تَمْهِيدٌ

76 10 12
                                    

«لمْ يكنْ الحاكمُ هوَ الحاكمُ، بلْ كانَ أفرادُ الشعبِ»

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ كثيرًا على كلِ حالٍ، واستغفرَ اللهُ وأتوبُ إليه، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدْ وعلى آلهِ وسلمَ.

واكبَ الشيطانُ وسوستهُ علينا، منا منْ استدركَ قبلَ فواتِ الأوانِ، ومنا منْ فاتهُ ما فاتَ ومضى، وواكبتْ النفسُ الأمارةُ بالسوءِ تضليلنا، أولئكَ التابعينَ لهوى كيانهمْ، لكأنكهمْ منْ مقامِ المقتولِ أنفًا ولا زالَ عدوهُ يغرسُ الخنجرُ فيهِ بآلافِ الطعناتِ، عنْ جشعنا أتحدثُ.

فقدنا العزيزُ بعدَ نفوسنا، عندما كنا منْ المجثوثينْ إثرَ يأسٍ، فقدنا البلدُ بعدَ مسكننا، عندما كنا منْ اللامبالينَ إثرَ وهنٍ، فقدنا السماءُ بعدَ أرضنا، عندما كنا منْ الغافلينَ إثرَ بدعٍ.

شعبٌ تائهٌ ومتمردغٌ بوحلِ الحياةِ، أناسٌ تعيشُ لأجلِ نفسها، وأناس تعيشُ لأجلِ غيرها، أما عما بينهما فهمٌ أشبهَ بالمعدومينَ، لقدْ انشطرنا يا قومٌ، نحنُ اللذينِ ولدنا منْ آدمْ وحواءْ قدْ انشطرنا لشطورٍ، ما بينَ المناصرة والمعارضةِ لغرضِ ما في النفوسِ أوْ دون.

متىْ وطئتْ الغبرةُ بيننا ونحنُ لا ندري؟، ومتى أضحينا منكمْ ودونكمْ بغمضة جفنٍ؟، نحنُ بشرٌ ولسنا قطيعًا، نحنُ أرقى مخلوقاتِ اللهِ، ولنْ نتتبعَ سواهُ.

سأحكمُ قلمي ليكتبَ عنْ الحروبِ والسلامِ، سأحكمُ عقلي للتفكيرِ بالإنسانيةِ قبلَ الانسيابيةِ، وسأجعلُ قلبي هوَ القاضي ما بينَ الصوابِ والخطأِ، سأرتقي معَ سننِ اللهِ ورسولهِ، فالحياةُ ليستْ دائمةً إلا مرةً بعدَ الموتِ والأحياءِ مجددًا، سأعيشُ.. سأعيشُ معَ لذةِ الحياةِ في دارِ اللهِ.

وفي الختامِ، ما أنا سوى إنسانٍ ضعيفٍ لا حول ولا قوةً فيهِ، يخطأ وينسى ثمَ يخطئُ ليتغافل، فأسألُ اللهَ أنْ يهدينيَ وأنْ يغفرَ لي ما صنعتهُ فإنهُ الغفورْ الرحيمِ.

تنويهٌ: الرواية بفصولِ طويلةٍ جدًا، وكلَ فصلٍ جُزء لعددةِ أجزاء، لكيلا يكون عسيرًا على القراء قراءته، يرجى التأني بالقراءةِ.

رحلةُ آبتموزتWhere stories live. Discover now