❤️‍🔥 الفصل الأول ❤️‍🔥

6.2K 192 32
                                    

توقف بي قطار الحياة على عتبة الترقب. أتطلع إلى كل ما يحدث حولي بسكون تام يتنافي مع ضجيج قلبي الذي لا يكف عن إرهاق عقلي بتلك التساؤلات المضنية..
إلى متى ؟ ولماذا عليّ البقاء هكذا أشاهد فحسب؟ فهل لم أعد أملك طاقة لكسر ذلك السكون المميت والمضي بحياتي التي لم أملك زمامها يومًا؟ أم أن رغبتي في التلاشي التي تزداد يومًا بعد يوم هي من تعيقني عن المتابعة من حيث وقفت؟
الأسئلة تطن بعقلي كالذباب والإجابات تراوغني أو أراوغها لا أدري، ولكن من كل قلبي أتمنى لو أستيقظ ذات صباح من نومي أجدني امرأة اخرى مع أشخاص آخرين ، بزمان ومكان لا يشبهوا أي شيء مما يدور حولي.

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

تركت القلم من يدها أثر ضجيج الساعة التي تشير إلى الثامنة والنصف، موعد استيقاظ طفلها الوحيد "إياد" والذي بلغ السنة الثالثة من العمر.

ثلاث سنوات كان هو النور في وسط حياة باهتة لا معنى لها ولا لون.. زهرة حمراء مثمرة وسط حديقة سوداء قاحلة تشبة الجحيم الذي أسود من فرط احتراقه.
خطت أقدامها بهدوء نحو مخدعه، وانحنت تلثم رأسه بحنو سكبته حروفها حين نادته بخفوت:
إياد.. صغيري.. هيا استيقظ.

تململ الصغير بين يديها ورفرف برموشه السوداء الكثيفة، التي اكتسبها من رجلٍ حمل لقب زوجها لأربع سنوات وحاميها ومربيها لأربع وعشرين سنة!
اصطدمت عينيها بشمسٍ مشرقة أنارت كونها، فارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها حين قالت:
وأخيرًا استيقظ بطلي الهُمام.

ارتسمت ابتسامة جميلة على فم الصغير، قبل أن يقول بصوت متحشرج:
صباح الخير يا أمي.

احتوته بنبرتها الحنونة:
صباح الورود يا قلب أمك.. اقترب لأعانقك.

عانقت صغيرها فابتهج قلبها واكتست طرقاته بالورود، فوجوده هو الشيء الوحيد الذي يضيء حياتها ويعطي لها معنى.
"هيا لنبدل ثياب النوم وننزل سويًا لتناول الفطور."
"أجل يا أمي."

بعد وقت قصير هبطت الدرج إلى الأسفل وتوجهت إلى غرفة الطعام وما أن خطت قدميها أعتاب الغرفة، حتى توقفت إثر نداء والدتها الصارم :
"نور"

التفتت بصورة شبه آلية، لتجد والدتها تقف أمام غرفة المكتب وهي تقول بصرامتها المعتادة:
اتركي إياد لمربيته لتطعمه وتعالي .. أريد الحديث معك في أمر هام.

ابتلعت غصة مريرة تشكلت في حلقها واومأت بصمت، قبل أن تلتفت إلى صغيرها بعينين تعانق بهم الحزن والخيبة معًا وقالت بنبرة خافتة:
ستتناول فطورك مع ملك وسآتي بعدها لنلعب سويًا، اتفقنا.

الطفل بإذعان:
اتفقنا.

سلمت الطفل إلى مربيته وتوجهت بأقدام متراخية وخطوات مترددة إلى غرفة المكتب، وبداخلها تتضرع إلى الله ألا تخوض معركة أخرى مع والدتها، فهذا هو المعتاد بينهما
"صباح الخير يا أمي."
هكذا تحدثت نور بلهجة رسمية وملامح جامدة تشبه ملامح فريال، التي قالت ببرود كان أكثر ما يميزها:
صباح النور.. اجلسي لدينا ما نتحدث به.

كواسر أخضعها العشق ❤️‍🔥Where stories live. Discover now