قانون آل ثابت

البارت العاشر "ما لا تشتهي السفن"

حل الصباح.
كانت تسير ليلى وهيَّ تتطلع إلى الهاتف الذي بين يديها لتعلم أهيَّ تسير في الطريق الصحيح أم لا، دلفت ليلى بنظرات ثاقبة إلى المقهى الذي كانت تجلس به حنين بينما كانت تجلس حنين تتطلع إليها بإبتسامة سخرية، فتمتمت ليلى بنبرة هادئة وهيَّ تجلس: خير يا حنين ايه الموضوع اللي مينفعش نتكلم فيه في البيت وجايباني هنا؟

أجابتها حنين بإبتسامة مصطنعه: أبدًا حبيت بس أعرفك حقيقة سهيل قبل ما تتخدعي ويتكتب كتابك أحسن بعدما تعرفي ميتقالش عليكي مطلقه، أنا مرضهالكيش يعني ده أنتِ زي أختي بالظبط.

تطلعت إليها ليلى بترقب ثم قالت باستفسار هاديء: وياترى إيه هيَّ حقيقة سهيل اللي هتتسبب في طلاقي؟

أجابتها حنين بنبرة حزينه مصطنعه: سهيل مجنون يا ليلى، أنا مش عارفه هو حكالك عن موضوع باباه ده ولا لا بس سهيل نسخه طبق الاصل من أبوه.

تمتمت ليلى بسخرية: وأنتِ عرفتي منين أنه نسخة منه؟ هل إتجوزك وخلفتوا وراح حاول أنه يموت إبنك مثلًا، ولا كان بيعذبه ويضربه، ولا موت أخوه وأنا معرفش ويامن ده عفريته مثلًا؟

هتفت حنين بذات الوضع: وإحنا مخطوبين كان بيضربني ويقولي أنا ببقى مستمتع بكده أوي ولما أجي أقوله إني هقول لخالتو وحمزه كان بيهددني بإنه هيفبرك ليا صور مش كويسه ويفضحني، كان بيفضل يقولي أنه عايز أولاد كتير علشان يعمل معاهم نفس اللي باباه عمله فيه، جسمي ده كان كله أزرق ومليان علامات بسبب الضرب، كان بيضحك عليهم ويقولهم أنه هيخرجني وهو كان بياخدني في شقة صغيرة هو مشتريها وكان بيفضل يضرب فيا لحد ماجسمي يجيب دم.

توقفت عن حديثها وهيَّ تجهش في البكاء، بينما كانت ليلى صامته لا تتحدث، فقط تنظر إلى تعبيرات وجهها وتستمع إلى حديثها بتركيزٍ شديدٍ.

ـ طيب وقدرتي تسيبه إزاي وتروحي تتخطبي لواحد تاني وأنتِ بتقولي أنه بيهددك، إشمعنا مخوفتيش المرادي من الفضيحة يا نينو؟

أجابتها حنين بتلعثمٍ: ما...ماهو أصل أنا كنت يعني خلاص تعبت وجبت أخري، فمجرد ما ماما كلمتني وقالتلي أن في عريس جالي قولتلها وافقي بسرعه، مانا فكرت وقولت أي حد تاني هيبقى أرحم من سهيل بجد ومن اللي بيعملوا فيا، بس فمشيت وهما نايمين وسيبت الدبلة في الأوضة وكتبت رسالة إني مش عايزاه، وقولت اللي عايز يعمله يعمله بقى؛ مانا خلاص تعبت يا ليلى، أنا قولت أقولك؛ لأني إرتحتلك وحبيتك زي أختي بالظبط، وخوفت عليكي من اللي سهيل هيعملوا فيكي.