الفصل الحادي عشر : من والد عيسى ؟
.
.
.
.
« ابتسم فأنت على دين محمد صلى الله عليه وسلم»
...............
" علينا أن نعتنق الإسلام يا آفرا "
ترددت الكلمات في ذهن آفرا، وكأنها صدى يتكرر في فضاء الدهشة والحيرة
كانت هذه الجملة بمثابة نقطة تحول غير متوقعة، فليديا التي كانت حتى الأمس تعارض فكرة دراسة الإسلام تأتي اليوم تطالب بإعتناقه
رفعت يدها دها بتلقائية نحو جبهة ليديا، تتحسس درجة حرارتها، وكأنها تبحث عن تفسير ملموس لتغير موقفها المفاجئ.
" أنت بخير ليديا؟ ماذا حصل لك؟"
سألتها بنبرة تحمل بعض الاستهزاء، وكأنها تحاول تخفيف وطأة الصدمة بالدعابة.
لكن نظرة ليديا كانت جادة، غير راضية عن محاولة آفرا للتقليل من شأن ما قالته كانت عيناها البنية تعكسان الجدية والعزم، مما أكد لآفرا أنها لم تكن تمزح في ما قالت ....
سألت آفرا، وهي تحاول استيعاب الوضع الجديد والتأكد من صدق نوايا ليديا
"أنت متأكدة أنك تريدين الإسلام كدين لك؟"
أمسكت بيديها وهي تعطيها جوابها وكان واضحًا عليها اليقين والإصرار
" لم أكن متأكدة يومًا بشأن أي قرار مثل هذه اللحظة "
كانت نبرتها دافئة تعبر عن صدقها وعمق إحساسها بهذا الاختيار....
قطبت آفرا حاجبيها مستغربة كيف أن ليديا ستعتنق الإسلام هكذا فقط دون مرشد أو من يحدثها عن الإسلام و صفاته ...
هكذا بين ساعات اتخذت القرار على عكسها هي من تدرسه منذ فترة ولم تتجرأ على فعلها
أخيرا سألتها بفضول
" لماذا اتخذتي هذا القرار بسرعة هكذا ؟ "
تبسمت لها وهي بحد ذاتها متفاجأة من نفسها
" الوقت الذي قضيته في قراءة جزء من القرآن لم يكن مجرد ساعات بل كان بمثابة إكتشاف لي الإسلام ليس كما وصفوه لنا دين عنف و قتل بل مسامحة و محبة الإسلام يعترف بعيسى عليه السلام كنبي وجدت به راحة لم أجدها بكتاب الإنجيل "
كانت كلماتها تنساب بسلاسة، تحمل في طياتها الثقة والراحة النفسية التي تأتي مع القرارات المتخذة من القلب كانت لحظة مليئة بالمعاني، حيث تجلت فيها الصراحة والشفافية في أبهى صورها.
YOU ARE READING
صراطٌ مستقيم
Spiritualكانت فتاة ملحدة تعاني من الاكتئاب ..... و كان هو الطالب الملتزم الذي يرتل القرآن في المدرج كل صباح . " صِف لي دينك في كلمتين " " صراطٌ مستقيم "
