0 | حلقة خاصة.

1K 98 28
                                    

هذا الفصل إهداء خاص لمَن أهديتُ لها الرواية من قبل، إلى "تسنيم وجيه" الوجه الآخر للقمرِ الذي يُنير ظُلمةِ عالمي ♡

_ قراءة ممتعة.
°°°°°

ليلةٌ شتوية باردة، خاليةٌ من الصخبِ والضوضاء المثيرة للغضبِ كما كل ليلةٍ في قصرِ عائلة الكِناني، ولكن.. اليوم كانت الضوضاء آتية من غرفةِ كريم بالتحديد، دونًا عن بقيةِ الغرف، حيثُ تململت "تسنيم" في فراشها بأرقٍ، بعد أن روادها شعورًا يخبرها بأن الوقت قد حان! .. فاعتدلت تضغط على زرِ المصباح المجاور لفراشها، ومن ثم نبست وهي تنقر على ظهرِ كريم النائم بسلامٍ: «كريم الحق، الحق يا كريم! »

تسارعت أنفاسها بذعرٍ، وقامت بضربهِ؛ حتى ينهض ويُعطي لها كامل تركيزهُ، مردفةً بنبرةِ صوتٍ مرتفعة: « يا كريــم بقولـك الحقـني! »

- « نامي يا تسنيم دلوقتي، أنا عندي شغل بكرة، ومش فايق »
ردها بنعاسٍ وتعبٍ، وهو يسحب الغطاء لأعلى رأسهِ؛ كي لا يتسلل الضوء لهُ، إلى أن صرخت هي فيه بقوةٍ: « يا كريم أنا بولِد! »

ضيق كريم عيناهُ قليلًا، يحاول إدراك ما وصل لمسامعهِ، وفي عقلهِ تدور عدة تساؤلاتٍ حول "مَن هو، وأين هو، ولِمَ هو هُنا.. ومَن تلك التي تخبرهُ أنها سَتلِد الآن؟" حتى أدرك أن طفلهِ قرر المجيء الآن، بعد منتصفِ الليل، والجميع نيام!

فنهض فزعًا، بعينين متسعتين، يُطالع تسنيم بصدمةٍ ولا يعي ما يتوجب عليه فعله وهو يراها تتنفس بسرعةٍ وعلى وشكِ أن تبكي، فمسح على وجههِ بكلتي يديهِ.. يُفكر، ثم ما لبث إلا أن تذكر وجودهما في قصرِ العائلة كما العادةِ، فأشار لها أن تظل ثابتة في موضعها، وهرول سريعًا لخارج الغرفة، يهتف بصوتٍ مرتفع: « يا عمي، يا جدي، يا ماما.. الحقونا، تسنيم بتولد! »

ولكونِها أولى المرات التي يُدرك فيها أنهُ على وشكِ استقبال جزءًا منهُ؛ كان متوترًا وبشدة، وصاحَبَ ذلك التوتر جنونًا وعدم إدراك لِما هو يفعل، حيثُ بدأ في الطرقِ على جميعِ أبواب الغرف، مخبرًا الجميع أن طفلهِ -الذي لم يُعلم جنسهِ بعد- قادمٌ الآن!

اقتربت أريچ بخطى متسارعة نحو الفراش حيثُ "ياسر" زوجها، صارخةً فيه وهي تدفعهُ للوقوع أرضًا: « قوم بسرعة، ابن أخوك جاي »

- « ابن أخويا مين؟ » أجابها ياسر بنعاسٍ وتساؤل وهو ينهض عن الأرضِ متأوهًا بألمٍ إثر دفعتها له، ملتقطًا عويناتهِ الطبية من أعلى مكتبهِ المجاور للفراش، فرمقتهُ أريچ بطرفِ عينٍ، ونبست وهي ترتدي ثيابٍ تتناسب مع الخروجِ من المنزل: « تسنيم هتولد يا ياسر، قوم يا حبيبي يلا! »

خرجت هي من الغرفةِ أولا، تاركةً إياهُ ليتجهز سريعًا، فتقابلت مع مُضي التي كانت تهرول باتجاهِ غرفة تسنيم، لتدخل كلٍ منهما إلى الغرفةِ المعنية، تهرولان ناحيةِ تسنيم التي تردد ببكاءٍ:

حوار عائلي Where stories live. Discover now