صمت فارس للحظة تم اجاب .
- فارس : ما هذه الدعابة السخيفة يا قمر ؟ ، كلنا نعرف ان يامن قد مات ، لقد قتلته نرمين بنفسها ....
- قمر : لقد قلت انني انا و انت الوحيدين اللذان يعرفان الحقيقة و باستبعاد استرجاع نرمين لذاكرتها ، لا يوجد شخص غيرنا يعرف عن يامن !
- فارس : اتريدين ان اصدق ان يامن عاد للحياة مثلا ؟
- قمر : كلا ليس هذا ما اقصده لكن فكر بالأمر مجددا ، الشخص الوحيد الذي رأى جثته هي نرمين ، نحن لم نره يفارق حياته بنفسنا ، ماذا لو ... بطريقة ما ... بمعجزة... لم تنجح نرمين في قتله ... و فر هاربا...
- فارس : لا اصدق ان ذلك الوغد لازال حيا ، لكن ان عاد حقا من الجحيم لكي ينتقم ، سأتأكد ان ارسله للعالم الاخر هذه المرة بيدي الإثنتين !
قاطع حوار فارس و قمر ، نادل مطعم البيتزا .
- النادل : طعامك جاهز سيدي .
- شكرا لك .
تم تابع حذيته مع قمر .
- فارس : فلنكمل حديتنا لاحقا ، علي العودة للبيت فنرمين تنتظرني ، سافكر قليلا في الموضوع تم أعاود الاتصال بك .
اغلق فارس الخط تم ركب في سيارته عائدا لنرمين ، التي كانت على بعد خطوات قليلة من المنزل بدورها .
وصلت نرمين بعدها بثواني معدودة ، فتحت المنزل راجية ان يكون الباب مغلق ، و هذا ما حصل فعلا ، حمدت الله انها وصلت قبل فارس ، تم دخلت للحمام مسرعة متظاهرة انها كانت تستحم لمدة طويلة في انتضار عودة زوجها ، الذي لم تمضي حتى خمس دقائق حتى وصل بدوره .
- فارس : الجميلة تستحم اذا ! لقد احضرت لنا البيتزا ، عليك الخروج من الدش بسرعة قبل ان تبرد .
- نرمين : حاضر حاضر دعني انتهي من تجفيف شعري فقط .
اخدت نرمين اسرع حمام على الاطلاق لإزالة رائحة العرق ، تم خرجت مسرعة لتحضن زوجها بكل قوة .
- فارس : ما كل هذا النشاط ! لا بد ان يومك كان مليئا بكثير من الاشياء المشوقة .
- نرمين ( ضاحكة ) : ان كنت تقصد ان النوم مشوق ، فقطعا انت على صواب .
ضحك الاثنين معا ، تم اكلا البيتزا سوية ، كلا يطعم الاخر ، كلا يمدح الاخر ، كلا يمازح الاخر ، و كلا يخفي طنا من الاسرار على الاخر ....
بعد الانتهاء من الطعام ، حرص فارس ان يحكي لنرمين عن كل ما جرى في يومه ، اما بطلتنا ، التي استمعت بكل تركيز ليومية محام عادي ، تمنت لو انهما كانا يعيشان حقا في حب و بساطة هكذا ، فالتشويق الزائد احيانا ، يكون سلبيا اكثر مما هو اجابي .
حلت الساعة العاشرة ، فاتجهت بطلتنا و زوجها للفراش ، حيت حرص هذا الاخير على النوم مباشرة دون تاخير ، اما نرمين ، فقد راتها فرصة مواتية للتواصل مع قمر مجددا .
دخلت نرمين لخانة المحادثة ، تم كتبت أولى رسالتها لقمر .
- نرمين : مرحبا .
- نرمين : نائمة كما ضننت اذا .
- نرمين : حسنا لنتكلم لاحقا .
لكن رد قمر جاء اسرع مما توقعته نرمين .
- قمر : مرحبا يا نرمين ، لقد قررتي مراسلتي اذا .
- نرمين : انت مستيقظة حمدا لله ، اردت إكمال حديثنا السابق حقا !
- قمر : اسمعي يا نرمين ، بشان ما جرى سابقا ..
- نرمين : ما الامر ، تكلمي لا تقلقي .
- قمر : اريد ان تنسي كل شيئ !
- نرمين : ما قصدك ؟
- قمر : اسمعي ، ان الامر اعقد مما تضنين ، انت دخلتي معركة خاسرة بالفعل ، الجانب الجيد لا ينتصر دائما ، انصحك بان تاخدي معك فارس ، و تغادرا هذه البلدة غذا صباحا ، بينما الأمور مازالت لم تسئ كليا بعد !
- نرمين : ربما انا لست الاقوى ، لست الاذكى ، ربما لا اعرف شيئا عن ماضيي و لا مستقبلي ، ربما لا اعرف عن العدو شيئا ، بينما هو يعرف كل شيئ عني ، لكن اتذكرين ما قال ؟ لقد قال ان الحل لانهاء كل شيئ في ذاكرتي ، ذاكرتي انا ! ان لم انجح في معرفة ما حصل في الماضي ، و من هذا الشخص الذي يطاردني ، فانا لن ارتاح ابدا ! لا يهمني ان كان شخصا ميتا عائدا من الجحيم ، ان عنى الامر ان افك شفرة هذا اللغز ، و اهزم المجهول ، فانا مستعدة لاصير الجحيم نفسه !
- قمر : نرمين .. لقد كبرتي كتيرا ، انت ناضجة و قوية مقارنة باول يوم عرفتك فيه ، لكن اسمحيلي ان احذرك ، الماضي الذي تريدين معرفته عن نفسك ، اقسى من ان يتحمله شخص ضعيف ، ان قررتي حقا معرفة الحقيقة ، فعليك ان تكون جاهزة ، فأحيانا الحل الوحيد لتضميد جرح لا يشفى ، هو نسيانه .
- نرمين : شكرا لك يا عزيزتي ، انا حق اشعر انك محل للثقة هذه المرة ، اما بالنسبة لقراري ، فساحل هذا اللغز بلا شك ، فمهما كان الماضي الذي نسيته قاسيا ، هنالك دائما مستقبل يعطينا املا لنتشبث به بحياتنا .
- قمر : حسنا فهمت ، بعد سماعي لكلامك اضن انه لديك فرصة حقا للفوز ، لا اضن انني ساكون دا فائدة كبيرة لك في حربك هذه ، لكنني اضمن لك ان عدونا واحد !
- نرمين : ارجوك يا قمر اخبريني اكثر عن الماضي ، لقد قلتي ان كل شيئ حذت ذلك اليوم ، عن اي يوم تتحدثين بالضبط ؟
- قمر : لا استطيع ان اخبرك اكثر ، لا اريد ان اتفق مع المجهول لكنه محق ، الحل الوحيد لانهاء كل شيئ هو انت وحدك فقط !
- نرمين : ارجوك يا قمر .... صحيح انني قلت بضع جمل حماسية قبل قليل ، لكنني لا اعرف من اين ابدا ، اشعر انني سافقد قوتي قريبا و انهار بالبكاء .....
- قمر : يبدو انك مازلت نرمين التي عرفتها اول يوم ، حسنا اذا ساجيبك ، و لكنني لن اجيب سوى على سؤال واحد فقط ، ففكري جيدا لانه لا يحق لكي التراجع !
- نرمين : سؤال .... واحد ! اجل ، انا اعرف ما اريد ، اريد ان اعرف من هو يامن !؟
- قمر : يبدو انني لم انجح في اخفاء الامر كما وعدت فارس في النهاية ....
- نرمين : كما وعدت .....فارس ؟
- قمر : ساكون صريحة بالتاكيد ، في الحقيقة ان يامن هو زوجك ......

يتبع .......

الذاكرة المنسيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن