(مقال مهم جدا) مشكلة العرب سببها تولي السفلة "لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء

2 2 1
                                    

(مقال مهم جدا) مشكلة العرب سببها تولي السفلة
"لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة، لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الأبرياء وأبناء الشرفاء وإذلالهم بشكلِ متعمد، نظراً لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم".

هذه مقولة منسوبة لإبن خلدون وهي تلخص حال العرب اليوم، وما وصلوه من ضعف وتفرق، وفي البداية أحب أن أشير لمعنى "السفلة" والتي بها لا أقصد الفقراء، فكم من شريف إنقلب عليه الزمان أو كان تمسكه بمبادئه وصفاته الحميدة سبباً لوصوله إلى الفقر، وكم من وضيعٍ أصبح شديد الثراء نتيجة إنتهاجه مسلك الغش والسرقة وأكل حقوق الآخرين.
-
وأما مصدر كلمة السفلة فهي من "سفلة القوم" عكس "علية القوم"، ومعناها المنخفض والمنحط، وأما خصائص السفلة في المجتمع فهم الذين يجتمع بهم هذه الصفات:

1) القوم الذين يجهلون أنسابهم وأصول عائلاتهم.
2) القوم الإنتهازيين الذين لا يلتزمون بتعاليم الدين أو المبادئ فيتغيروا  بما يناسب مصلحتهم مهما كانت العواقب والأضرار على الآخرين.
3) القوم الذي ليس لهم غيرة على وطنهم أو شرفهم.
4) القوم الأجلاف الذين لا يعرفون الأدب والإحترام في التعامل، والذين ينظرون لغيرهم بنظرة الغيرة والحسد.
-
-
وهؤلاء السفلة أصبحوا حكاماً لبلادنا، وقاموا بتسليم مفاصل الدول للسفلة من أبناء طينتهم، صحيح أن الغرب والإستعمار هم من وضعوا على رأس كل دولة جماعة من سفلة القوم لتولي شؤونها كأتباع للغرب بحيث يستفيد الغرب من إنتهازية السفلة، ولكن هؤلاء السفلة إجتهدوا وصنعوا تسلسل هرمي طويل من السفلة المتحكمين بجميع مصالح وشؤون الرعية.
-
واليوم نعيش نتائج حكمهم، فقد أصبحت البلاد العربية من أفشل بلاد الأرض وفي كافة المجالات، وأصبح العلماء العرب أغراباً في أوطانهم ومصيرهم إما الهجرة أو أن يتركوا العلم ليتفرغوا لمتطلبات الحياة، في حين نجد في بلادنا الدعم لكل ما يفسد المجتمع، ولهذا أصبح الفنانين والفنانات هم الصفوة  ونجوم المجتمع وليس العلماء.
-
في ظل حكم السفلة فقدت البلاد العربية سيادتها، وأصبحت ولايات تابعة للغرب، وكل حاكم في هذه البلاد هو في الحقيقة ليس حاكماً بل مأموراً ينفذ أوامر أسياده، فيحاربون كل عربي يقرر أو يسعى للسير في الطريق الصحيح في سبيل إعادة مجد العرب والأمة، وهذه جزء من تركيبة السفلة فهم لا يملكون غيرة على الوطن.
-
في ظل حكم السفلة يتم وضع سياسات تدعم إفساد المرأة العربية، فأصبح في زماننا المغنية العربية والراقصة العربية، وتدعم الدولة إتاحة الفرص للمرأة الفاسدة وليس العالمة أو التي تربي وتصنع الرجال، فانخفضت الغيرة على المرأة العربية وظهرت مظاهر كان العرب يرفضونها حتى في زمن الجاهلية قبل الإسلام، وهذا الإفساد هو جزء من تركيبة هؤلاء السفلة فهم لا يملكون غيرة على الشرف والعرض.
-
في ظل حكم السفلة أصبح هنالك عرب محاصرين جائعين، وبل يشترك هؤلاء السفلة في الحصار، وهذا الأمر حتى العرب الكفار زمن النبي محمد ﷺ رفضوه، فجميعنا نعرف قصة حصار الهاشميين في شعب بني هاشم إقتصاديا واجتماعياً، فما كان من زهير بن أبي أمية إلا أن قال: "يا أهل مكة أنأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى، لا يباعون ولا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة"، فكانت غيرة عدد كبير من الكفار سبباً في إنتهاء الحصار.
-
في ظل حكم السفلة، أصبح النسب الهاشمي تجارة فيباع النسب ويُشترى، وأصبحت الدوائر الحكومية مقرات للصوص، فإذا تم تعيين نزيه بينهم حاربوه لأنهم يرون فيه تهديداً لهم، فإما أن يتم فصله وإما أن يصبح لصاً مثلهم، وأصبح الفشل هو من عوامل الترقي، فمن يفشل في إنتخابات أو في إدارة صحيفة أو في إدارة بلدية ويكون فشله محل إجماع سيتم تعيين هذا الفاشل وزيراً.
-
في ظل حكم السفلة، أصبحت الواسطة هي أساس الحصول على الوظائف وليس الكفاءة، وحتى لو تم تجاوز مسألة الواسطة يتم إرسال إسم المرشح للوظيفة إلى الجهات الأمنية ليس ليبحثوا مسألة أنه سيء السلوك، بل للبحث إذا كان ذو مبادىء ورأي، فإذا كان جيداً يتم رفضه وإذا كان سيئا يتم قبوله.
-
في ظل حكم السفلة، أصبحت وزارات الثقافة والتعليم في بلادنا العربية من أهم أسباب فشل الثقافة والتعليم، فمن يدعي الثقافة من السفلة ويفشل في أن يكتفي مالياً من بيع كتبه سيتم تفريغه في وزارات الثقافة، وأما المناهج الدراسية فهي مناهج سطحية بالية لا تؤدي إلى تحقيق التقدم، ولا تراعي مسألة أن أساليب التعليم يجب أن تتغير وتتطور مع تقدم الزمن.
-
في ظل حكم السفلة، يتم وضع المواطن في دوامة إقتصادية، لا يستطيع بسببها أن يوفي بإلتزاماته، فكل مشكلة إقتصادية في الدولة يتم حلها على حساب المواطن، وهذا الأمر ليس سببه فشل إداري، بل سببه تعمد صنع هذه الظروف الإقتصادية الصعبة، لكي ينشغل المواطن فقط بظروفه الشخصية وليس بظروف الدولة، وفي نفس الوقت تحقق هذه الظروف مجالاً واسعة لقيام هؤلاء السفلة بسرقة الثروات.
-
وكل ما سبق هو جزء بسيط من منظومة متكاملة صنعها السفلة في بلادنا، والتي أدت إلى الحالة المتردية التي وصلت لها أمتنا من ضعفٍ وتشرذم، وأصبحت هذه المنظومة أشبه بالماكنة التي تفني وتضطهد كل شريف بشكل آلي وتلقائي.

******************
كتب بقلم:
عبدالرحمن المطحني
******************

🎉 You've finished reading (مقال مهم جدا) مشكلة العرب سببها تولي السفلة "لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء 🎉
(مقال مهم جدا) مشكلة العرب سببها تولي السفلة "لا تولوا أبناء السفلة والسفهاء Where stories live. Discover now