دفِء -10-

845 23 22
                                    

أبتَلعُ ذاتيَ كما إبتَلعني المُحيط
حيثُ ثرثرتُ عندَ أسفُحهِ، مُتناقلًا الأخبار بينَ صدفاتهِ
أسترجيهُ يومًا غدى دهرًا
ان يبتَلِعني كما إبتَلعَ جُثثًا لا يُعرَفُ عنها شيئًا

تولولُ روحي ترجيًا وقهرًا
لتبكِ مياهُ عيني تَحرِقُ أسفلَ خدي، تَرسِمُ بِلونِها الأحمرُ القاتِم أسفلَ رمشي

تَحترِقُ روحيَ بينَ الأزهار
علّ تِلكَ الصرخةُ المُدويةُ تَخرُجُ من ثغري، تَعتِقُني
إعتِقيني!

صوتٌ مَجهولُ الهويّة، أخضرُ الهيئةِ ناعِمُ المَحيى نَبسَ جانِبي بينما يَسحَبُ جُثمانيَ الحيَّ ناحيتهُ:
"ما بالُكَ تَبكي كأن لا غَدَ يُذكَر؟"

غدٌ؟ عن اي غدًا تَهذي بهِ؟
أحتَضِنُ الموتَ كُلَ دقيقة! كُل ثانية وكُلَ رُبعِ ثانية!
أحتَضِنُ قَبريَ الدامي بِقوة، أشُدُ عليهِ كَطوقِ نجاة

طَوق نجاتي يخنُقني!

"غدٌ يُذكَر؟ لا أرجو غدًا!
أرجو نهايةً لِكُل ما يحدُث

أرجو الهاوية، أرجو ان تَبتَلِعني الهاوية!
أرجو ان يتطاير عَقلي اشلاءً خارِجَ جسدي، يُنسيني أني كُنتُ حيًا يومًا

أرجو إيريبوس سَحبي لِقَبري او رَمييَّ عندَ النهرِ
أرجو من نيكس إغراقيَّ، حيثُ لم يَروِني الماءُ يومًا علّهُ ينفَعُ هذهِ المرة!"

بينما أتنفَسُ بِفوضوية، حيثُ صَدري يتخَبَطُ تارةً أزفُرُ بِكَثرة وتارةً اتوَسلُ لِلشَهيق

يداهُ شفافةُ المَظهرِ، كأنهُ خيالٌ من نوعًا ما
تمتدُ نحوَ شَعري تُداعبهُ، حيثُ يجري النَسيمُ البارِد ويلفحُ بَشرتي، يُسَبِبُ ذاتَ القُشعريرة التي تَسّري في عموديَ الفَقري مُشنجةً أياه

أنفاسيَ هدأت، تمُرُ خيوّطُها ورديةُ اللونِ بِمدارًا حول وجهي، ذات الإحمرارِ يُرسَمُ بِرُقي:
"ما بالُك تتناسى ما يعنيهُ أسمُكَ؟

لِزَهرتِكَ إرجاعٌ لِلحياة، تَصرَف على أساسهِ وكُفَ آذاكَ عن نَفسِك"

يدهُ تتجهُ لِظهري، يشُدُني ناحيتهُ بينما يحتَضِنُ جَسديَ الخامِل :
"أعطني سببًا واحِدًا لأتوقَف.."

هذهِ المرة، انا قد.. أشعُرُ بِالدفئِ بَدَلَ البردِ الذي ينهَشُ عظمي.

___

"انجيلا، يجدُرُ بِنا التكلم" صوتُها الشّجي يُطرَقُ داخِلَ مسامعي، تَتحدَثُ بِاللاتينية مُجددًا كأنَني لا أفقهُ العربيةَ

مَعرَكـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن