البارت العشرون

40 8 2
                                    

البارت العشرون
كالاتيا
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تخللت أصابعه خصلات شعره الأمامية ليغط فى تفكير عميق لا يعلم مدى صحة ما يفعله الآن ولكنه قد عزم أمره ويعلم جيدا مدى الراحة التى سيشعر بها عقب فعلته تلك

يتوجه إلى الك الخزانة بخطوات مترددة ثم يخرج ذلك الصندوق المتوارث عن أجداده والذى ينحت الزمن عليه آثاره فيحمله بين يده وهو يرمقه بعدة نظرات مبهمة ليقوم بوضعه على ذلك الفراش بينما تقف سلمى تتطلع له بدهشة على الإضطراب الواضح على قسمات وجهه

تجلس سلمى بجواره بعد أن طلب منها ذلك ثم يقوم بفتح ذلك الصندوق ليخرج منه عدة أوراق يبدو عليها أنها قديمة جدا ليقوم بتقديمها إلى سلمى وهو يومئ برأسه والتى تفتحها بحذر لتجدها مكتوبة باللغة العربية والخط بها واضح جدا وجميل وكأنه خطاط الذى فعل ذلك لتقرأ بها فالكتابة باللون الأسود بخط كبير وغليظ لتقرأ


(من محمد إبن نافع إبن إبراهيم إلى من يجد ذلك الخطاب من بعدى يمكنه أن يطمئن أهالينا حيث أننا خرجنا فى رحلة حج من قاهرة المعز الفاطمية  إلى مكة المكرمة لتميل بنا السفينة فجأة بفعل تلك الدوامات  وقد إستطاع البعض النجاة على تلك الجزيرة وقد توفى العديد منا ليتحول إلى جثث طافية على سطح الماء  ولا نعلم السبب ومن أراد الخروج من تلك الجزيرة يلقى مصرعه على الفور لذلك كتبت علينا الحياة فى تلك الجزيرة والتى أسمتها أحد الركاب كالاتيا
إستسلمنا للأمر الواقع وقد تزوج بعضنا من البعض وعمرنا الجزيرة تلك والتى قد إمتلأت بالخيرات ولككنا لم ننسى ولو للحظة أوطاننا ونحن إليها

بعد فترة قام الأهل بتنصيبى حاكم لتلك الجزيرة ووضعنا بعض القوانين والتشريعات لها حتى تستقر الحياة لحين عودتنا إلى أوطاننا )

ليرفق بذلك الخطاب أوراق بأسماء من نجوا من تلك الجزيرة ومدنهم منهم من كان من القاهرة ومنهم من كان من عدة محافظات أخرى كما مدون بها بعض الذكريات واليوميات لذلك الرجل 

تقوم سلمى بطى تلك الأوراق وهى تتطلع للفراغ لتفسر الآن سر حديثهم  المصرية التى تسود بينهم وتلك المصطلحات الخاصة بالمصريين

كان عليان يراقب ردة فعلها على تلك الأوراق ليردد بهدوء

-بالرغم من أن السر ده متوارث بينا لكن حبيت أشاركك بيه

تبتسم له سلمى مقدره مشاعره تلك لتتأكد الآن من مكانتها فى قلبه لتضع الورق جانبا وتدلف هى بين أحضانه

✨✨✨✨✨✨✨✨✨

فى نفس التوقيت كانت تتوجه إلى منزل الحاكم تقف بالأسفل فى إصرار منها لمقابلة الحاكم الآن ليسألها أحد الحراس

كالاتيا Donde viven las historias. Descúbrelo ahora