الحلقه الرابعه

438 40 6
                                    

مع شروق شمس الصباح ناثره لدنانيرها، تململت بانزعاج على المقعد الذي غفت عليه بالأمس،  بعدما رفضت النوم على هذا الفراش الذي سبق واحتضن جسده قبلً،  لذا تكورت على ذاتها بالمقعد المتواجد بالجناح،  بانتظار شروق الشمس واستيقاظ شقيقتها..

تأوهت شعورًا بالألم في انحاء جسدها جراء تلك النومة الغير مريحة على الأطلاق،  وهي تنهض من على المقعد،  لتنظر ألى شقيقتها التي ماتزال غافيه بغير رضى واستياء من أفعالها الحمقاء،  من ثم تتجه صوب المرحاض،  لتنثر الماء على وجهها حتى تستيقظ كليًا، من ثم تسحب بعض المناديل الورقية تجفف بها وجهها وتخرج منه مجددًا،  في ذات اللحظة التي بدأت بها مرح بالاستيقاظ، وجفونها تفرج سراح مقلتيها، ونوبة قوية من الصداع تداهمها، لتعتدل جالسه على الفراش قبل او تلتقط عينيها المكان من حولها فيصيبها التوتر والوجل، ألى أن وقعت عينيها على شقيقتها التي قد خرجت من المرحاض وتقف منزوية بينما تناظرها بعينين شرستين وهي تكتف ذراعيها، لوهلة شعرت بعدم الاستيعاب،  ألى ان سريعًا ما داهمتها ذكريات الأمس،  فانكمشت على ذاتها بوجل وهي تحجب نظراتها الخجلة عنها بينما تهتف بنبرة صوت مرتجف:-
- أنا اسفه يا فرح.
وما أن وصل صوتها لمسمعها، حتى هدرت بها:-
- آسفه على أيه ولا إيه مرح!،  على انك خلفتِ تعليماتي وخنتِ ثقتي وكان ممكن تضيعي نفسك أمبارح!
  كلل ملامحها شعورها بالخجل والخزي من نفسها بينما تهتف بذات النبرة المرتجفة:-
- انا آسفه ما كنتش متوقعه يحصل كل دا،  كنت ناويه أحضر الحفلة واتصور معاهم بس وروحت على أساس كده
وخفت أقولك لأنك كنتِ رافضه،  بس ما كنتش متوقعه يحصل كل دا، أنا اسفه يا فرح.
تنهدت بضيق بينما بداخلها تشعر بالألم ومازال قلبها متأثرًا بحادثة الأمس وماذا كان سيحدث أن لم تعلم وتأتي بالوقت المناسب،  فترفع أناملها على جبينها لثوانًا تخبئ عنها نظراتها قبل ان تستعيد ثباتها وتهتف قائله:-
- نتكلم بعدين في البيت، قومي يلا عشان نمشي من هنا.
  امأت لها برأسها، ونهضت بتروي من على الفراش وماتزال تشعر بوجع الرأس، فتتجه كذلك صوب المرحاض لنثر الماء على وجهها من ثم تخرج أليها وقد بدأت تدرك تواجدها في هذا الجناح الفخم، لتهتف بتساؤل وقد كلل ملامحها الاندهاش:-
- جناح مين دا وإحنا هنا ليه!
تنهدت بينما تجيب بنبرة حاده:-
-أحنا هنا عشان حضرتك كنتِ مش في وعيك ومعرفتش أروح بيكِ كده أزاي، ولولا اللي أسمه تشين دا أنه حاول يعمل فيها شهم وعرض عليا أننا نبقى الليله بأوضته ما كنتش عارفه هرجع بيكِ أزاي بمنظرك دا!.
توسعت عينيها ذهولًا ما ان تسلل لمسمعها ما قالت واسم تشين يتردد صداه بأذنيها فغمغمت بعدم استيعاب قائله:-
- تشين! أنتِ قصدك تشين نفسه المغني الرئيسي بالفرقة،  احنا دلوقت في جناحه! انتِ بتتكلمي جد يا فرح.
ولم يكن الجواب على سؤالها واندهاشها من فرح بل من طرقات الباب المتتالية والتي جعلت فرح تتجه صوب الباب لهوية الطارق التي بداخلها تيقن من هويتهُ ومن يكون غيره،  وبالفعل كان هو الذي ابصرت وجهه أمامها،  بينما يناظرها بشبح ابتسامه لم تنجح في اخفاء تلك النظرة الماكرة بعينيه بينما يهتف:-
- صباح الخير فرح.
لم تنخدع بتلك النبرة المهذبة وتلك البسمه أبدًا،  بل هناك شيء بداخلها أخبرها أن هناك شيء خلف تلك النظرة،  بينما انتفضت مرح بعدم استيعاب لكل هذا،  وأسرعت بالتقدم نحوه تلقي عليه التحية بدلًا من شقيقتها الممتعضة،  وهي لا تصدق رؤيته أمامها،  فتنسى كل شيء وتبتسم شفتيها فرحًا نابع من قلبها الذي هدر نبضه تحمسًا قائله بالكورية التي تجيدها:-
- صباح الخير تشين،  حقًا لا أصدق أني أراك الآن أمامي وقد قضيت الليلة بغرفتك.
  ثم وكأنها استوعبت فغمغمت ببعض الخجل:-
- صحيح شكرًا لك عل شهامتك وعلى تركك الجناح لنا بالأمس،  لقد تسببنا في أزعاجك.
  تبسم لها بينما يهتف مندهشًا:-
- واوو تتحدثين الكوري بطلاقه!.
  تبسمت بينما تعدل من خصلاتها خلف أذنيها بخجل،  بينما هو تابع قائلًا:-
- ليس شائعًا معرفة اللغة الكورية في بلادكم،  لكن انتِ تجيدينها هل هي في مجال دراستك.
نفت برأسها مستطرده باللغة الكورية:-
- لا ليس كذلك
  وما أن كادت ان تتابع حديثها وتخبره عن غرامها بالدراما الكورية والموسيقى الخاص بهم وتعلمها  من أجل زيارة تلك البلد ورؤيتهم،  حتى قطعتها فرح هادره:-
- اتكلمي بلغة أفهمها، ثم بترغي معاه في أيه كده!.
  انكمشت مرح من نبرة صوتها الغاضبة ونظراتها المتوعدة،  بينما تجيب قائله:-
- بس كنت بلقي عليه التحية بالكوري وهو مندهش من أتقاني ليها..
أمأت لها بتفهم بينما تنقل بصرها اليه وتهتف قائله باقتضاب:-
- تمام شكراً على ما فعلت بالأمس وتركك للغرفة لنا، والآن سأغادر ومازلت عند حديثي أنني لا اريد رؤيتك لا انت ولا فرقتك بعد اليوم، وأتمنى أن تحادث الادارة من أجل هذا وتطلب فتاة أخرى لتنظيف غرفتك وألا سأضطر لترك العمل كليًا..
  توسعت عين مرح ما ان تسلل لمسمعها ما قالت وحركت رأسها برفضًا مستنكر لما تقوله شقيقتها، بينما تلقي بصرها بينها وبين تشين المسترخي الملامح والذي يضع يديه بجيب بنطاله بعدم اهتمام، والذي هتف قائلًا بنبرة واثقه:-
  -للأسف فرح أنا لن أخبر الأدارة بأي شيء  وأتِ لن تذهبين لأي مكان.
ناظرته بعدم استيعاب بينما ترفع له أحدى حاجبيها استنكارًا بينما تهتف قائله:-
  -حقًا وكيف هذا!
ابتسامة ماكرة احتضنت شفتيه بينما يهتف قائلًا وهو يشير ألى ذاتهُ:-
  -أنا سأمنعك
ابتسامة ساخرة احتضنت شفتيها بينما تكتف ذراعيها امام صدرها:-
- حقًا وكيف ستفعل هذا!.
  ذات الابتسامة وتلك النظرة بينما يجيب وهو يتحرك خطوتين ألى الداخل قائلًا:-
- معي شيئًا أريد منكِ رؤيته أولًا ثم بعد ذلك ستفهمين كيف هذا بل وستوافقين على كل ما أطلبهُ منكِ.
قالها باللغة العربية،  لتتسع عينيها ذهولًا وهي تناظره بعدم استيعاب بينما تتلعثم باستنكار:-
- أنت تجيد العربية
ثم وكأنها استعبت أنها ما تزال تحدثهُ بالأنجليزبه فتهتف باللغة العربية:-
- انت بتتكلم العربي..
جلس على المقعد بينما يجذب اللاب الخاص به ويخرج من جيبه تلك الفلاشه ويضعها بداخلهُ:-
- نعم أجيدها قليلًا وأجيد فهم ما يقال حولي كذلك..
  وجملته تلك كانت بمثابة تصريح له بأنه كان يفهم كل ما قالتهُ سابقًا بظن جهلهُ، سبابها لهُ وتنمرها الدائم عليه، كل شيء كان يفهمه، أحمر وجهها حرجًا وهي تتذكر كل ما تفوهت له،  لكنها لم تظهر خجلها هذا لهُ، بينما مرح تراقب ما قالهُ ونظرات أختها كذلك المتوترة، فأستوعب عقلها ما كان يحدث، بينما هو تابع قائلًا:-
-والآن لتري هذا المقطع المصور الذي أخبرتك عنهُ.
تأففت بضيق، وهي تشعر بأنها تريد الخروج الآن من هنا، لكن سريعًا ما توسعت عينيها حينما ضغط على زر البدء، فرأت ذاتها وهي تهاجم حراسهُ وتقتحم غرفتهُ، فتبدل احمرار وجهها من شعور الحرج، ألى الغضب بينما تسمعه يهتف متهكمًا:-
-ترى أذا تم تسليم هذا المقطع لحكومة بلدك ورفع دعوة ضدك ماذا ستكون عقوبتك فرح!
شعرت مرح بالوجل والصدمة مما حدث، واستغربت كثيرًا ما يفعلهُ تشين بشقيقتها بسببها، بينما اكتفت فرح للحظات بنظراتها الشرسة لهُ،  بينما تتحكم بذاتها بصعوبة وتلجم رغبتها المُلحه في تحطيم وجهه في الحال، لتجذ على نواجذها بغضب بينما تهتف قائله:-
- طلباتك.
تبسم بينما يهتف قائلًا وهو يضع قدم على الأخرى:-
- شيء بسيط للغاية فرح وأنتِ قادرة عليه.
  ثم صمت للحظات وهتف قائلًا:-
- أنا أريد منكِ أن تكونين الحارسة الخاصة بي طيلة فترة بقائي هنا في بلدك فرح بعدما قمتِ بضرب حراسي بكل سهولة رأيت أن أجعلك البديل لهما، ولا تقلقِ سأدفع لكِ ضعف راتبك الحالي كما سأعلم أدارة الفندق بهذا حتى لا تتأذين بعملك..
بدى عليها الامتعاض والرفض لما قال، بينما مرح تنظر بعدم استيعاب لكل ما يحدث من ابتزاز تشين لشقيقتها والذي تجهل سببه وتندهش لهُ، بينما بداخلها تشعر بشيء غريب خلف هذا، بينما صمتت فرح للحظات بينما تسبهُ بأبشع الألفاظ في سرها وهي تفكر فيما عليها فعلهُ ورفضت أن تخضع لهُ، لتهدر قائله:-
أعلى ما في خيلك أركبه.
  نظر أليها بعدم فهم قائلًا:-
ماذا تقصدين! لا أفهمك..
  هتفت قائله:-
يعني طُز فيك ولو مش فاهم قصدي فبقولك اللي عايز تعملهِ أعمله ولا يهمني.
عض على شفتيه بغيظ واضح مما قالت وعدم مبالاتها وهدر بها قائلًا:-
لا تهتمين حقًا! هل تفضلِ السجن على أن تعملِ لدي!
صدقيني لن أتراجع عما أقول فكري جيدًا فرح.
حينها تدخلت مرح التي تقدمت منه تنظر أليه بضيق قائله بالكوري-
لم أظن أن أخلاقك هكذا تشين أبدًا!.
تبسم لها بخفه قائلًا بلغتهُ:-
فقط أقنعيها أن تقبل بالعمل يا صغيرة،  صدقيني لن أضرها أبدًا،  فقط أشعر برغبة أن أبقيها بجواري ليس أكتر وهي عنيدة تصمم على المغادرة،  لذا لجأت لهذا الابتزاز،  فقط جاريني واقنعيها بالقبول.
اندهاش أصابها فور أن تسلل لمسمعها ما قال،  وعقلها يبدء بتحليل كلماتهُ،  لتشعر بقلبها ينتفض تحمسًا ما ان استنتج عقلها هذا الأمر،  أن تشين المغني الرئيسي والاكثر شهرة وتتمناه العديد من الفتيات يبدو أنه قد وقع لشقيقتها ويشعر بالأعجاب نحوها، فتلعثمت قائله بلغتهُ كذلك:-
يا ألهي أنت لفرح تميل!
لكن فرح الغاضبة تدخلت مجددًا بينما تنهرها عن الحديث معه بما لا تفهمه، من ثم تجبرها على التحرك بينما تهدر به انها لن تقبل،  فتتحرك معها بيننا تستدير برأسها له بنظرات مندهشة فيرمقها بغمزه بينما يقول بلغته:-
لا تنسي أقناعها.
امأت لهُ بينما تتابع تحركها برفقة شقيقتها وقد قررت فعل ما طلب منها،  ما ان سألتها شقيقتها عما تحدثت فبه معه،  فأخبرتها أنهُ لا يمزح وقطعًا سيفعل هذا وأن عليها الموافقة على العمل معهُ فلا ضرر سيكون من هذا واخبرها أنه سينتظر ردًا منها، فتنظر أليه بأصرار قائله:-
بما انك بتفهم عربي فأفهم كلامي كويس ما تجيب لنفسك وجع القلب يا حلو يا مسبسب أنت وفكك مني وألا هتزعل أنت مش قدي، وربنا ما يوريك لساني لما يفلت وأيدي لما تطول لأن وقتها هقل جامد منك ..
ألقت كلامها عليه وتابعت تحركها، وهو وقف يفكر فيما قالت وما معناه.
بينما هي تابعت تحركها والغضب يتبخر من كل انشًا بها وشقيقتها بدأت تحثها على القبول من اجل سلامتهما..

عشق خارج السيطرة (مكتملة) Where stories live. Discover now