CH1

26 3 3
                                    



أهلا
-


-قبل يومان -

" أمي!" بصوتٍ غير مصدق صاح،
واجتاحت الرعشة جسده مصحوبة بتجمع الدموع في عينيه
"بُني، كل شيء سيكون لصالحنا"حاولت بجهودٍ يائسة توضيح
الأهداف التي تدعم مصلحتهم
والتي ستؤمن لهم حياة أفضل"جامعة مرموقة، بيئة عمل جيدة،
تحسُّن في مستوى المعيشة، وفُرص تتاح لنا"

لكنها لم تجد سوى قهقهات ساخرة
"أمي، أنتِ تقررين دون ضمانات، وتحرمينني من حياتي المدرسية المفضلة
وذكرياتي التي نشأت فيها.. أتتحدثين عن الأنانية؟"

رفعت والدته عينيها من وراء النظارات، وهي تضع المغلف جانبًا، تتنهد بعدم صبر
وتميل قليلاً للخلف قائلة بجدية
"لم تعد طفلاً لتبدي هذا التعلق الطفولي... انتهى "

"لو كان أبي متواجدًا، لما دعاه بالتعلق الطفولي"
"تايهيونغ!!!"

وكانت هذه المرة الأولى التي يشير فيها إلى والده في نقاشهم،
بغض النظر عن حدة النقاشات سابقًا
لعن غضبه وكلماته الغير موزونة التي دفعت دموع والدته لتتدفق بهذا الشكل القبيح

ومن أجل تفادي المواجهة هرب إلى غرفته بسرعة
مما جعل صدى إقفال الباب يتردد في الهدوء الذي ساد المنزل الصغير
وتأوه بقوة، مستندًا إلى سريره وسط شهقات ذباحه تتصاعد من صدره

على الرغم من تأكيد والدته له بأنهم لن يبيعوا المنزل وسيعودون إليه
في فترة العطلة، إلا أن ردة فعله كانت ذو رتم عنيف ثابت
متشبثه بالذكرى

أخيرًا، ضربت حتمية الأمر عقله بعد مماطلته و تردده طوال فترة العطلة
وبدون رضاه، سحب حقيبته من اسفل السرير، برؤية مشوشه
ويستمع إلى صوت شهقاته الخافتة
بينما يجمع ما يراه أمامه




5:17 PM - اليوم الموالي

بعد قضاء أربع ساعات متواصلة من الكآبة والبكاء الصامت
يحدق من خلال نافذة السيارة
ويستعيد ذكرى وداع صديقيه، كان يتجاهل والدته التي كانت تقود

الذُّرْفَة |TKWhere stories live. Discover now