Part 28: الماضي يعيد نفسه

354 6 0
                                    

ماذا لو متنا ألف مرة؟،  صحيح نبقى أحياء و لكن قلوبنا قد ماتت من أول وفاة..

كانت مارلين شاردة في أنطونيو التي صار بإمكانها رؤيته و هو يلعب بمرح بعد أن شارف عمره على سنّ الخامسة..

فراقٌ آخر و مجددّ بينها و بين ويليام الذي تركها مجددًا أو بالأحرى للأبد..

منذ آخر مرة فقدت وعيها لدى ذلك الكهل المدعو بعمها شقيق والدها البيولوجي إستيقظت فوجدت نفسها في أحد القرى الروسية الجنوبية،  أعادها لموطنها تانيةً و لكن في منطقة منعزلة،  نهضت لتجد نفسها في بيت ريفي على جنبها سرير به أنطونيو نائم بينما فوق جسده الصغير ظرف به أموال بما تكفي العمر كله،  و لكن هي ليست غبية لكي تقبل أموال قاتل زوجها بل رمتها أمام أحد البيوت الفقيرة التي تبعد عن بيتها بأميال قصيرة،  لتبحث فورًا عن مقرٍّ للعمل و الذي لم يكن سوى المقهى الريفي للقرية و ذلك بعد بحثٍ دام يومين،  بطبيعة الحال تلك اليومين دبرّت أمرها بعد أن وجدت الثلاجة معبئّة،  حسنًا!،  هي ليست حمقاء كفاية لعدم قبولها الأكل و المأوى،  فهذا جزاء فعلتهم بجعلها أرملة و إضافةً إلى ذلك فالأموال تستطيع التخلّي عنها لأنّها تستطيع أن تجد بديلاً لها عن طريق العمل و لكن المأوى بطبيعة الحال لا!،  ليس من السهل إستئجار بيت بسعرٍ فلاني بينما هي إمرأة مسؤولة عن طفل..

أمّا عن أنطونيو فهو الآخر دبرّت أمره،  فلقد تعرفت على جيران جدد. و أقربهم قد كانت ـ ميلي ـ، هي سيدة مطلقّة بذات عمرها تملك توأمين،  فتاة و فتى،  ريكس و صوفيا....

ميلي كانت تعتمد على منحة يبعثها لها والدها كل شهر لذلك هي إمرأة ماكثة بالبيت لا تنشغل سوى بتغذية الدجاج و إسطبل جوادها ،  لذلك و لعمل مارلين فقد إعتمدت عليها في رعاية أنطونيو لغاية إنتهاء دوامها الذي يبدئ عند الساعة 8:00 و ينتهي عند الساعة 18:00، عشرة ساعات ليست بالكثيرة مادامت المصاريف تكفي لشراء الطعام و اللبس،  كما أنّ السيد ريكسون المسؤول عن المقهى  متضامن معها و يعرف قصتها، فقد كان بمثابة صديق و هو بالغ من العمر 36 سنة،  شاب نحيل نوعاً ما و طويل..

عجيبٌ هو القدر..

عجيبٌ هو الزمن..

من قال أنّ الماضي سوف يحيي نفسه من جديد بعد أن كان رمادًا  و قد كان في عهده نارًا حرقت روحها و قلبها...

من قال أنّ الماضي سوف يعود،  الماضي يعيد نفسه!..

و لكن أعاد نفسه بحلّة مشوهّة أكثر من السابق،  حيث فارقها ويليام تماماً و لا مجال للعودة،  زوجها المريض لن يعود مجددًا،  إشتاقت إلى هوسه و مرضه بها،  لن تنكر  أنّ الأمر ليس في مصلحتها،  و لكن ربما إشتياقها دفعها للحسرة على أهوال هوسه، مرضه و لا فراقه الأبدي..

لحدّ الآن لم تتقبل موته و لكن قد كانت جميع الليالي سوداء،  سماءٌ زلاّلة دون نجوم و لا قمر، فقط الدموع و النحيب،  فعندما ينام الجميع كانت هي تحمل كوب قهوةٍ ساخنة بينما تناظر السماء بدموعٍ جارية،  ثواني حتّى تصبح شهقات و بكاء هستيري...

صفقة الشيطان ـ هوس مريض➤➣ _ 𝐃𝐞𝐯𝐢𝐥'𝐬 𝐃𝐞𝐚𝐥 _ 𝐒𝐢𝐜𝐤 𝐌𝐚𝐧𝐢𝐚Where stories live. Discover now