الفصل السابع والثامن

213 17 1
                                    

-7-
أتذكر أجهزة التلفاز والمدافئ التي تعمل بالحطب، وأحواض البورسلين.. أتذكر تذاكر السينما ومواقف السيارات وسيارات الدفع الرباعي. أتذكر صالونات تصفيف الشعر والعطلات ومصاريع النوافذ ونباتات الهندباء ورائحة الممرات المرصوفة حديثا. أتذكر إعلانات معجون الأسنان، والسيدات اللواتي يرتدين الكعوب العالية والرجال الكبار في بذلات العمل. أتذكر رجال البريد، والمكتبات

والفرق الغنائية، والبالونات، وأشجار عيد الميلاد. أتذكر عندما كنت في العاشرة من عمري.. عندما لم نكن قادرين على تجاهل نقص الغذاء بعد الآن، وقد أصبحت الأشياء باهظة الثمن لدرجة لا أحد يمكنه تحمل تكلفة المعيشة.

آدم لا يتحدث إلي..

ربما هذا أفضل. ربما لم يكن هناك جدوى من الأمل في أن نكون أصدقاء. ربما يكون من الأفضل الاعتقاد بأنه لا يعجبني بدلا من الاعتقاد بأنه يعجبني كثيرا. إنه يخفي الكثير من الأشياء التي قد تكون مؤلمة، لكن أسراره تخيفني. لن يخبرني لماذا هو هنا، على الرغم من أنني لا أخبره الكثير أيضًا.

وبالرغم من ذلك.. وبالرغم من ذلك .. وبالرغم من ذلك ..... ذکری ذراعيه حولي الليلة الماضية كانت كافية لإخافة الصرخات. دفء عناقه اللطيف، وقوة يديه الحازمتين اللتين تضمان أجزائي المتبعثرة معًا، الراحة والتخلص من الشعور بالوحدة لسنوات عديدة..

هذه الهدية التي أعطاني إياها لا يمكنني ردها. لن أنسى أبدا الرعب في عيني أمي، والعذاب في وجه والدي
«لمس جولييت يكاد يكون مستحيلا».
والخوف المحفور في تعابيرهما. كان طفلهما وحشا، يتملكه الشيطان ملعونا من الظلام.. شريرًا.. رجسًا..

فشلت كل الأدوية والحلول الطبية في شفائه، وفشلت الاختبارات النفسية إنها قنبلة تسير على قدمين، هذا ما قاله المعلمون.. لم نر شيئًا هكذا أبدًا ، هذا ما قاله الأطباء.. يجب إخراجها من منزلك، هذا ما قاله ضابط الشرطة.

لا يوجد مشكلة في ذلك، هذا ما قاله والداي. كان عمري ١٤ عاما عندما تخلصا مني أخيرا، عندما وقفا وشاهداني وأنا أجر بعيدًا

بسبب جريمة قتل لم أكن أعرف أنني أستطيع ارتكابها. ربما العالم أكثر أمانًا بوجودي في الزنزانة.. ربما يكون آدم أكثر أمانًا إذا كان يكرهني. إنه يجلس في الزاوية، وقبضتـاه فـوق وجهه.

لم أرغب أبدا في إيذائه. لم أرغب أبدًا في إيذاء الشخص الوحيد الذي لم يكن يريد أن يؤذيني.

انفتح الباب واندفع خمسة أشخاص إلى الغرفة، وصوبت البنادق إلى صدورنا.

وقف آدم على قدميه، بينما ظللت في مكاني وكأنني مصنوعة من الحجارة. لقد نسيت.. نسيت أن أتنفس.. لم أر الكثير من الناس منذ فترة طويلة. أشعر بالذهول المؤقت، ربما يجب علي الصراخ.

Shatter me | حطمنيWhere stories live. Discover now