الصمت

48 7 64
                                    

السكوت عن الجريمة هي جريمة بحد ذاتها

- الصمت
_______________________

كانت تحتضن نفسها وتسند ضهرها على الجدار، كان الصمت ليسود تلك الغرفة لولا صوت شهقاتها التي تحاول كتمها، كانت ملابسها ممزقة والعديد من العلامات والكدمات تغطي الاجزاء المكشوفة من جسدها الذي تحاول تغطيته دون فائدة

كانت تنظر لبقعة الدماء بتلك العيون الذابلة من شدة البكاء، كل ما تمكنت من فعله تالياً هو الصراخ بكل ماتبقى لديها من قوة، كام سماع صراخها لوحده كفيلاً بجعل من يسمعها يشعر بمدى آلمها، بأستثناء الرجل الذي يجلس في الغرفة المجاورة

..........

بعد عده أيام كانت تلك الفتاة تجلس في المقعد الخلفي للسيارة بينما تضم نفسها وترتجف بخوف تحاول عدم النظر حولها وتحديداً للرجل الذي يقود هذه السيارة، انكمشت اكثر على نفسها عندما سمعت صوته القاسي:

"من الافضل لك ان لا تخبري احدهم عن هذا"

اومأت برأسها بخوف دون ان تنبس لتشعر بالسيارة تتوقف عن الحركة وتسمع صوت الباب الأمامي وهو يُفتح لينزل الرجل ويتوجه الى صندوق السيارة ليخرج حقيبة سفر بلون وردي قبل ان يعود ويقوم بفتح الباب لها ليس لكونه محترماً بل لانه قام باقفال الباب حتى لاتهرب، نبس بيرود متجاهلا خوفها الشديد:

"أخرجي، وتصرفي بشكل طبيعي"

تراجع بخطواته ليأخذ الحقيبة ويغادر بصمت وحالما رأته يبتعد اخذت نفساً عميقاً لتستجمع ماتبقى من شجاعتها لتترجل من السيارة وتقابلها نسمات الهواء الباردة، قد يراها البعض اشبه بمواساة لاحزانها لكنها شعرت وكأنها سهام تريد اصابتها لتنهار

كان مبنى المطار هو اول ما وقعت عليه عينيها فاليوم هو يوم عودة عائلتها بعد رحلة علاج دامت لشهرين والتي كانت أهم أسباب ضياع حياتها، لمحته يقف بعيداً عنها بأمتار بينما ينظر لها ببرود مما جعل شعورها بالخوف يتصاعد

ابتلعت ريقها ببطء لتسير بهدوء تحاول ان تبدوا طبيعية ليستدير هو بعدم اهتمام ويتابع سيره وكأنه لم يرتكب جريمة في حقها ولم يكن الرجُل الذي دمر حياتها

كان يقف ببرود بينما تقف هي بعيدة عنه بأمتار تحاول الحفاظ على هدوئها بينما تترقب ظهور عائلتها التي تتمنى من كل اعماق قلبها ان يتمكنوا من اخراجها من هذا الكابوس الذس تعيشه الآن في وجود هذا الرجُل

قبل شهرين سافرت عائلتها المكونة من والديها واخيها الصغير الذي تبين انه يملك مرضاً ما وعليه السفر لتبدأ رحلة علاجة تاركينها في منزل صديق والدها بسبب دراستها التي لم تنتهي بعد، كانت الايام بينهم عادية حتى اتاها بعد شهر ونصف ليقتحم غرفتها فجأة ويفعل ما فعله تحت صراخها ورفضها المستمر

ونشوت || الصمتDonde viven las historias. Descúbrelo ahora